الفنان سيد عطوة وسط لوحاته تقريبا كل الحي يعرف منزلي ومرسمي ومعروف باسم الفنان سيد عطوة.. لم يعد لي حياة خارج مرسمي ومنزلي.. نذرت منزلي لتعليم فنون الرسم أو تحديدا الفن التشكيلي بلا مقابل حبا في الفن وفي الحياة.. قضيت حياتي كلها في خدمته تدريسا ورسما .. منذ تخرجت في كلية الفنون الجميلة عام 1970 واعتبر حياتي ملكا للفن التشكيلي ..لم تكن مسألة اشتغالي بالفن كما يقولون أكل عيش.. اي نعم سافرت بعد تخرجي بسنوات قليلة للعمل في الخارج وعملت حوالي 22عاما خارج البلاد. كسبت كثيرا بالفعل من عملي بالخارج.. تم إنفاق معظم ما ادخرته علي أولادي وعلي حبي للفن ورغبتي في تطوير قدراتي.. بالتأكيد لست نادماً علي ذلك ولو عاد الزمن سوف اكرر مافعلته ربما مع بعض التعديلات.. نعم اشتركت في العديد من المعارض وأخذت الدولة بعضا من اعمالي كمقتنيات ومع ذلك لست مهتما كثيرا بالمعارض ولا بعرض انتاجي علي الناس .. اهتمامي كان دائما أكثر بالعمل علي تدريس الفن. طبعا تزوجت وابنائي متزوجون ولي أحفاد.. يوجد من أحب الفن من ابنائي بالفعل وآخرون سلكوا مهنا أخري لم اجبر أحدا منهم علي الأشتغال بالفن.. لأني مؤمن بأن الموهبة تفصح عن نفسها دون ضغط أو مجهود شريطة وجود المناخ المناسب لبزوغها.. حين عدت إلي مصر بعد رحلتي للعمل في الخارج وكنت اقوم بتدريس الفنون ونقل خبراتي للكثيرين خارج مصر.. أحسست بأن هناك واجبا علي بنقل خبراتي لمن يريد.. بالتأكيد اضحك علي من يقولون الرسم حرام.. لا يوجد شيء حرام في حد ذاته لكن طرق استخدامه هي الحرام أو حلال يعني في خدمة الناس أو لا. لم أتخيل أن يكون لي بيت ككل الناس ..يعني حجرة نوم وحجرة صالون ومطبخ زي بقية الخلق.. الدور الأول في بيتي حولته إلي حجرة كبيرة تعد حجرة نوم وصالون ومطبخ وهو مرسم ومكان لتعليم الفنون وأحيانا حلقات نقاش.. استقبل هنا في مرسمي اصدقائي وتلاميذي ومن يريدون تعلم الفن التشكيلي وغالبا بلا مقابل.. طبعا أجد حياتي في الحديث عن الفن وفي نقل خبراتي للآخرين خاصة شباب الفنانين.! طبعا الحظ عزوف البعض عن الفنون التشكيلية أو فن الرسم .. للأسف مدارسنا لا تهتم كثيرا بهذه الفنون ويكفي انها تسمي حصة رسم .. المشكلة أننا لا نعي انه باستطاعتنا تربية الذوق والحس الجمالي لدي أبنائنا عن طريق الفنون المختلفة ..القبح البادي في مدينتا لأننا أهملنا الفنون بحجة سد البطون أولا.. ولا افهم لماذا مثلا لا نسير في الطريقين معا سد البطون مع تعليم الفنون.. حضارتنا الفرعونية القديمة قائمة علي الفنون ومع ذلك نهملها.. إفساد الذوق العام يكلفنا الكثير والكثير.. بحسبة بسيطة ما ننفقه علي علاج فساد الذوق في الشارع وفي المباني بنصفه يمكن إنفاقه علي تربية الذوق بالفنون .. النظرة المقصورة علي تربية العقل دون تربية الحس والوجدان تعد كارثة في مناهج معاهدنا ومدارسنا.. أنا أحاول وربما هناك غيري في مكان ما يحاول ..لكنها مسألة تحتاج لمجهودات دولة.. في رأيي لن نتقدم خطوة طالما نسينا تربية الذوق بالفن .