شباب الجامعات يؤكدون توحد المصريين مسلمين واقباط وهؤلاء مجموعة من الشباب المصري هزمهم الحادث الارهابي الذي استهدف كنيسة القديسين بالاسكندرية.. هؤلاء مجموعة من طلبة جامعة الزقازيق قرروا بفطرة مصرية خالصة توجيه رسالة مهمة للغاية وهي ان مصر لا تعرف القبطي او المسلم.. الاثنان اشقاء وأخوة في المصير. هولاء الشبان (مسلمين ومسيحيين) قرروا حماية كنائس مصر بأرواحهم وتقدموا من خلال قافلة شعاع الخير ليعلنوا للعالم أجمع أن ما حدث لن يفرق الدم المسلم عن الدم القبطي.. وان مصر ستهزم الارهاب الأسود بوحدة شعبها مسلم وقبطي. لم تعد قضية مسيحيين وكنائس يراد حمايتها .. بل أشقاء وتوائم بالوطن .. ودور عبادة مصرية أضحت في نن العين والقلب.. ولم تعد دعوة للالتفاف بالعيد حولها.. ؛ فالشعب جميعه (بشبابه.. مسلميه واقباطه) انتفض مرة واحدة وطرح (بفطرة وتلقائية وأصالة) هذه المبادرة .. ولم تعد كنائس وأقباط يراد الدفاع عنهم .. ؛ بل طوفان من الحب بات يطوقهم من كل جانب .. بتلك الكلمات والمشاعر النابضة كانت بداية الحوار بجامعة الزقازيق مع شباب "قافلة شعاع الخير" ورائدها - الذين رفضوا جميعاً أن يذكروا أسماءهم أو ديانتهم مكتفيين بأنهم مواطنون مصريون .. وكفي .. سألنا شباب قافلة شعاع الخير بكلية التجارة جامعة الزقازيق: ماذا عن مبادرتكم التي كنتم سباقين بعد لحظات خاطفة من الحادث لتكوين دروع بشرية لحماية الكنائس.. ؟ - لم تعد مبادرتنا (وإن كنا أول من أطلقها) لكنها مبادرة شعب مصر الأصيل العظيم بكل طوائفه.. لقد أضحت مبادرة الملايين.. وبرغم روعة الاستجابة فقد اصبح هناك مشكلة مقلقة أخري وهي كيفية تنظيم وتامين هذه الاستجابة.. فلا يخفي أن الظرف دقيق.. والمتربصون كثيرون وانتهاز الفرص من متآمر أو مخبول متعصب وأحمق وارد.. فلا يجب أن نعطي بسذاجة واندفاع الفرصة لهم لأن يحدثوا بمجتمعنا ما يخططون له من خسائر وفزع وانشقاق أكثر .. ولابد من التنسيق تماماً مع الأمن.. والذي يجب أن نتكاتف تماماً حوله بالمرحلة الراهنة وإلي أن نعبر العيد بسلام بإذن الله .. محذرين أن الخطوة الخسيسة القادمة قد تستهدف مسجداً لإحداث مزيد من الانشقاق والوقيعة بالوطن . في رأيكم هل هذا الحل يكفي لهزيمة الارهاب؟ - هذا افضل من الحلول الشكلية والهزلية والخالية من أي مضمون.. والتي تبدأ -وتكتفي - بالقبلات .. وموائد رمضان.. والزيارات.. ، وتنتهي بالبيانات والتصريحات.. ويستمر من ناحية رؤوس الفتنة والتعصب والجهل في غيهم ببث الكراهية علي الجانبين.. ويبقي المناخ الموبوء.. والتربة الملوثة ممهدة وكما هي (بل أو أشد) لتفريخ ذات الظواهر وأبشع.. ونستمر في ذات الحلقة الجهنمية باختلاف المواقع والأدوات (من تفجيرات الحسين.. ونجع حمادي.. والإسكندرية) والأصابع واحدة.. أصابع يد الارهاب الأسود ما رؤية شباب القافلة إذن لكيفية مواجهة هذا الوضع.. وعدم تكراره .. ؟ - بالتشخيص العلمي السليم والدقيق والأمين لجذور المشكلة من جميع جوانبها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فالأديان بريئة مما يحدث باسمها وتحت ستارها .. ، لكن الأخطر والأهم منظومة التعليم والتنشئة والتربية.. والقائمة منذ الصغر علي التمييز الطائفي ما بين إسلامي من ناحية.. وقبطي من ناحية أخري.. وما يتم غرسه بالتالي من خلال هذا التعليم من بث للتمييز والتقوقع والكراهية فيما بين أطفال وأبناء الوطن.. ، وترسيخ لمفاهيم التدين الشكلي منزوع القيم والسلوك.. وتعليم جامد سطحي قائم علي تعطيل الملكات.. والتلقين .. فالانقياد بلا تفكير.. وكتوضيح موجع لهذه النقطة تذكر إحدي فتيات القافلة بمرارة شديدة فقرة وردت بمقال حول الأحداث الأخيرة .. جاء بها بالنص: أما مكونات القنبلة فلم تكن مسامير ولا باروداً، بل كانت تعليماً منحطاً، وثقافة مشوشة، وتديناً منقوصاً، ونفوساً ضائعة مكبوتة الشهوة.. مقموعة الأحلام.. منعدمة الخيال. وهنا بيت القصيد .. هل نحن (علي حد قول الفتاة) علي استعداد لمواجهة هذا الأمر في العمق والجذور .. ، ام سنظل والحلول الشكلية.. والقبلات والتصريحات؟ وهنا يتدخل شاب بمرارة محتجاً عما يطرح كل مرة من حلول - من نوعية مجلس الحكماء.. أو غيره والتي تعني في رايه مجرد شكل لاحتواء ردود الأفعال دون مضمونها..!! فما الذي سيفعله هؤلاء الحكماء أصلاً في قضايا التعليم بالتلقين لا التفكير.. والتمييز الديني من الصغر وبث الكراهية.. والتسرب من المدارس.. والبطالة..والعشوائيات المليونية المتفجرة.. فما نشهده (وللأسف) الآن هو بفعل تراكمات وتفاعلات لأزمات خانقة موجعة رسخت من شعور بالظلم والاضطهاد.. تم تفسير جانب منه علي وجه الخلط والخطأ باعتباره تمييزاً دينياً - وهو في الأصل اجتماعياً.. وبات كل من أبناء الديانتين يتهم (وبالخطأ) الدولة بمحاباة والتحيز للدين الآخر.. وبعد أن وضحت مبادرتكم بشقيها العاجل.. والبعيد المدي - ما هي الرسالة التي تريدون إبلاغها.. ؟ - نريد إبلاغ العالم أن مصر متربص بها لتقزيمها.. وشرخها.. وتقسيمها كي نلحق بالعراق وجنوب السودان ودارفور.. ، وأن بيننا رؤوس فتنة بالداخل تسعي بدأب (عن عمدٍ أو بجهل) لتحقيق المخطط.. وأن هذه الرؤوس هي التي مهدت التربة.. وجمعت الحطب.. ووضعت شرارة الحريق.. ، وأننا يجب ألا ننقاد ونستمع لهم مرة اخري .. ويختم شباب شعاع الخير حوارهم .. ومبادرتهم بتفاؤل وأمل برغم الكارثة - والتي وحدت (وبصورة غير مسبوقة) بين الشعب جميعه .. فلم نصادف انساناً واحداً لم يتألم ويبكي مما جري.. أو يشمت في الطرف الآخر بل بات الشعب كله علي قلب مظاهرة.. ورجل.. ورصيف.. وسور كنيسة واحدة .. وكما حدث بعبور أكتوبر فلن نفترق.. مسلمين ومسيحيين حتي الموت .. !! مها عبدالرحيم فودة