«سمعت الرسالة وفهمتها ورغبة مني في الحفاظ علي المكتسبات الديمقراطية، أعلن التنحي «.. بهذه العبارة أعلن بليز كومباوري رئيس بوركينا فاسوتخليه عن منصبه بعد 27 عاما قضاها في سدة الحكم ممسكا بالبلاد بقبضة من حديد، رضوخا للمظاهرات الحاشدة التي خرجت ضده. عبارة أعادت إلي الأذهان مشهد مر عليه ما يربومن أربعة أعوام حينما قال الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي إلي شعبه «فهمتكم» راضخا لمطالب المتظاهرين لتندلع شرارة الربيع العربي. ما حدث في بوركينا فاسويشبه في مقدماته كثيرا ثورات «الربيع العربي» التي قادها الشباب ضد حكام تشبثوا بكرسي السلطة أعواما عدة حاولوا خلالها إضفاء الشرعية عليها بتعديلات دستورية تتيح لهم البقاء مدي العمر وهوما كان يسعي إليه كومباوري قبل أن يؤدي الوضع الاقتصادي وتفشي الفساد إلي الإطاحة به في خطوة تهيئ ل»ربيع أسمر «لاسيما في دول أفريقية تعيش ظروفا مشابهة. ولم يشفع لكومباوري- مثل الحكام العرب المطاح بهم - رضا الغرب عنه حيث أصبحت بوركينا فاسوفي عهده حليف رئيسي للولايات المتحدة ودول أوروبية في منطقة غرب أفريقيا، إلا أنهم سرعان ما أداروا ظهورهم له بعد أن انسحب البساط من تحت قدميه لينتهي دوره ويحمل لقب المخلوع. الحالة البوركينية تطرح التساؤل عن مدي إمكانية أن تدور الدائرة مرة أخري وتبدأ هذه المرة من دول تعاني ظروفا مشابهة مثل رواندا والكونغوبرازافيل والكونغوالديمقراطية وبنين التي تشهد هي الأخري محاولات من حكامها لإجراء تعديلات دستورية تسمح بتمديد فترات رئاستهم وهوما ينذر بتكرار مشهد الربيع العربي ولكن هذه المرة سيكون لشعوب البشرة السمراء التي كثيرا ما عانت التهميش وتتوق لتذوق طعم الديمقراطية بعد عشرات السنوات قضتها تحت بطش الاستعمار الذي ما لبث أن انتهي حتي وقعت بين براثن الديكتاتورية.