الدنيا بخير

حلم الحاجة ألفت

25 عاما قضتها وحيدة داخل حجرتها.. لا ماء ولا كهرباء ولا حتي ادني وسائل المعيشة اعتادت منذ صغرها علي تحمل مصاعب الحياة بعد ان توفي والداها وهي في سن 12 عاما.. دائما كانت تكتم معاناتها ولا تشكو لأحد ما تلاقيه. هي سيدة مسنة في منتصف الستينات حينما تتحدث معها تجد غبار الماضي وغشاوة المستقبل امام عينيك.
الحاجة الفت سيدة مصرية، حياتها بسيطة.. صديقها الوحيد المرض داخل حجرتها التي تسكن فيها منذ ان تركها زوجها وهرب خارج مصر، تاركا لها المعاناة وذكريات الماضي.. حينما اقتربنا من طرق حجرة ألفت، وجدنا القمامة ملقاة امام منزلها، فضلا عن انقطاع المياه وعدم وجود لمبة واحدة لانارة حجرتها.. هي لا تشكو لاحد، لكن كما تقول لم اعد استطيع ان اكتم معاناتي، ليس هناك عائل واحد، لم انجب، ولم اتزوج، بعد ان هرب زوجي، اعيش هنا، ابحث عن عمل ولا أجد، امد يدي لاهل الخير، ورغم ذلك لا تكفي حاجتي، انا مريضة، واحتاج إلي علاج قيمته تصل إلي 300 جنيه، ودخلي الوحيد هو معاش السادات، وغير ذلك لا يدخل جيبي مليم واحد.. الحاجة الفت، تساقطت دموعها عندما أخبرناها اننا من باب «ليلة القدر» بجريدة «الأخبار»، لم تتمالك نفسها اخذت دموعها في التساقط، بدأت تلوح بيديها، حلمت بيكم، اه والله حلمت ان هناك خيرا قادما، والحمد الله حقق ربي حلمي، انا الان سعيدة.. لم تتوقف الحاجة ألفت عن الكشف علي سعادتها عندما شاهدت من يستجيب لصرخاتها وينقذها من براثن هذه المأساة.. قالت وبصوت خافت، لا اريد ان يعرف احد انكم هنا، لان اهل المنطقة كلهم في حاجة اليكم، واعتقد انه اذا علم احد فلن تخرجوا من حجرتي إلا محملين بملايين من الاوراق التي تكشف مأساة اهل منطقة امبابة، وتضيف، هنا الجميع يعيش حالة من الفقر المدقع كما تسمونه في صحفكم، لا ماء ولا كهرباء، وادني سبل المعيشة غير متوافرة، اللهم ان كان الفول والطعمية هي الوجبة الرئيسية لنا هنا وبدونها لاطعام في منازلنا.. الحاجة ألفت، قصت مأساتها، بأنها تعيش بمفردها ولا معيل لها، بعد ان تركها زوجها وهرب منذ 25 عاما، هي لا ترجو من الدنيا سوي أهل خير ينتشلونها من هذه الحجرة ويوفرون لها ادني سبل المعيشة.. ألفت اختتمت مأساتها بدعاء، اللهم اطعم من يطعمني، واستر من سترني لعلها رسالة لكل من يريد مساعدتها.. باب ليلة القدر قدم لها مساعدة بقيمة 3 آلاف جنيه حتي تستطيع توفير جزء من احتياجاتها المعيشية، وحتي تستطيع البحث عن حجرة جديدة أفضل من الحجرة السيئة التي تعيش فيها.