لا يمكن لأحد أن ينكر او يجادل ان هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه دولة ليبيا الجارة والشقيقة كان دليل التآمر الأمريكي الغربي الذي شاركت فيه وللأسف الشديد جامعة الدول العربية.. جري ذلك وكما هو مسجل في التاريخ بالقرار الذي صدر عن مجلس هذه الجامعة ابان تولي امانتها عمرو موسي. هذا القرار تضمن تخلي هذه المنظمة عن قوميتها العربية عندما اعطت حق التدخل العسكري لطائرات الناتو. كانت حجتها في تدمير ليبيا وممارسة عمليات قتل واسعة ضد شعبها.. الزعم بمساعدة الثوار وهو ما يعني تقنين التدخل الاجنبي في الشأن الليبي والعربي. انه مهما كانت مبررات اللجوء الي التخلص من حكم القذافي الاستبدادي فانه يعد وبالصورة التي تم بها سبة في حق من اتخذوه من اعضاء مجلس جامعة الدول العربية.. وفي هذا الشأن فأنه ليس خافيا دور العمالة التي قامت به قطر باعتبارها حصان طروادة في العالم العربي وهو ما تمثل في ممارسة الضغوط علي الجامعة العربية لاتخاذ هذا القرار الفضيحة الذي سلم ليبيا للفوضي والضياع. ولاجدال ان وزير الخارجية المصري في هذه الفترة وهو نبيل العربي يتحمل جانبا اساسيا من هذه المهزلة بعدم الاعتراض. جاءت هذه الموافقة علي عكس الموقف الرافض من جانب أحمد أبوالغيط الوزير الذي كان يشغل هذا المنصب قبله.. من المؤكد انه كان وراء اعتراض ابوالغيط مشاعر وطنية وبعد نظر فيما يتعلق بخطر تداعيات دفع ليبيا الي الانهيار بهذا الشكل الذي اصبح يهدد الامن القومي المصري والعربي. الحسنة الوحيدة التي يجب ان تحسب للمجلس العسكري الذي كان يحكم مصر في ذلك الوقت هو رفض التدخل المصري المباشر او استخدام الاراضي المصرية لتوجيه الهجمات والضربات الي الداخل الليبي. إن كل الدلائل تؤكد ان التعامل العربي والمصري مع احداث ليبيا اتسم بقصر النظر وعدم التنبه الي انها كانت جزءا من المؤامرة الواسعة التي جري تدبيرها لتدمير وتفكيك العالم العربي. ان مصر الزعيمة والقائد للعالم العربي لم تكن غائبة عن هذه المؤامرة. لقد رُسمت خيوط علي اساس محاصرتها من كل حدودها بتقسيم السودان والعراق وليبيا ثم المجيء بعد ذلك بجماعة الارهاب الاخواني للاضطلاع بمهمة تدمير وتقسيم مصر. لقد حان الوقت لأن يعلم ويدرك الشعب المصري والعربي حقيقة الدور التخريبي الذي لعبته بعض الشخصيات التي مازالت تعمل علي الساحة او تبحث لها عن دور في حياتنا السياسية.