سيطر جو من التسامح والغفران والحب علي احتفالات الطائفة الانجيلية بعيد الميلاد المجيد وسط مشاعر اختلطت بالدموع والأحزان من قلوب المسلمين والأقباط حيث اتشحت أشجار الميلاد باللون الأسود وارتدي فريق الترنيم ومعظمهم من السيدات الملابس السوداء حداداً علي أرواح شهداء كنيسة القديسين. قال الدكتور القس صفوت البياضي في الحفل الذي شهده كبير الياوران مندوباً عن الرئيس حسني مبارك: إن عيد ميلاد المسيح كان في ظروف أسوأ من التي نعيشها حيث كان هناك رجال دين فاسدون يبيعون ويشترون في الهيكل وكانت هناك دماء تسفك علي الذبح لأبرياء من الأطفال بتعليمات من هيرودس ولكن جاء المسيح وسط هذا العالم برسالة السلام والحب وبتعاليم سماوية لم تكن من قبل.. حيث قال سمعتم أنه قيل لا تقتل ما أنا فأقول لكم من يغضب علي أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم ومن قال لأخيه يارقاً »أحمق« يكون مستوجب نار جهنم.. فهو يعالج الجريمة قبل التفكير فيها. وقد جاء مع مولد المسيح السلام.. حيث بشرت الملائكة قائلة علي الأرض السلام وبالناس المسرة، وقال طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون.. موضحاً أن صناعة السلام مكلفة وأثقل من صناعة الأسلحة والقنابل لكنها تعمل المعجزات، ولكن كيف أصنع السلام؟. إن صناعة السلام تتركز في إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فأسقه ماء فإنك بذلك تجمع جمراً نار علي رأسه والحرب يكافئك. وأفضل طريق لصناعة السلام هو طريق الحب والعطاء والبذل وليس سفك الدماء. وأضاف أن رسالة المسيح تركز علي الصفح والغفران بدلاً من الانتقام حيث يقول من لطمك علي خدك الأيمن حول له الآخر أيضاً.. وهذا ليس ضعفاً ولكن يقصد بالخد الآخر هو خد المسيح نفسه الذي يقول أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر، وكذلك قوله أحبوا أعداءكم باركوا لأعينكم، صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. وقال إن شركاء الوطن هم ليسوا أعداء بل عشنا معهم طوال 41 قرناً من الزمان وهم أحباء وجيران. وجاءت وصية المسيح أن تحب قريبك كنفسك وعندما سئل عن القريب جاء مثل السامري الصالح الذي أوضح أن القريب هو من يختلف معي في الجنس واللون وهو من أتصور أنه بعيد عني. وتساءل رئيس الطائفة أين السلام في بيوتنا وفي مجتمعاتنا.. أين السلام في العالم، أين السلم في فلسطين والعراق والسودان، في لبنان والجولان.. لم تعد هناك حدود آمنة، وكاد يختفي تعبير الدول الصديقة إلا من الصور المعسولة، إن العالم الآن يبحث عن السلام.. وعلينا بدورنا أن نصنع السلام. وأشاد رئيس الطائفة بكلمة الرئيس مبارك للأمة عقب الحادث وبكلماته الصادقة في الأخذ بالثأر ممن وجعوا قلوب مصر. وقال الدكتور القس سامح موريس راعي الكنيسة الانجيلية في قصر الدوبارة: إنني أشكر أخوتي من المسلمين الذين شاركونا مشاعرهم الطيبة حيث أصرت سيدة محجبة الدخول للكنيسة ومقابلة الراعي للتعبير عن تضامنها مع مشاعر الأقباط والمصريين وأنها تستنكر الحادث الذي رفضه أبناء مصر جميعاً.. وأنشد فريق الترنيم في النهاية ترنيم مبارك شعب مصر دا وعدك من سنين، وترنيمه بارك بلادي.. يا سامع الصلاة في قلوب كل البشر.. بارك بلادي.. التفت لصراخ بلادنا وارسل لينا المطر.