ماذا نتوقع من السياسي الهولندي- »خيرت فيلدرز«- المتطرف في عدائه للإسلام والمسلمين المقيمين في أوروبا، وفي بلاده بصفة خاصة، عندما يسمع »أبوعمران« المتحدث باسم »جماعة الشريعة لهولندا«، التي لم يسمع عنها أحد من قبل- وهو يصف ملكة البلاد ب»الطاغوت« ويطالبها، ويطالب الكثيرين معها باعتناق الإسلام حتي لا يقتلوا- في الأرض- كما قتل السينمائي الهولندي: »تيو فان جوخ« وتكون جهنم في انتظارهم؟! رد فعل زعيم الحزب اليميني المتطرف »من أجل الحرية«- كان متوقعا- سارع »خيرت فيلدرز«- الذي بني برنامجه السياسي علي معاداة الإسلام، ورفض الوجود الإسلامي في أوروبا بدءاً ببلاده- وأصدر بيانا مطالبا وزير الداخلية ب»منع أنشطة هذه الجماعة«، واضاف البيان- نقلا عن إذاعة هولندا العالمية- منتقدا ما أسماه ب»سياسة الاستخفاف في التعامل مع مثل هذه الجماعات المتطرفة، الواجب تفكيكها وطرد المنتسبين لها إلي خارج البلاد«. ولم يكتف »فيلدرز« ببيان التنديد بالجماعات الإسلامية- الذي نشر، وسمع، وعرض، عبر الثلاثية الإعلامية- وإنما كلف أحد نواب حزبه في البرلمان ليوجه سؤالا عاجلا لوزير الداخلية، كالآتي: - هل توافقوننا الرأي أن هذه المنظمة ينبغي تفكيكها ومنعها، وأن يغادر أعضاؤها بلادنا في أسرع وقت ممكن، وأن هولندا ليست مكانا لهذا النظام »....« و»....« الذي يسمي الشريعة؟ ومن جانب آخر.. نشر فضيلة الشيخ »فواز جنيد«- أحد شيوخ السلفية في هولندا، وواحد من المراجع الدينية للكثير من الشباب المسلمين- بيانا باسمه واسم مجلس إدارة مسجد السنة في لاهاي- استنكر فيه- نقلا عن موقع إذاعة هولندا- محاولة هذه الجماعة فرض الشريعة علي هولندا، كما وصف الشيخ فواز جنيد أعضاء هذه الجماعة بأنهم »مختلون عقليا« و»أغبياء يستحقون السجن أو مستشفي المجانين«. ويضيف البيان شديد اللهجة: - »هذه مجموعة من الشبان خولت لنفسها مكان رأس الدولة، ويريدون فرض الشريعة الإسلامية في هولندا، لقد أعطوا لأنفسهم مسئولية ليست لهم، وحتي اللغة التي يتكلمون بها ترجح انهم تجمعوا في تنظيمات سرية لتحقيق أهدافهم، وهذا يدل علي أحد خيارين: إما أن هؤلاء الناس من المجانين والمختلين عقليا، أو أن الأمر يتعلق بمجموعة تقف خلفهم: من المستغلين والمجرمين الذين يسعون لسفك الدماء مستخدمين الإسلام لتبرير أعمالهم«. الزميل »محمد أمزيان«- في إذاعة هولندا العالمية- قام بتغطية صحفية واسعة لهذه القصة - التي تسئ للإسلام، وتزيد من جموع رافضي الوجود الإسلامي في بلادهم - كشف فيها عن شكوك مبررة وتساؤلات عديدة تثار- بين الحين والحين- حول »نشاط مثل هذه التنظيمات القزمية التي تنمو كالفطريات في البلدان الغربية«. أبرز تلك التساؤلات- كما يقول الزميل الإعلامي محمد أمزيان- يتركز حول الدور الذي سبق أن لعبته »يد« جهاز المخابرات في قيام وانتشار تلك التنظيمات، استنادا إلي ما سبق نشره، في بعض الصحف الهولندية، عن قيام جهاز الاستعلامات الهولندية: »المخابرات« بإنشاء - في زمن سابق- مواقع إسلامية متطرفة علي شبكة الإنترنت، كوسيلة لاصطياد المتطرفين والتسلل إلي عالمهم السري. وهناك - أيضا- قرائن تشير إلي أن المخابرات الهولندية »جندت- في السابق- عناصر متطرفة من »جماعة هوفستاد« التي يقضي بعض أفرادها- حاليا- عقوبات الحبس في سجن »فوخت« شديد الحراسة، ليس هذا فقط.. بل تردد أن المتطرف الإسلامي: »محمد بوبيري« قاتل السينمائي الهولندي: »فان جوخ« كان تحت مجهر جهاز المخابرات الهولندية قبل تنفيذ جريمته!« ويري التحقيق الصحفي الشهير أن »المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب في هولندا« لم يجد - حتي الآن- مبررا كافيا للتدخل لمنع مجموعة »الشريعة لهولندا« التي بدأت نشاطها المتطرف علي غرار »شقيقتها في بلجيكا«: »الشريعة في بلجيكا«، كما أن جهاز المخابرات لم يرد التعليق علي دعوة هذه المجموعة - بلسان »أبوعمران« - للعائلة الملكية، ولسياسيين هولنديين آخرين، إلي اعتناق الإسلام.