ابتكر العلماء نوعا جديدا من مولدات الطاقة التي تعمل بجمع أشعة الشمس وتحويلها الي طاقة، لكنه جهاز يحاكي حياة النبات والكيفية التي يحول فيها اشعة الشمس، حيويا، الي طاقة للاستهلاك. ويستخدم هذا الجهاز الحديث أشعة الشمس واوكسيد معدن يعرف باسم »سيريوم« تفكيك ثاني اكسيد الكربون او الماء وتحويلهما الي طاقة يمكن ان تخزن وتنقل. الجهاز الجديد الذي صممه علماء من الولاياتالمتحدة وسويسرا، تمر أشعة الشمس بداخله من خلال نافذةمصنوعة من الكوارتز لتكثيف الأشعة داخل اسطوانة مبطنة بمادة أكسيد السيريوم، والتي تعرف ايضا باسم مادة »سيريا«. ومن خصائص مادة السيريا قدرتها علي طرد الاكسجين كلما زادت حرارتها، واستيعابها كلما تراجعت الحرارة وبردت المادة. وفي نموذج هذا الجهاز يتم ضخ ثاني اكسيد الكربون او الماء داخله، لتقوم مادة سيريا بسحب الأوكسجين من المادتين اثناء انخفاض درجة حرارتها، منتجة الهيدروجين او اول اوكسيد الكربون. ومن الممكن استخدام الهيدروجين المنتج من هذا التفاعل وقود، أو مزج الهيدروجين واول اوكسيد الكربون لانتاج الغاز المصنع المعروف باسم »سينغاز« والذي يستخدم ايضا كوقود. ويقول مخترعوا هذا الجهاز ان الجديد فيه هو القدرة علي الاستفادة من مواصفات وميزات مادة سريا في تحويل الماء وثاني اكسيد الكربون الي وقود، وهو انجاز علمي مبتكر، وان هذه المادة متوفرة في الطبيعة علي نطاق واسع. ويقول ايضا انه بالامكان انتاج غاز الميثان باستخدام نقس الجهاز، الا ان الجهاز ليس بلا عيوب. اذ يعتبر النموذج التجريبي الاول منه غير فعال وذو كفاءة متواضعة، اذ إن الطاقة المنتجة محدودة للغاية. ويضع معظم الطاقة في تبددها عبر جدران وفتحات الجهاز غير المحكمة. الا ان الباحثين يقولون انهم واثقون من إمكانية رفع مستوي كفاءة الجهاز لتصل الي 91 في المائة من خلال تحسين مستوي العزل الحراري وتصغير فتحات دخول أشعة الشمس، وان معدلات كفاءة كهذه ستكون مجدية اقتصاديا، حسب قولهم. يذكر ان تكنولوجيا الطاقة الشمسية تتطور وتنمو بخطوات واسعة الي الامام، الا ان العائق الاكبر امامها يتمثل في مشكلة الكفاءة، والجدوي الاقتصادية، ومشكلة تخزين الطاقة المولدة .بي. بي. سي