مديرية الطب البيطري بشمال سيناء تشارك في سوق اليوم الواحد لتوفير السلع بأسعار مخفضة    سعر الدولار أمام الجنيه المصري مساء اليوم الإثنين 21 يوليو 2025    دراسة: الأمريكيون يحولون مدخراتهم إلى أدوات مالية ذات عائد    حماس: اعتقال مدير المستشفيات الميدانية بغزة أثناء عمله إمعان في الاستهداف الإجرامي    بابا الفاتيكان يبحث هاتفيًا مع الرئيس الفلسطينى الوضع فى غزة    بيراميدز يصل إلى ملعب مباراته الودية أمام باندرما سبور التركي    حسن شحاتة يخضع لجراحة عاجلة بعد أزمة صحية مفاجئة    الداخلية تكشف ملابسات مشاجرة عنيفة بالخرطوش في شبرا الخيمة    مشادة زوجية تنتهي بجريمة قتل.. ضبط المتهم بخنق زوجته في شبين القناطر بالقليوبية    من المنصورة إلى الخشبة.. أحمد عبد الجليل يروي رحلته في ندوة تكريمه من القومي للمسرح    أبو.. من مهرجان الجونة إلى "توبة" في فرح شعبى    عماد أبو غازي يتحدث عن السياسات الثقافية في مصر بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب    ولادة نادرة لطفل شمعي بمستشفى سنورس.. والصحة: إنجاز طبي يعكس كفاءة أطقم الفيوم    صحة الدقهلية توضح حقيقة حالة الطفل المصاب إثر سقوط من علو    وزير الصحة يتابع تجهيز المخزن الاستراتيجي لفرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية    منتخب مصر للسلة يواجه إيران في بطولة بيروت الدولية الودية    محافظ المنوفية يتفقد شركة صيانة الآليات بميت خلف لمتابعة منظومة العمل.. صور    وزير التعليم العالي: "كن مستعدا" مبادرة متكاملة لتأهيل مليون شاب لسوق العمل    لقطات حديثة لسد النهضة تكشف ما تخفيه إثيوبيا، البحيرة ممتلئة والأعمال مستمرة لتغطية التسرب    الجريدة الرسمية تنشر قرارا جديدا لرئيس الوزراء    الأمم المتحدة: يجب وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية    10 انفصالات هزت الوسط الفني في 2025 (تقرير)    دارين حداد: "المداح نجح بالتعب مش بالكرامات"    برلماني: مصر قطعت الطريق على "حسم" الإخوانية.. والأجهزة الأمنية تسطر نجاحًا جديدًا    لتعويض رحيل محمد إسماعيل ل الزمالك.. زد يطلب التعاقد مع مدافع المحلة    طريقة عمل الشيش طاووق بتتبيلة لا تقاوم    حدث في بنجلاديش .. سقوط 16 قتيلا جراء تحطم طائرة عسكرية سقطت بحرم مدرسة وكلية مايلستون    حزب الجبهة الوطنية يعقد مؤتمرًا حاشدًا بكفر شكر لدعم مرشحه لانتخابات الشيوخ    "الدراسات العليا" بجامعة قناة السويس يفتح باب القبول والتسجيل لبرامجه "دبلوم - ماجستير - دكتوراه"    فريق طبي بمستشفى كفر الشيخ الجامعي ينجح في إنقاذ مريضة تعاني من ورم    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على نقل خبراتها المتراكمة في مكافحة الإرهاب لدعم القدرات النيجيرية    27 شهيدا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم    ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: حديث القرآن الكريم عن الليل والنهار شامل ودقيق لإظهار التعبير والمعنى المراد    ما الضوابط الشرعية لكفالة طفل من دار الأيتام؟.. الإفتاء توضح    المفتي يوضح حكم كيِّ الماشية بالنار لتمييزها    المؤبد لطالب وشقيقه بتهمة قتل سيدة بمركز البلينا فى سوهاج    من هو عدي الدباغ المرشح لخلافة وسام أبو علي في الأهلي؟    الزراعة تطلق منافذ متنقلة لبيع منتجاتها للمواطنين بأسعار مخفضة فى الجيزة    النفط والضرائب والسوق السوداء.. ثلاثية الحوثيين لإدارة اقتصاد الظل    وصول الطفل ياسين مع والدته إلى محكمة جنايات دمنهور مرتديا قناع سبايدر مان    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 39 متهما ب«خلية العملة»    حسن الصغير رئيسًا لأكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والدعاة    وزير العمل: التأمين الطبي لعمال «الدليفري» من ضمن أشكال السلامة المهنية    أسامة الجندي يوضح حكم الأفراح في الشرع الشريف    الشركة الوطنية للطباعة تعلن بدء إجراءات الطرح فى البورصة المصرية    سوداني يوجه رسالة شكر للمصريين على متن «قطار العودة»: «لن ننسى وقفتكم معنا» (فيديو)    السيطرة على حريق في مصنع زجاج بشبرا الخيمة    فات الميعاد.. أحمد مجدي: شخصية مسعد تعبتني.. وبحاول أتخلص منه لحد دلوقتي    الجامعة الألمانية تفتتح نموذجاً مصغراً للمتحف المصري الكبير في برلين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 21-7-2025 في محافظة قنا    زعيم المعارضة الإسرائيلية: نهاجم في الشرق الأوسط حيثما نشاء دون سياسة واضحة    أوكرانيا: مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في أحدث الهجمات الروسية    ناقد رياضي يكشف تطورات صفقة وسام أبو علي بعد الأزمة الأخيرة    أحمد غنيم: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم    تعرف على حالة الطقس اليوم الإثنين فى الإسماعيلية.. فيديو    "يريد أكثر من مبابي".. سبب تعقد مفاوضات تجديد فينيسيوس وخطوة ريال مدريد القادمة    الشناوي يتحدث عن صعوبة المنافسة على الدوري.. وتأثير السوشيال ميديا    أنغام فؤاد ومنيب تتألق في صيف الأوبرا 2025 بحضور جماهيري كبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قلعة الكبش مقابر للأحياء!
نشر في الأهرام المسائي يوم 19 - 09 - 2014

سكان قلعة الكبش خارج نطاق الخدمة ضمن ملايين يعيشون في العشوائيات داخل ربوع مصر يفتقدون المرافق الصحية ويسكنون العشش أو حجرات صغيرة ودورة المياه مشتركة, فحياتهم لا ترتقي لمستوي حياة البشر وغالبيتهم نساء عجائز لاحول لهن ولاقوة وأطفال ذاقوا مرارة الجوع والحرمان ومعرضون للموت في أي لحظة تحت بقايا جدران المنازل المنهارة,
في حين أن رئيس الحي يأبي إزالتها بحجة الخوف من بناء الأهالي عليها والتعدي علي أملاك الدولة حيث أن جميع الأراضي علي حد قوله تابعة لوزارة الأوقاف وهي من آملاك الدولة‏,‏ فهو لايهتم بالمنظر العام لتلك المنطقة الأثرية والتي تحوي مسجد الخليفة ابن طولون والذي تحول مدخله وجدرانه الخارجية ل مقلب زبالة بخلاف متحف دير آندرسون فكلها مناطق تروق للزوار من العرب والأجانب ولكن الرائحة الكريهة والقمامة والعشوائية في المكان كانت سببا كبيرا في تردي نسب الإقبال علي تلك الأماكن الأثرية بالذات‏.‏
ما إن وصلنا إلي شارع العجاتي بقلعة الكبش‏,‏حتي رأينا عجوز تمتليء عيناها البائستان بالدموع وتتصارع أنفاسها من شدة التعب تدعي الحاجة سيدة زكي‏70‏ عاما‏,‏أصطحبتني إلي بير سلم‏,‏ حيث يوجد ركام الغرفة التي تستأجرها والتي انهار سقفها من شدة تهالك المنزل الذي يرجع تاريخه إلي أيام الملك فاروق وهذا يبدو واضحا من رمز الهلال والنجمة الذي اشتهرت به المنازل التي تم بناؤها في تلك الفترة‏.‏
وتحكي العجوز عن مآساتها قائلة أن العناية الإلهية أنقذتها من الموت تحت سقف الغرفة المنهارة والتي تستآجرها نظير قيمة‏150‏ جنيها تعيش فيها بعد زواج أولادها الأربعة‏,‏ ويعد مصدر رزقها الوحيد هو معاش زوجها الذي لايتعدي‏300‏ جنيه فلا تقدر علي إستئجار غرفة أخري في ظل قانون الإيجار الجديد‏,‏لافتة إلي انها قامت بتقديم طلب للحصول علي غرفة في حي السيدة زينب ولكن لاحياة لمن تنادي‏.‏
في الغرفة المجاورة للحاجة سيدة اسرة مكونة من ثلاثة أفراد تعولها سيدة أرملة تدعي ثناء أحمد إسماعيل عاملة بمدرسة السنية الابتدائية‏,‏ وتقول ثناء أن زوجها سافر إلي العراق لكسب المال بعدما ضاق به الحال ولكن شاء القدر أن يموت ويعود إليها جثة هامدة وترك لها فتاتين في عمر الزهور‏,‏ واضطرت للعيش في القلعة نظرا لان أسعار الإيجار منخفضة بعدما طردها صاحب الشقة التي كانت تعيش فيها بحي السيدة زينب وبات كل حلمها هو تجهيز بناتها لتكمل رسالتها في الحياة‏.‏
سرقة التموين
وتشكو ثناء من سرقة الحصص التموينية من قبل الموزعين في قلعة الكبش‏,‏ وإن ما يتردد علي شاشات التليفزيون عار تماما من الصحة فزجاجة الزيت تباع ب‏10‏ جنيهات وكيس السكر‏5‏ جنيهات وكذلك الأرز‏5‏ جنيهات وكيس المكرونة جنيهين‏,‏ مشيرة إلي ان نظام التموين القديم كان أفضل بكثير خاصة انها كانت تدفع‏26‏ جنيها وتحصل علي‏4‏ أكياس سكر ومثلها أرزا و‏3‏ زجاجات زيت والسلع كانت متوفرة علي عكس مايحدث الان وصعوبة توفر السلع التموينية‏,‏ كما تشكو من كثرة الكلاب في الشوارع‏.‏
وقالت ماجدة محمد حسين انها كانت تعيش في روض الفرج بعد إزالة المنزل مع والدتها في قلعة الكبش بعد إنفصالها عن زوجها وتركها برفقة إبنتها التي لاتتجاوز ال‏14‏ عاما‏,‏ فحجرتها تحتوي علي سرير تبرعت به إحدي فاعلات الخير رأفة بحال تلك السيدة المسكينة التي تجاوزت‏50‏ عاما‏,‏ فلا يوجد لديها معاش أو وظيفة تعينها علي تربية إبنتها أو كسب قوت يومها فكل ماتستطيع فعله هو شراء طلبات المنزل لميسوري الحال من أهالي السيدة زينب بمقابل مادي فرغم انه قليل جدا‏,‏ إلا أنها لا تطمع في أكثر من الحصول علي رغيف عيش يسد جوع إبنتها و يكفي مصروفاتها الدراسية بعدما علقت كل آمالها عليها حتي تعوضها عن سنوات شقائها وتخفف عنها حملها الثقيل‏.‏
طول ساعات قطع الكهرباء
وتشكو ماجدة من طول ساعات قطع المياه والتي تصل إلي‏6‏ ساعات يوميا بخلاف انقطاع التيار الكهربائي الذي زاد بعد الأزمة الأخيرة فقد تجاوز ال‏6‏ مرات في اليوم الواحد وتصل مدة إنقطاعها في كل مرة الي ساعة كاملة‏,‏ بالإضافة إلي أن القلعة خالية من أعمدة الإنارة فعند حلول الظلام تقوم ماجدة بإغلاق حجرتها من الخارج بقفل صغير بمساعدة أحد الجيران ويعطيها المفتاح من نافذة حجرتها‏,‏ لكي تخلد إلي النوم وهي مطمئنة مع طفلتها كحال سكان القلعة‏.‏
اما عم مجدي البالغ من العمر‏60‏ عاما ويعمل ترزيا فيقول انه يحاول كسب ثمن لقمة عيش تكفيه هو وزوجته المريضة بحساسية الصدر ولاتقدر علي مغادرة الفراش من شدة المرض‏,‏ مؤكدا إنه يعيش في حجرة تحت بير السلم يستأجرها ب‏100‏ جنيه شهريا بأحد المنازل المطلوب إزالتها منذ عام‏1990‏ نظرا لتهالكها ولكن الفقر جعله لايقدر علي مغادرته حتي وان كان الثمن الموت تحت أنقاضه‏.‏
ويشكو من المعاملة غير اللائقة التي يتعامل بها الأطباء في مستشفي سوزان مبارك بالسيدة زينب مع المواطنين‏,‏ فضلا عن عدم توافر الإمكانات به خاصة وإنه اقرب مستشفي للقلعة‏,‏ فلا يوجد به جهاز تنفس صناعي أو انابيب أوكسجين فيضطر للذهاب إلي مستشفي أحمد ماهر في باب الخلق ورغم ذلك لايسلم من دفع مصاريف العلاج رغم انه لايمتلك مايعينه علي ذلك‏.‏
ويقاطعه الحديث سيد رزق شاب في ال‏39‏ من عمره يبدو علي ملامح وجهه الشقاء إسترجي قائلاإحنا هنفضل طول عمرنا مضروبين علي دماغنا ومش عايشين زي بقية الخلق‏!,‏ مضيفا انه حاول مرارا وتكرارا الحصول علي وظيفة حتي ولو عامل بوفيه ولكنه فشل ودائما مايكون الرد أن هناك إكتفاء ذاتيا ولا توجد وظيفة خالية أو يتم رفضة لانه لايمتلك شهادة‏,‏ مشيرا إلي أنه كان يعيش في شقة بحي السيدة زينب وفوجيء في أحد الأيام بقيام صاحبها بإلقاء أمتعته في الشارع نظرا لأنه تأخر في سداد الإيجار ليلقي مصيره في الشارع هو وزوجته وطفلاه‏.‏
وأغرق سيد في نوبة من البكاء قائلا‏:‏ الفقر حرمه من طفلته‏,‏ فحينما ولدت ظهرت عليها أعراض مرضية فذهب بها إلي مستشفي المنيرة وبعد فحصها قال له الطبيب انها مولودة بنقص في تكوين الرئة ويلزم وضعها في الحضانه لمدة‏60‏ يوما وتحت التنفس الصناعي وكان ثمن اليوم الواحد‏50‏ جنيها‏,‏ مما اضطر لتوقيع إيصالات أمانه حتي يستطيع توفير المبلغ إلا ان الإهمال الجسيم من قبل الأطباء والممرضين في المستشفي تسبب في إصابتها بتلوث في الدم أودي بحياتها‏,‏ وتسلم سيد جثة إبنته غارقة بالدماء من كثرة الإبر التي كانت توضع لها بالحضانة والإهمال‏,‏ وقام بتقديم شكوي إلي وزير الصحة ولكن كالعادة لم يتلق ردا ولم يحصل حتي وقتنا هذا علي حق إبنته‏!.‏
وعلي بعد عدة أمتار تجد مأساة جديدة في عشة صغيرة تسكنها سعاد محمد البالغة من العمر‏55‏ عاما وأسرتها المكونة من‏3‏ أفراد‏,‏ لم تكن سعاد قادرة علي سد إحتياجات أولادها بسبب إحتراق منزلها بالكامل في حادث انفجار انبوبة غاز ووفاة زوجها كل ذلك جعلها تقوم بتزويج بناتها في سن صغيرة جدا لتخفيف الحمل عنها‏,‏ كما انها تعمل هي وطفلها البالغ من العمر‏13‏ عاما حتي ولو اضطروا لجمع القمامة نظير مقابل مادي لكسب قوت يومهم‏.‏
وتشاركها المأساة سيدة في ال‏65‏ من عمرها تدعي هانم محمد مرسي توفي زوجها وتركها تعاني من تلكؤ الإجراءات الحكومية في صرف معاش زوجها الذي كان يعمل في أحد المصانع الحربية‏,‏ بالإضافة الي انها تعيش مع أخيها في حجرة صغيرة لحين توفيق أوضاعها بعدما أجبرت هي الأخري علي ترك شقتها التي كانت تستآجرها إيجار قديم‏.‏
‏(‏عيوب في مشروع الصرف الصحي‏)‏
و لفت محمود أبو جبل مشرف فني بإحدي شركات البترول ومن سكان المنطقة إلي وجود مشكلة في مشروع الصرف الصحي والذي بدأ منذ خمس سنوات وإنتهي يونيو الماضي نتيجة التقاعس وبطء تنفيذه‏,‏موضحا ان المشكلة تكمن في وجود عيوب في الشبكات نتج عنها طفح المياه في مداخل المنازل نتيجة الانسداد والإختناق في الشبكة‏,‏ بخلاف أن المشروع لم تستفد منه سوي المنازل التي قام أصحابها بدفع ألفي جنية مقابل التركيب وأما غير القادرين من الفقراء لم ينلهم من الحب جانب علي حد قوله‏.‏
وأضاف ان أعمال البلطجة في قلعة الكبش فاقت الحدود وأصبحت لهم سلطة علي الأهالي بشكل مرعب‏,‏ كما انهم يتحرشون بالفتيات وعندما يعترض أحد يكون عقابه الضرب وهو ما حدث مع أحدي الفتيات التي أعترض طريقها أحد البلطجية وحينما تدخل أخوها لإنقاذها قام بطعنه بسكين وأجبر أهلها علي دفع مبلغ ألفي جنيه حتي لايتعرض له مرة أخري أو لأحد من أقاربه‏!,‏ متطرقا إلي أن أسعار البلطجية في المنطقة تختلف حسب نوع عملهم وتبدأ أسعارهم من ثمن علبة السجائر وحتي ألف جنيه في حالات التمكين ووضع اليد‏.‏
أما عن مشكلات الأهالي فيقول أبو جبل إن غالبية معدومي الحال من السكان هم ضحايا حريق‏20‏ مارس‏2007‏ بعدما تنصل منهم المسئولون وتم حرمانهم من حقهم‏,‏ بينما تم تعويض القليل جدا منهم بشقق سكنية في مساكن سوزان الجديدة وهي المنطقة الوحيدة التي تم تجديدها بالقلعة‏,‏ أما باقي الأسر والذين يتعدون ال‏200‏ أسرة فضاع حقهم بينما حصل غير المستحقين علي الشقق رغم انهم من خارج القلعة ولم يتضرروا من الحريق‏.‏
وعلي بعد أمتار توجد منطقة الخليفة أمام مسجد إبن طولون بقلعة الكبش تعيش أسرة في تعداد الأموات خاصة وأن منزلهم الصغير معرض للسقوط في أي لحظة‏,‏ فتعيش علية إمام إبراهيم ربة منزل مع أسرتها المكونة من‏7‏ أفراد في منزل بالطوب الأحمر وسقفة من الخشب ولسوء الحظ انه يلاصق منزل تم هدمه من قبل أحد المقاولين بعدما نصب عليه أصحابة في مبلغ من المال فقام بهدمه وسرقة المشربيات الأثرية التي كانت تزين واجهة الحارة الضيقة التي يوجد بها المنزلان إنتقاما منهم‏,‏ وهنا حدثت الكارثة حيث أن المنزل المهدوم والمكون من خمسة طوابق والذي لم يتم هدمه بالكامل يشكل خطرا علي منزل علية الصغير والذي إنهار أحد جوانبة بسبب ثقل المخلفات علية بالإضافة الي ان جزءا كبيرا منه آيل للسقوط في اي لحظة‏,‏ مؤكدة انها قدمت أكثر من شكوي لرئيس حي السيدة زينب ليستنجدوا به ويطالبوه بإزالة مخلفات المبني إلا ان شكواها لم تلق إهتمامه‏!.‏
‏(‏عيوب في خط المياه‏...‏ومزار سياحي من الدرجة الأولي‏)‏
ويقول صبري شرارة أنه قبل تركيب خط المياه في منطقة الخليفة منذ عام واحد كانت المياه تصل للأدوار العليا بسهولة ولكن بسبب عيوب في المشروع أصبحت ضعيفة جدا ولا تصل للدور الأرضي سوي بمواتير لسحب المياه‏,‏ فمشروع توصيل المياه لم يحل مشكلة بل تسبب في ظهور أزمة جديدة علي حد قوله‏.‏
ويري أحمد إسماعيل إنه رغم أن منطقة الخليفة مزار سياحي من الدرجة الأولي لوجود مسجد إبن طولون بها ومتحف دير آندرسون ومنازل يعود تاريخها لأيام الملك فاروق‏,‏ إلا أن سكانها من الدرجة الثالثة ويفتقرون إلي وجود المرافق من مستشفيات وصرف صحي بالإضافة إلي شوارعهم التي تكسوها تلال من القمامة وشوارعهم تملأها الخرابات من مخلفات المنازل المنهارة بالإضافة إلي كثرة وجود البلطجية وتجار المخدرات‏.‏
ويشير إلي ان المنطقة تكثر بها المباني المخالفة والتي تتعدي الخمسة أدوار علي الرغم من أن تصريح البناء في الخليفة لايتعدي الدورين‏,‏ بالإضافة إلي أن عدم وجود صناديق قمامة تجبر الأهالي علي إلقاء مخلفاتهم بالشوارع حتي الحيوانات النافقة‏.‏
وأكد أحمد اسماعيل أن مستشفي الخليفة العام كان مجهزا بأعلي المعدات والإمكانات وكان قبلة للسكان ولكن في عصر المخلوع منذ‏7‏ سنوات تم إصدار قرار بإزالتها لبناء مستشفي استثماري علي حد قوله‏,‏ولكن بعد سقوط النظام لم يكتمل المشروع وظل المستشفي خرابه تفتقد للإمكانيات بعدما إختفت المعدات وتحول المستشفي إلي مقبرة تسكنها القطط والكلاب‏.‏
وقال محمد حسن عامل نظافة بوزارة الأوقاف انه يسكن هو ووالدته وأخوه المعاق ذهنيا وأولاده الثلاثة في شقة في دور ارضي بمنزل آيل للسقوط‏,‏ وانه قام بتقديم طلب لوزارة الإسكان والتعمير وطلبوا منه مقدم قدرة خمسة آلاف جنيه‏,‏ وقالوا له انه من المفترض ان تجري قرعة لتحديد المستحقين فكل آماله هو وأطفاله باتت معلقة في هذه الشقة‏.‏
‏(‏رئيس الحي ينكر‏!)‏
وبالتحدث إلي رئيس حي السيدة زينب اللواء حسام رأفت قال ان الحي يقوم بجمع القمامة الموجودة في قلعة الكبش ويتجاهل مخلفات المباني بحجة حمايتها من تعديات الأهالي والبناء عليها دون وجه حق لأنها أملاك دولة وهي في الأصل أراض تابعة للأوقاف‏!,‏وعلي الرغم من ان القمامة التي تحيط بالشوارع دليل علي عدم إهتمام الحي علي الإطلاق كحال غالبية شوارع مصر بخلاف تأكيد بعض الأهالي إنهم يقومون في بعض الأحيان بالإشتراك مع بعضهم البعض وتأجير بلدوزر لكي يتخلصوا من تلال القمامة‏.‏
وأضاف ان هناك خطة لتطوير العشوائيات في كل أرجاء مصر بدأت في حي حلوان والمعادي وطرة و المرحلة القادمة ستكون في حي السيدة زينب‏,‏ وعندما سألته عن ميعاد تنفيذ الخطة قال قريبا دون تحديد موعد‏!,‏ مؤكدا ان هناك خطة جار تنفيذها لتطوير ميدان السيدة زينب وضعتها كلية الهندسة بجامعة القاهرة وإنه سيتم تنفيذها قريبا‏!,‏واما عن باقي مشكلات الحي مثل مشكلة مشروع الصرف الصحي فأنكرها ورفض التعليق عليها‏.‏
ويقول اللواء ياسين حسام الدين طاهر نائب محافظ القاهرة انه يتعهد بحل مشكلات اهالي قلعة الكبش في الفترة القادمة وتحرير محاضر للمخالفين من ملاك المنازل المنهارة والتي تشكل خطرا علي المنازل المجاورة لها‏,‏ وانه طلب من رئيس حي السيدة زينب تفقد الوضع في قلعة الكبش والتوصل الي حل خلال‏48‏ ساعة‏!.‏
مشيرا الي ان قلعة الكبش لم تكن ضمن خطة تطوير المحافظة حاليا ولكن سيتم تطويرها لاحقا‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.