لا أغرد خارج السرب، ولا أهرب من الشأن المصري بكل تداعياته. عندما اختار قضية عربية للكتابة عنها. فعيني وعقلي لايغادران الواقع الذي نعيشه منذثورة25 يناير. فمصر وطن يعيش داخلنا، وليس دولة نقطنها، نحلم لها بمستقبل افضل. من الماضي الاليم الذي عانينا منه، منذ اكثر من اربعين عاما. ولدي قناعة بحكم الجغرافيا والتاريخ .بان المجال الحيوي والاستراتيجي لمصر، هو العالم العربي نؤثر ونتأثر بكل احداثه وتطوراته. وهذه المرة احاول القاء نظرة متأنية علي مايحدث في ليبيا. والتي يبدو انها التالية في مسلسل التقسيم .الذي يستهدف المنطقة. وبدء تنفيذه في السودان ونجح . وان كان الانفصال في السودان ،قد تم بالتراضي. فالامر لايختلف كثيرا في ليبيا ويتم عبر قوات حلف الناتو. لقد كنت علي استعداد منذ اللحظة الاولي لتأييد احتجاجات الشباب الليبي ومظاهراته السلمية في بنغازي .والتي اندلعت في 17 فبراير الماضي .كجزء اصيل من ربيع الثورات العربية. خاصة بعد النجاحات التي حققتها ثورة مصر وتونس .ولكن المخطط كان ينص علي اشياء آخري .والمؤامرة كانت تتضمن بنودا مختلفة .عندما تدخلت الجهات المسئولة عن المخطط والمؤامرة .وشهدنا في بعض شوارع مدن الشرق الليبي. خاصة في بنغازي وغيرها .متمردين يفتخرون بالاستيلاء علي مخازن اسلحة .ويخوضون معارك ضد القوات الامنية والعسكرية فقدت الثورة براءتها .وعنصرا هاما من نجاحات الثورة التونسية والمصرية .التي حافظت حتي اللحظة الاخيرة علي سلميتها. وتحول الامرفي ليبيا الي صراع عسكري. وبدات مرحلة جديدة من الخطة.ولم يمر سوي اقل من عشرة ايام ،وتحديدا في 26 فبراير. حتي تدخل مجلس الامن، وهو الذي يحتاج سنوات طويلة للانعقاد ،او اتخاذ اي قرار، اذا كان الامر يتعارض مع مصالح الغرب.او يتعلق باسرائيل. وللاسف كان الامربطلب عربي ،من الجامعة .بضغوط من واشنطن وباريس.واتخذ قرارا بالتدخل العسكري. وتحت ذريعة وهمية وهي حماية المدنيين. وخلال ثلاثة اسابيع تشكلت القوات، وبدأت غارات الناتو مستهدفة مواقع عسكرية ومدنية. وسقط الآف الليبين. وتشكل مجلس انتقالي، من بعض العناصر والقيادات التي انفصلت عن النظام،وبعض الذين ادمنوا المعارضة من الخارج .وتم انشاء مجموعة الاتصال الدولية المعنية بالشأن الليبي. وبدأت اول اجتماعاتها بعد ثلاثة ايام فقط وتحديدا في29 فبراير الماضي. وتوالت الاجتماعات والاخير منذ يومين في اسطنبول. ويبدو ان ليبيا تسير في طريق التقسيم. برضا وتشجيع من الجميع.. مع الادراك المتزايد من القيادات الغربية خاصة في باريس وروما. بصعوبة انهاء الازمة عبر الحل العسكري، برلسكوني الصديق القديم للقذافي .كشف لنا فجأة، انه كان ضد التدخل العسكري .ووزير الدفاع الفرنسي اشار بوضوح .بان علي المعارضين عدم انتظار هزيمة القذافي، ورئيس الوزراء في باريس عاد للتحدث عن ملامح تسوية سياسية . وزير الدفاع الامريكي اعرب عن مخاوفه من حالة الاجهاد، التي تعاني منها قوات الناتو. وامكانية طلبها مساعدة وتدخل اكبر لواشنطن .دون ان يحدد موقف بلاده، كل ذلك بعد ان اعترف رئيس الوزراء الليبي .بانه تم تدمير 70٪ من القدرات العسكرية. ومر علي الازمة الليبية اكثر من خمسة اشهر. دون أفق للحل. العقيد القذاقي يتنقل كما يحلو له، وعقد مؤتمرا جماهيريا. حضره حسب أجهزة الاعلام الغربية عشرات الآلاف. وفي سبها اقصي جنوب ليبيا. ويهدد ويتوعد الغرب. والعالم يكرس الانقسام مع تزايد الاعتراف الدولي بالمجلس الانتقالي. ومستقبل الايام القادمة لاتبشر بخير. وسط تقارير المنظمة الدولية لحقوق الانسان عن ارتكاب عناصر من المجلس الانتقالي لجرائم ضد المدنيين. وهكذا يعيش الشعب الليبي بين" سندان القذافي"" ومطرقة المعارضة"ٍ المدعومة بقوات الناتو!!