هزت سلسلة انفجارات جديدة العاصمة العراقية بغداد مستهدفة مباني سكنية واسفرت عن مقتل 45 شخصا علي الاقل واصابة 140 اخرين وذلك في احدث اشارة علي انزلاق العراق الي حالة من الفوضي الناجمة عن تشوش حول الكتلة التي ستشكل الحكومة التالية بعد نحو شهر من الانتخابات البرلمانية التي لم تسفر عن فوز اي تكتل بأغلبية. وقالت السلطات العراقية إن تفجيرات متزامنة دمرت سبعة مبان سكنية وقتلت 40 شخصا علي الأقل في أنحاء بغداد امس ليصل بذلك عدد الضحايا في العاصمة خلال الأيام الخمسة الماضية إلي أكثر من 90 قتيلا.واضافت ان سيارة ملغومة انفجرت في سوق غرب بغداد مما اسفر عن مقتل ستة اشخاص. ومن جانبه، قال زعيم قائمة العراقية الفائزة في الانتخابات اياد علاوي ان الازمة السياسية التي تشهدها البلاد هي السبب وراء موجة العنف الاخيرة. واتهم اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد فلول تنظيم القاعدة وأنصار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وحزب البعث المحظور بالمسئولية عن موجة الهجمات التي تقع منذ يوم الجمعة الماضي. وقال الموسوي لتليفزيون حكومي "نحن في حالة معركة وعلينا ان نتوقع جميع الاحتمالات ومواجهة العدو بكل ما أوتينا من امكانات". وقال المصدر إن التفجيرات وقعت في حي الشعلة وحي جكوك في شمال غرب بغداد وفي منطقة الشرطة الرابعة في جنوب غرب بغداد وحي العلاوي في وسط المدينة. وذكر مصدر بوزارة الداخلية ان مهاجما انتحاريا شن هجوما قرب المبني القديم للسفارة البريطانية في وسط بغداد. وتدفق عمال الإنقاذ علي أنقاض مبني منهار من ثلاثة طوابق في حي العلاوي بوسط بغداد بحثا عن ناجين. وقال شهود إن المبني كان يضم مقهي مليئا بالزبائن في الطابق الأرضي والشقق التي تعلوه. وقال رجل في مكان الحادث "سمعنا فجأة انفجارا كبيرا ثم انهار هذا المبني. ما زال كثيرون تحت الأنقاض". ويحاول سكان المباني المجاورة اغاثة العالقين تحت الانقاض بواسطة المعاول او اياديهم في بعض الاوقات. وذكر مصدر أن القوات الأمنية قطعت الطرق المؤدية إلي مكان الانفجار، بينما قامت سيارات الإسعاف بنقل المصابين إلي المستشفيات القريبة من مكان الانفجار. وقال ضابط في الجيش ان شخصين وصلا قبل ثلاثة ايام لاستئجار محل في المبني بهدف بيع الفلافل وجلبوا العديد من المواد الي المكان ثم وقع الانفجار اليوم. ووقعت الانفجارات بعد يومين من هجمات انتحارية استهدفت مقارا لسفارات دول عربية واجنبية وادت الي مقتل واحد واربعين شخصا واصابة اكثر من مائتين. كما انها تأتي في ظل حالة من الفراغ الحكومي الناجم عن عدم توصل الكتل السياسية الي اتفاقات او تفاهمات اولية تؤدي الي تشكيل الحكومة المقبلة. وفي سياق متصل,اعلنت قائمة العراقية ان حوارات الكتل السياسية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة لم تصل حتي الان مستويات الحسم وما زالت في اطار تقريب وجهات النظر.واعتبرت ان غالبية التصريحات الاعلامية عن حسم التحالفات لا تزال بعيدة عن واقع الحوار الدائر.