مفهوم بالطبع أن يعتصرنا الألم ونشعر بالحزن بالشديد والغضب الكبير بسبب الهجوم الإرهابي الغادر والخسيس الذي وقع في شمال سيناء وأسفر عن وقوع 60 ضحية ما بين شهيد وجريح، خاصة أن حوادث الإرهاب تكررت مرارا وبوتيرة أكبر، والضحايا في ازدياد.. لكن غير مفهوم ولا مقبول إن ينخرط البعض في «مندبة» واسعة ارتفع فيها الصراخ والعويل.. وخلال هذه «المندبة» ارتدي البعض ثيات الجنرالات وانطلقوا يصوبون قذائف هجومهم علي قواتنا المسلحة وقادتها بل يطالب بعضهم بعزل عدد منهم، وذلك استنادا إلي بعض المعلومات الأولية مجهولة المصدر التي تناثرت هنا وهناك حول السيناريو الذي تم به الهجوم الإرهابي الخسيس، رغم أن هذه المعلومات لم تتأكد صحتها أو دقتها في ظل غياب بيانات عسكرية. لقد نسينا أو تناسينا أننا نخوض منذ أكثر من عام مضي حربا ضارية ضد الإرهاب.. وفي هذه الحرب مثل أي حرب سوف نوجه ضربات للإرهابيين وسوف نتلقي منهم الضربات أيضا، وسوف يكون هناك ضحايا في هذه الحرب، خاصة أن عدونا غادر وخسيس ويلقي دعما اقليميا وعالميا. والصراخ والعويل لا يجدي في الحرب، بل إنه علي العكس يضر لانه يؤثر بالسلب علي معنويات مقاتلينا الذين يخوضون هذه الحرب. بل إن هذه المندبة التي اقامها من يطلقون علي أنفسهم لقب خبير عسكري أو محلل سياسي عبر شاشات الفضائيات في الساعات الأولي التي اعقبت الهجوم الإرهابي، تذهب بالعقل الذي يتعين أن نحتفظ به لكي نتفكر فيما حدث ونبحث ما وقعنا فيه من أخطاء وما حدث من ثغرات نفذ منها الإرهابيون، ونتدبر فيه أمورنا ونعد العدة لكي نثأر من هؤلاء الإرهابيين أولا ثم لكي نطهر سيناء العزيزة من الإرهاب ونجهز علي كل التنظيمات الإرهابية في ربوع البلاد كلها. ولعلنا ندرك أن الجيش الذي يخوض حربا لايراجع أو يقيم ما يقوم به ويفعله علنا هكذا بالشكل الذي يفعله أصحاب هذه «المندبة»، حتي لا يستفيد العدو من ذلك، وأيضا حتي لا تهتز معنويات مقاتليه.. انها واحدة من البديهيات التي كان يتعين علي نجوم هذه «المندبة»، أن يعوها إذا كانوا حريصين فعلا علي المصلحة الوطنية.. أم أن الرعبة في الظهور الإعلامي طغت للأسف علي المسئولية الوطنية؟! أوقفوا فورا هذه «المندبة».. وكفانا عبثا في وقت نخوض فيه حربا ضارية وشرسة ضد إرهاب أسود.. وشكر الله سعيكم يا محترفي العويل والصراخ.. نحن لا نحتاج صراخكم وانما نحتاج أن نتصرف كشعب وحكومة مثلما تتصرف الدول والشعوب التي تخوض حربا في ظل أكبر تماسك وطني.