رويداً رويداً يكتمل حلم إقامة دولة فلسطينية معترف بها دولياً في خطوة تنهي سبعة عقود من كابوس عربي عاشه ومازال يعيشه الفلسطينيون منذ الإعلان عن قيام دولة إسرائيل علي الأراضي الفلسطينية عام 1948استناداً إلي وعد بلفور الذي أعطت من خلاله بريطانيا ما لا تملك لمن لا يستحق.. فمنذ ثلاثة أيام وافق البرلمان البريطاني علي الاعتراف بفلسطين كدولة في خطوة تحمل قيمة رمزية للفلسطينيين في مسعاهم لنيل اعتراف دولي يعيد إليهم حقهم المسلوب وينهي الاحتلال ويستعيد قطعة غالية علي «قلب» كل عربي. ورغم أن هذه الخطوة غير ملزمة للحكومة البريطانية إلا أن هذا التصويت حظي بمتابعة عن كثب من الفلسطينيين والإسرائيليين علي حد سواء لأنه يعد مقياسا لمدي استعداد الدول الأوروبية للتحرك بشأن آمال الفلسطينيين في اعتراف منفرد علي حدة من كل دولة عضو بالأممالمتحدة. هذا التصويت جاء بعد عشرة أيام من إعلان السويد اعترافها بفلسطين بالإضافة إلي 134 دولة اعترفت بالفعل في مقدمتها البرازيل والأرجنتين. وهي خطوات تعزز الموقف العربي في الأممالمتحدة وسط صخب رياح غربية معاكسة تقودها الولاياتالمتحدة في مواجهة مسودة مشروع القرار الذي وزعته فلسطين علي أعضاء مجلس الأمن ال15، تمهيداً لتقديمه رسمياً إلي المجلس، وينص علي إنهاء «الاحتلال» للأراضي الفلسطينية بحلول نوفمبر 2016، وإقامة دولة فلسطينية. ما سبق نتاج لخطوة هي الأكبر عندما منحت الجمعية العامة للأمم المتحدةفلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية في 2012، وجميعها خطوات تبشر بقرب استكمال الحلم العربي برفع العلم الفلسطيني في كافة دول العالم وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وعودة الأرض لأصحابها. وهو حلم راود الفلسطينيين وظل حبيس وعود واتفاقيات لم تتعد كونها حبرا علي ورق لكنهم لم ينسوه حيث حفر في ذاكرتهم وتناقله الجيل تلو الآخر واضعين نصب أعينهم «الحرية» ولو في كوخ لأنها لديهم أفضل من «عبودية في قصر»، هكذا يرددون ونحن معهم.