الواضح أن مجموعة «بريكس» لم تعد تشكل الآن مجرد كتلة اقتصادية أو اتحادا تجاريا فقط، وإنما تتجه لكي تصبح «ناديا سياسيا» أو «تحالفا»، وبالتالي .. تحويل قوتها الاقتصادية النامية بسرعة لتكون في خدمة هدف جيو سياسي أكبر. وكلمة «بريكس» مأخوذة من الحروف الأولي لأسماء الدول الاعضاء في هذه المجموعة،وهي البرازيلوروسيا والصين والهند وجنوب افريقيا. وثمة قفزة كبري تحققت علي ايدي مجموعة «بريكس» هذا العام، وهي انشاء بنك التنمية الجديد الذي يمثل انعطافا حقيقيا علي طريق إنهاء السيطرة الاقتصادية لغربية علي دول كثيرة في العالم، حيث إن هذا البنك سوف يساعد علي التحرر من سطوة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وكان رؤساء مجموعة «بريكس» قد طالبوا منذ عام 2009 الذي تأسست خلاله بإقامة نظام عالمي ديمقراطي متعدد الاقطاب علي أساس المساواة، كما أظهروا اهتماما متزايدا بالمناطق المحرومة من الاستقرار في العالم وبايجاد طرق جديدة لتحقيق السلام وتقوية الأممالمتحدة وتهدئة القلاقل وإنهاء الصدامات والحروب. ومن هنا كانت مشكلة الأمن القومي العربي والارهاب الذي يجتاح العالم العربي ويهدم الدول والجيوش الوطنية وينشر الفوضي والتدخلات الاجنبية.. في بؤرة محادثات الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الروسي بوتين مؤخرا. ذلك إن الاخطار التي تهدد المنطقة تحتاج إلي تعاون وثيق بين الدول التي تعرف أبعاد وتداعيات هذه الاخطار. وهذا يستدعي أن تطلب مصر الانضمام إلي مجموعة «بريكس» واتصور ان روسيا يمكن ان توافق علي هذا الطلب إلي جانب بقية الدول الاعضاء في المجموعة. واذا كان بوتين لم يظهر أي اهتمام بالطلب الذي تقدم به الرئيس المعزول في هذا الشأن، فان السبب معروف، وهو انه ينتمي إلي جماعة سبق لموسكو ان وضعتها في قائمة المنظمات الارهابية، كما ان الاقتصاد المصري كان يواجه شبح الانهيار، الامر الذي يتعارض مع شروط ومتطلبات محددة للانضمام إلي المجموعة. ولكن.. يكفي الآن ان تكون مصر عضوا مراقبا أو في وضع مشابه لحين توافر المتطلبات والشروط التي تؤهل للعضوية الكاملة. والمؤكد أن هذه الشروط سوف تتحقق في وقت قريب، وخاصة بعد الشروع في تنفيذ مشروع محور قناة السويس العملاق، الذي سيجعل من مصر مركزا لوجستيا وتجاريا عالميا، ويرفع مستوي اقتصادها ويزيد مواردها، ويؤهلها للمشاركة مع مجموعة «بريكس» في ازدهار التجارة العالمية وتحقيق طفرات في الاقتصاد، والمساهمة في بناء نظام عالمي جديد ينهي إلي الابد الهيمنة الأمريكية المنفردة والمطلقة علي الكرة الارضية. وعلي مصر ان تتحرك بسرعة في هذا الاتجاه، وخاصة ان هناك دولا اخري تحاول، في الوقت الحاضر، الانضمام إلي «بريكس» والالتحاق بعجلة التاريخ. كلمة السر : الخروج إلي العالم