كتب - عباس المليجى - عبد الحكيم أبو علم : في سهرة رمضانية سادها الطابع العربي في تناول قضايا الدراما الرمضانية لهذا العام والتي عقدت ليلة الأربعاء الماضي في " خيمة المسحراتي " بفندق شيراتون القاهرة احتفت أسرة " الأهرام ع الهواء " بنجوم مسلسل "سقوط الخلافة ". للمبدع الكاتب يسري الجندي والمخرج محمد عزيزية في ثاني لقاءات صالون "الأهرام ع الهواء "، وبمشاركة كوكبة من نجوم العمل الذين كشفوا عن جوانب مهمة في هذا العمل الدرامي الضخم وتحدثوا عن تفاصيل كثيرة وقضايا مختلفة من شأنها إحداث وحدة عربية فنية على جناح الأعمال الدرامية التي تتناول الأحداث التاريخية التي تكشف عن جوانب ذات طابع حضاري وثقافي مستمد من وقائع وأحداث ومواقف تضيئ صفحات التاريخ العربي ، ووسط حضور نخبة من الصحفيين بالأهرام ولقاءات مكثفة مع القنوات الفضائية التي حرصت علي المشاركة في اللقاء. في البداية رحب الأستاذ مصطفي النجار مدير تحرير الأهرام بأسرة المسلسل قائلا: يسعد مؤسسة الأهرام أن نتواصل معكم ونواصل بعض من دور مؤسسة الأهرام علي مدي عمره وتاريخه الطويل في تحقيق رسالة ثقافية وتنويرية منوطة بها ، وعندما فكرنا أن نقيم هذا الصالون لملحق " الأهرام ع الهوا " جاء من منطلق إيمان الأهرام بأننا أمام نوع مهم جدا من أنواع الثقافة والفنون وهوالدراما الرمضانية التي أصبحت تسيطرعلي عقلية المشاهد ، واخترنا أن نبدأ الصالون بمسلسل " سقوط الخلافة " صاحب الرسالة الجادة والمستوى الثقافي الرفيع ، وفي هذا الصدد أحي الكاتب الكبير صاحب الدور والرسالة الأستاذ يسري الجندي صاحب التاريخ طويل من الوعي والإيمان بالقومية والعروبة وهو بتعاونه هذا مع المخرج الكبير محمد عزيزية والمنتج محسن العلي وهذه الكوكبة من النجوم جاء مسلسل " سقوط الخلافة تتويجا لفكرة العروبة في أحلى صورها. ومعنا في هذا اللقاء كوكبة من النجوم يتقدمهم الفنانة عايدة عبد العزيز أحد نجوم المسرح القومي ، والأستاذ أحمد عبد الحليم المدير الأسبق للمسرح القومي وأحد العلامات البارزة في المسرح ، والمخرج الكبير محمد عزيزية وهو صاحب بصمة مهمة جدا في السنوات الأخيرة في الدراما العربية،والفنان اللامع سامح الصريطي،الدكتور سناء شافع ،الفنان الكبيرأحمد ماهر ، القدير أحمد عبد الوارث وهم أصحاب الشعبية الكبيرة في الأداء الراقي ، فضلا عن الفنانون الشباب : أشرف طلبة ، هشام المليجي، والفنان حلمي فودة. نحن أما مسلسل يضم نخبة من أساطين التمثيل في مصروالعالم العربي ، ممن يبحثون عن القيمة والدور والكلمة التي تضيء للناس الطريق وليس تعبيراعن فن استهلاكي كما يسود الساحة الحالية لذا أشكر الكاتب يسري الجندي والمخرج محمد عزيزية اللذان نجحا في جمع هؤلاء النجوم المصريون والعرب في هذا المسلسل ، وأؤكد أن الكثير سيطالب بعرضه مرة أخري بعد هوجة المسلسلات الاستهلاكية التي يتعرض لها الناس في رمضان وأطمئنكم في المقابل هناك هناك جمهورواع ينتظر بشغف مثل هذه الأعمال التي تحمل اسم محمد عزيزية ويسري الجندي ومحسن العلي وهذه الأسماء كفيلة من نجوم التمثي جديرة بالاحترام الشديد جدا، وباسم أسرة الأهرام أرحب بكم جميعا في هذه الأمسية الجميلة نتحاور فيها عن أحداث المسلسل والدور الثقافي والتنويري لمثل هذه المسلسلات في المجتمع إيمانا بالتواصل الثقافي لدور الأهرام مع الدراما ومع التليفزيون ، وأترك المجال لزميلي محمد حبوشة لإدراة فعاليات النقاش والحوار في هذه الليلة. من جانبه قال حبوشة نحن أمام عمل مهم جدا ، سقوط الخلافة ليس مجرد مسلسل ولكنة ملحمة كبيرة جدا جاءت في وقت خطير والأستاذ يسري الجندي أصاب فعلا في اختياره فترة زمنية ( 1876 – 1918م ) وهي فترة حاسمة ليست في تاريخ العرب والمسلمين فقط ولكن حاسمة في تاريخ العالم بشكل عام ، ومن خلال متابعتي لأحداث المسلسل أوضح أن أهم ما في المسلسل أنه تعريف للأجيال الجديدة بتاريخنا العربي والإسلامي وما حيكت حوله من مؤامرات كثيرة جدا أسقطت الخلافة العثمانية والقضية الفلسطينية ، وقد تابعت الكثير مما قيل حول المسلسل ، وبعضا من ما قاله الفنان عباس النوري باعتباره دارس للتاريخ حيث قال إن السلطان عبد الحميد ظلم علي مدار
التاريخ وأعتقد أن هذا المسلسل ينصف هذا الرجل العظيم الذي دافع عن القضية الفلسطينية حتي آخر لحظة في حياته . المسلسل يحوى كثير من الرموز والدلالات التي يمكن أن نسقطها علي الواقع العربي الآن فثمة تشابه كبير جدا بين هذه الفترة وما نعيشه الآن في ظل التراجع المؤسف للقضية الفلسطينية ، وهذه الملحمة الدرامية تمثل وحدة عربية درامية وأروع ما فيه وجود مخرج أردني ، وإنتاج قطري ممثلا في شركة " إيكوميديا " التي تبدأ انتاجها بهذا المسلسل وأعتقد أنه تجربة فيها نوع من المخاطرة ، وأيضا هناك مشاركة من قطاع الإنتاج ، وكما نعرف فالمؤلف مصري ونصف الأبطال من سوريا والعراق والأردن وفلسطين إلى جانب إخوانهم المصريون وبااتالي هذا مسلسل يمثل وحدة درامية عربية خاصة أنه جاء في هذا العام تحديدا حيث تستعيد الدراما المصرية مكانها الطبيعي وتثبت أن مصر هي الأم الحاضنة التي تستطيع بحكم التاريخ والجغرافيا أن تجمع كل الدرامات في الوطن العربي في بوتقتها . الأهرام: الكاتب الكبير يسري الجندي أنت دائما تنحاز إلى الأعمال الدرامية التاريخية الجادة ذات المضمون الثقافي والدلالا ت والرموز، هل تقدم لنا تصورا عمليا لاختيارك تجربة سقوط الخلافة وقصة انصاف السلطان عبد الحميد ؟ أولا باسم أسرة المسلسل أبدى سعادتي بأن مؤسسه كبيره وعريقة مثل الأهرام " تستضيف أسرة المسلسل وتناقش أحداثه وهذا في حد ذاته تكريم لنا نشكركم عليه ، لقد كانت التجربة استثنائية من الناحية الإنتاجية لأنها تنطوي علي نوع من المغامرة ، وهي عمل ضخم على مستوى الإنتاج الذي كان أهم عوامل نجاح هذا العمل العربي المشترك الذي تعاون فيه الجميع على هدف واحد ، ولا شك أن المسلسل ينطوي في أهدافه الكبرى على إنصاف السلطان عبد الحميد الذي ظلمه التاريخ رغم ماقدمه لأمته من تضحيات حاول من خلالها الحفاظ على تراث أجداده لكن المؤمرات والدسائس من جانب الغرب واليهود والصهيونية العالمية كانت كلها عوامل أكبر من قدرته ، وأحب أن أترك المجال في البداية لصاحب الإنجاز الأكبر في خروج هذا العمل للنور ليتحدث عن التجربة الإنتاجية الاستثنائية لأنها تنطوي علي نوع من المغامرة في إنجاز هذالعمل الضخم هي عمل ضخم. الأهرام : الأستاذ محسن العلي أنت المنتج المنفذ لهذا العمل الدرامي الكبير ويبدو من كلام الأستاذ يسري أنك صاحب الدور الأهم في خروج العمل للنور، فهل تشرح لنا الظروف والملابسات التي قادتك من خلالك لإنتاج عمل بهذا القدر من الضخامة ؟ لابد في البداية أن أسجل تقديري الخاص لمؤسسة الأهرام وجريدتها الغراء التى تحتضن أسرة " سقوط الخلافة " في هذه الليلة وأحب أن أوضح أننا كنا نرغب في بناء عمل درامي كبير عن الدولة العثمانية من وبحثنا كثيرا في المراجع والأسماء التي تربطها صلة بهذه الحقبة التاريخية ، وبعد الاتصال بالأستاذ محمد عزيزية اقترح على الفور الاستعانة بالكاتب الكبير يسري الجندي الذي استطاع أن يعيد هذا التاريخ من خلال ذاكرة تصويرية استطاع من خلالها تحقيق المتعة للمتلقي بأبدعه في تصوير شخصيات حية ومواقف عصيبة وأماكن محببة للقلب والعقل العربي المسلم ، وأنا كمشرف علي الإنتاج أستطيع أن أقول أننا لم نبخل على العمل بتوفيرجميع الإكسسوارات والديكورات والأزياء ، وأسندناها لعادل المغربي مصمم للديكورات المبدع كما بدا لنا في قصر يلمذ وقصر الدومة ونقلنا كل تفاصيل القصر بكل أشكاله وقاعتي السرايا والعرش وأسندنا العمل إلي الدكتورة سامية عبد العزيز وهي من أفضل العناصر في تصميم الأزياء وأحضرنا جميع ملابس الشخصيات من اسطنبول إلي جانب الخدم والبسطاء حتي الصدر الأعظم والوزراء ، وتم وضع كل تلك العناصر في يد أمينة للمخرج الكبير محمد عزيزية الذي استطاع أن يترجم جميع مكونات العمل إلي عمل إبداعي إضافة إلي مجموعة من كبار الفنانين الذين استطاعوا أن يترجموا الشخصيات التي مثلوها حتي أننا أثناء تسجيل العمل ، ونقول أننا عشنا لحظات التصوير في خضم مسابقة حقيقية ما بين الفنانين من مختلف الأقطار العربية وفي هذا الصدد أقول بصراحة أن تجربتي كانت رائعة بكل المقاييس خاصة أني تعاونت مع مبدعين كانوا هم المنتجون الحقيقيون ، فالأستاذ محمد عزيزية كان بحسه الفني وخبرته وإدارته لفريق العمل بحس عروبي هو منتج العمل والأستاذ يسري الجندى في دقة كتابته لكل مشهد واهتمامه بالتفاصيل الدقيقة وحرصه على وصف التفاصي هو منتج العمل والممثلون بما كان يملكون من حسن الأداء في التجسيد وروح التعاون التي سادت أجواء التصوير في إنجاز عمل عربي عظيم هم أيضا منتجون حقيقيون لعمل يرصد فترة مهمة من تاريخنا العربي. يسري الجندي مرة أخرى : لقد تعمدت أن يتحدث المنتج محسن العلي علي الإنتاج ، فالإنتاج هو الركن الأساسي في صناعة هذا المسلسل المسلسل وصناعة الفيديو في مصر والعالم العربي بصفة عامة ، وهو مدخل الخلل الكبير في ما يجري علي ساحة الإنتاج الآن وبالتالي عندما نجد شركة تتصدي لأعمال كبيرة بغض النظر عن الربح هذا معناه أنها تسير ضد التيار تماما ، تيار تحكمه آلية تحقيق الربح وآلية التجارة وهذه الآلية إنعكاس لواقع متردي ليس في سوق الفيديو فقط وإنما في مجمل الحياة العامة ، ولكن ضرره في الفن أفدح كثيرا من ضرره في الإقتصاد والسياسة ، فضرره في الفن يعني أنك تقدم طعام فاسد للمشاهدين في العالمين المصري والعربي بشكل عام وهذه جريمة سنسأل عنها ، كما أنها خيانة من الفنان العربي أن يسهم في هذا ، لذلك توقفت عند الإنتاج لأن مأساتنا الآن . نحن أحوج من أي وقت مضى لتعبيد درب جديد يواجه هذا التيار الإستهلاكي الجامح في ظل مقاومة عنيفة ، حتي لو وجدت قيادات تحاول تفادي ذلك فهناك من هو أقوي منها ، وأؤكد أن العمل يحمل دلالة ثانية وهي توقيته الآن وهذه الدلالة لا تتماس وإنما تلتحم بالواقع الأليم للأمة العربية والكيان الإسلامي علي وجه العموم وما انتهي إليه من مهانة وهوان وما تم من اختراق مروع من جانب القوي الغربية ، وأرجو أن يشعر المشاهد العادي بذلك لأن هذه هي الصيحة الكامنة في العمل . النقطة الثانية التي أود أن أضيفها وهي ليست في تفاصيل العمل هي أن المسلسل فتح مجال لسوق خارج السوق العربي وهذه فاتحة خير كبيرة جدا لأزمة المسلسل العربي المحتدمة الآن ما بين عزوف عن الأعمال الجيدة واسترخاص للأعمال الاستهلاكية وهو ما يعاني منه المسلسل المصري في السوق ، هذا العمل فتح سوق لنا في تركيا وهذا يعد مؤشرا لا بد أن نأخذه في الاعتبار ، ليس انتصارا لسقوط الخلافة في حد ذاته ، وإنما لا بد أن يكون انتصارا للمسلسل العربي عموما ، يجب أن نصل إلي خارج دائرة السوق العربية ونستطيع بشرط أن نعود إلي المعادلة الصحيحة المفقودة وهي معادلة الجودة أولا وثانيا وثالثا ثم الخصوصية . الأهرم : الفنان الكبير أحمد ماهر في سقوط الخلافة كيف كانت المواجهة على مستوى التمثيل والأداء الجيد بينك وبين الأشقاء العرب حتى مثل هذا العمل تلك الوحدة الدرامية؟ التاريخ يسجل أن مصر سيدة الإنتاج العربي ونجومها هم نجوم العالم العربي بغض النظر كانوا من داخل مصر أو من أي قطر شقيق ،ولا ننسى أن مفاهيم السوق قد تغيرت وأصبح الفنانون العرب على قدم وثاق في مباراة التجسيد الدرامي ، والمشاهد هو الحكم في النهاية ، ربما كان مصدر احتجاجي في الماضي أن يشارك فنان عربي في عمل مصري ويجسد شخصية مصرية 100% مثل شخصية الصعيدي لكن الوضع تغير وأصبحنا نعيش جميعيا نفس الهموم والقضايا التي جعلت الفن ميدانا واسعا يمكننا أن نتسابق فيه ، طبيعي جدا أن أرى أعمالا مصرية يشارك فيها فنانون عرب ، وليس هناك حساسية كم من الأعمال التي تزخر بالنجوم العرب في لوحة رمضان هذا العام. يبقي الفضل في النهاية للأستاذ يسري الجندي في ترشيحه لي في أداء شخصية عبد الله النديم وهي شخصية مليئة بالمواقف وتزخر بالأحداث ولو تحدثنا عنها لا بد أن تكتب فيها مسلسلات وهو رجل جاء في فترة معدمة مليئة بجحافل وغيوم من سحب الظلام وكان يجيش الشعور الوطني في فترة كان مطارد ورغم ذلك كان يبعث الروح الوطنية وإصدارات ثقافية حتي وهو في منفاه علي اتصال دائم بأستاذه جمال الدين الأفغاني ، وفاضح لكل مناحي الحياة بسلبياتها و الحياة السياسية والنيابية والشكل والسلطة الحاكمة وأسلوب الحياة الثقافية والتعليمية كان من منبر تنويري ، وأسجل عظيم شكري لكل من محسن العلي ومحمد زعزع لاهتمامهم بهذه الأعمال التي إن لم يتم الاحتفاء بها فعلى التاريخ العربي السلام ،لأن هذه الأعمال في أمس الحاجة إلي الأمانة الإنتاجية وهو ماحظي به سقوط الخلافة. الأهرام : الفنان حلمي فوده .. وأنت تجسد شخصية حسن شركس ما الذي دار في ذهنك من الواقع الموجود حولك الآن خاصة أنها شخصية ثرية وتعبر عن فكرة القومية والثأر للإنسان العربي المسلم ؟ هذه تجربتي التي أتعاون فيها مع مخرج عربي هو الأستاذ محمد عزيزية وهي تجربة مهمة وغنية جدا ، وأشكر الأستاذ يسري الذي رشحني لهذا الدور بإصرار رغم محاولة اعتذاري عنه لصغر مساحته إلا أن إصراره علي مشاركتي في العمل وسام علي صدري خاصة عندما أكد لي أنه كتب الدور خصصيا لي عندما راني في الشخصية واعتبر ذلك تاج علي صدري وقررت أداء الدور بصرف النظر عن أي شيء آخر وبعد قراءتي للدور اكتشفت أن علي حق بأن الشخصية ليست بطول مساحتها وإنما بجودتها ، وشخصية حسن شركس شخصية نبيلة وفارس مدافع عن الحق في فترة مسكوت عنها في الدولة العثمانية وهي حقبة من الزمن لم يكتب فيها من قبل وهذه فروسية من الأستاذ يسري أن يعالج هذا الموضوع بهذه الرشاقة الدرامية وقد تعاطفت وتفاعلت مع حسن شركس جدا وتبنيت قضيته وقد أتي علي لسانه تحذيرين مهمين جدا قد يكونا باقين حتي نهاية العمل. أولا : أنه حذر من الحاكم الضعيف الذي يستعين بالغرب ، وهذه آفة نعاني منها في الوقت الحاضر ، وهذا ملمح لا يخطئه أي مثقف أو مشاهد عادي ، فدائما تحاول الصهيونية أن تخطط للدفع بحاكم ضعيف وهذا موجود منذ قرون وعندما نقول إن التاريخ يعيد نفسه فهذه حقيقة ، ثانيا : حذر من اليهودي الخائن المتمثل في شخصية مدحت وكعادتنا كعرب لم نلتفت إلي تلك التحذيرات وتظل الأطماع الشخصية واللحظة المرتقبة تكمن فينا ، ودائما ننظر تحت أقدمنا ونغلب مصالحنا الفردية علي الشعور الجمعي . الأهرام : الأستاذ أحمد عبد الحليم معروف أنك لك تجربة كبيرة في كثير من الأعمال الدرامية والمسرحية فب العالم العربي خاصة المسرح الكويتي كيف ترى سقوط الخلافة كعمل عربي مشترك ؟ إذا تحدثت عن العمل فإن المسلسل أعطاني انطباعا مهما جدا حيث غادرت مصر عام 74 ومكثت في الكويت لمدة 24 عاما ولفت انتباهي أشياء كثيرة جدا وهي روح الانفصالية والتي تعني أن كل فرد معتز بقوميته المحدودة بمعني أن يقول أنا مصري ، أنا عماني هذه القضية تأكدت بعامل أساسي وهو الاستعمار الغربي الذي أراد بهذه الأمة أن يفتتها إلي قطع صغيرة ودويلات حتي تضعف ولا تعظم في مسارها الإنساني والثقافي والعلمي ، وفي هذا المسلسل نجد الأستاذ محسن العلي قائد هذا المسلسل والذي استطاع كجهة انتاجية أن يحقق شيء وهو ما فشلت فيه السياسة لكن يمكن أن تتحقق الوحدة فعلا من خلاله الفنانين العرب وأنا أرحب بوجود الفنانين العرب في الأعمال الدرامية المصرية وبحكم تجربتي العملية في الكويت ، وهذه رسالتنا جميعا أن نسعى لإحداث هذه الوحدة التي تضم محسن العلي ومحمد عزيزية ويسري الجندي وهؤلاء هم الأعمدة الرئيسية في البناء الخرساني الجديد وهو المسلسل وهذا الملمح إن دل فإنه يدل علي أن الوحدة العربية واجبة وقد تحققت من خلال هذا المسلسل وللأسف نحن مغيبين بشكل خطير لدرجة أن الأعداء يتغلغلون فينا ويبثون سموم التفرقة ، أليس هذا المسلسل مؤشر علي أن نكون أمام مسئولية وهى ضرورة الوحدة الدرامية العربية. الأهرام : د.سناء شافع .. هل ترى نفسك هنا في هذا المسلسل على غيرعادتك وأن عليك مسئولية كبيرة للمشاركة كونك أحد المهتمين بقضية القومية العربية؟ الكلام حول القومية العربية له شئون وشجون بداخلي ، وأنا مؤمن بفكرة القومية العربية هذا صحيح ، وربما هذا ماشجعني على العمل في سقوط الخلافة فهذا هو جوهر هذه الملحمة الرائعة ، وهذا أمر طبيعي طالما أن مؤلفه يسري الجندي في الذي عرف عنه حماسه الشديد لهذه الفكرة ، ولقد كان ومازال وسط جيلنا مصنفا ككاتب كبيرا في قامات كبار الكتاب من خلال تخصصه الدقيق وهو الوحيد الذي يمكنه أن يكتب عن المعاصرة العربية ، من هنا جاء سقوط الخلافة من صميم التاريخ الحي، ونحن نعلم أن من لا تاريخ له لا مستقبل له ، وأنظروا جميعا بعين فاحصة إلى الدولة العثمانية التي كانت موجودة حتى عشرينيات القرن الماضي وتسيدت العالم كله ووقف الغرب كله أمام هذا المد العربي في عهد الخلافة حتى حيكت المؤامرات بين الساسة الموجودين في ذلك الزمان و ما زالت أصداء تلك المؤمرات موجودة حاليا ، وينبغي ألا ننسي تاريخنا العريق ونتمسك بالقشور ، ولا نعي دروس الماضي ، فسقوط الخلافة العثمانية عمل درامي تاريخي مهم لنا ، ولعلى لست مبالغا إذا قلت : نحن نعيش أجواء سقوط الخلافة العثمانية في أدق تفاصيل ذلك الذي كتبه يسري الجندي ببراعة ، فهو يعلم صنعته بشكل جيد ، وأقول لمحسن العلي أنه نجح في عمل المعادلة وهي أنه كيف ينجح ماليا وأدبيا وأثق أن مسلسل الخلافة نجح أدبيا وماليا ويثب محسن العلي أن الفن الجيد يكسب أكثر من الإستهلاكي الذي نراه الآن الأهرام : الفنانة القديرة عايدة العزيز ، كان لك مشاركة متميزة في المسلس وعلى قلة مساحة الدور يبدو حماسك كبيرا ، فما سر ذلك الحماس الذي لفت انتباه المشاهد المصري والعربي أنا سعيدة بمشاركتي في هذا العمل ليس لأنه أعظم أعمالي ولكن سر سعادتي أني شاركت فيه عن قناعة مسبقة بانتمائي لهذه المجموعة العربية ، ويكفيني فخرا أن أمثل مع كل العالم العربي وزملائي الذين تعاونت معهم من الممثلين العرب والمصريين ، وقد سادت في أثناء تصوير العمل روح جميلة مع هذه المجموعة الجميلة ، لذا أشكر الأستاذ عزيزية هذا المخرج الرائع ، والممثل يبحث دائما عن مخرج متميز وهو يستحق أن يحصد النجاح في هذه التجربة بجدارة ، كما أن الكاتب يسري الجندي علامة متميزة في سماء الدراما العربية ويجب أن نعتز بالعمل معه ، وأشكر محسن العلي القائم علي هذا الإنتاج الضخم الرائع . الأهرام : الفنان اللامع سامح الصريطي كيف تري هذا العمل خاصة أنك ناشط سياسي إذا جاز التعبير ، وكيف يمكن الربط بين الواقع الحالي وبين تلك المرحلة التي شهدت سقوط الخلافة ؟ هذا العمل جاءني بالصدفة نظرا لارتباطي بأكثر من عمل ولا وقت وحتى في البداية وعندما عرض على لم أعرف ما اسم العمل ولا مخرجة إلي أن اتصل بي الأستاذ محسن العلي وحدثني في تفاصيل الدور فلم أتردد في قبوله خاصة أنه مع مخرج عبقري مثل الأستاذ عزيزية وكاتب محترف وهو الأستاذ يسري الجندي واكتشفت أن هناك توافق فكري بيني وبينه ، وأريد أن أؤكد أن المناخ في مصر يساعد علي ازدهار الإبداع مع أي جنسية فأصبحت مصر حضن لجميع المبدعين العرب ، وهذا المسلسل يشير إلي ضرورة اتحاد الحكومات العربية الحالية حتى تستطيع أن تكون حضارة تفيد الإنسانية ، أما عن الربط بين واقع سقوط الخلافة والواقع الحالي يمكنني القول بأن ما حدث مع السلطان عبد الحميد تكرر مع الزعيم جمال عبد الناصر ولهذا أرى أن نتعلم الحكمة الكامنة في مسلسل سقوط الخلافة الذي جمع شتات العالم العربي في عمل واحد ، وأتمنى كفنان قبل الناشط السياسي أن نتوحد كشعب عربي واحد أن نأخذ العبرة من هذا المسلسل فلاسبيل لنا إلا في وحدتنا كأمة صنعت المجد والحضارة في وحدتها. الأهرام : الفنان أشرف طلبة .. سلطان الغازي نموذج مشرف للشخصية العربية في المسلسل .. كيف تفاعلت معه ؟ سعادتي لاتوصف بدوري الذي قدمته وهو سلطان الغازي وهو فعلا نموذج مشرف لما ينبغي أن تكون عليه الشخصية العربية الموحدة علي مستوي الوطن العربي ، الغازي شخصية معتزة بنفسها ووطنيتها ولا تقدم أي تنازلات قادرة علي الوقوف أمام أي شيء في سبيل الدفاع عن حقها ، وأعتقد أن ذلك هو الذي شجعني للقيام بها والحماس من أجل لها قلبا وقالبا، كما أنها فرصة جيدة أن أشارك في عمل يكتبه الأستاذ يسري الجندي بعد سنوات طويلة ومع المخرج الرائع محمد عزيزية ، وهناك شيء لاحظته في هذا المخرج العظيم وهو مساعدة المبدع علي الإبداع كما لاحظت أيضا قدرته وتحكمه في أن كل شيء يريده المخرج ينفذ فورا وبالتالي تنعدم المشاكل ويخرج العمل بشكل رائع مما ينعكس علي الفنان لينطلق بإبداعه ويزيد ، والنقطة الجوهرية في المسلسل أنه ضم فنانين عرب ونجح في إذابة الجليد حول مشاركة الفنانين العرب في الدراما المصرية وأعتقد أنه سيكون علامة من علامات الفن الدرامي ليس في رمضان 2010 فقط بل على مدار تاريخ الدراما العربية ، بما له من دور تنويري خاصة أن المؤامرة التي وقعت علي الدولة العثمانية ما زالت مستمرة حتي الآن. الأهرام : الفنان هشام المليجي أنت ممثل شاب كيف ترى تجربة سقوط الخلافة التي تختلف تماما عن نوعية أدوارك الأخرى في الجانب الاجتماعي ؟ لم أكن مهتما بالأعمال التاريخية أو بهذه المرحلة في التاريخ وكنت أراها قوالب جاهزة "كتركيب شنب أو ذقن " ويلبسون ملابس غريبة ولكن أعتبر نفسي محظوظا في المشاركة بأول عمل تاريخي أقدمه منذ تخرجي في المعهد العالي للفنون المسرحية يكون من تأليف الأستاذ يسري الجندي ويكون من إنتاج شركة كبيرة تعي جيدا ماذا تفعل ومن إخراج المبدع محمد عزيزية الذي لم أكن أعرفه ولكن تاريخه معروف ، وهو مخرج له بصماته يبحث عن الخفي ليضيف له لمسات سحرية تضفي عليه أضواء كاشفة لمواطن القوة في الشخصية العربية ، ويعرف جيدا ما الذي يمكن أن يستدعيه من المشاعر والأحاسيس لدى الممثل ويوظفه إخراجيا لخدمة العمل ، ومن هنا كانت تجربة سقوط الخلافة واحدة من التجارب التي تحسب لي دراميا تحت قيادة مخرج واع ومؤلف كبير يعي حقائق التاريخ العربي ويعلم بواطنه لذا أعتبر سقوط الخلافة إضافة كبيرة ومهمة لي في مشواري الفني ، وإذا أردنا أن ننسب الفضل لأهله فإن الشركة المنتجة قامت بعمل مخاطرة في هذا الوقت العصيب من تارخ الأمة بإنتاج مسلسل تاريخي لا يوجد به إعلانات ولا عري ولا يضم موضوعات مستهلكة وإنما هو إضافة للدراما العربية، وأعتقد أن هذا المسلسل سيعيش لسنوات وسنوات. ويبقى المكسب الحقيقي الحقيقي لي هو أن أقدم عمل تاريخي مهم واجتمعت مع زملائي وأساتذتي من كافة الأقطار العربية . الأهرام : أستاذ محمد عزيزية .. هذا العمل كبير جدا ونجحت في إحداث نوع من التنافس بشكل ناعم وراق رغم صعوبة المرحلة والتاريخ وقسوة الأحداث إلي جانب المعارك الموجودة التي نفذت بحرفية شديدة جدا .. هل تحكي لنا كيف كانت أجواء هذا العمل؟ لابد أن أؤكد على حقيقة مهمة في هذا العمل وهى أنني تعاملت مع منتخب عربي على أعلى مستوى ، وهذا يؤكد حقيقة أن الفن الجيد إذا اردنا له النجاح والتوفيق وأن يعيش في قلب التاريخ لابد أن يحوى بداخله فريق عمل يعتمد على التنوع في الأداء والكتابة وتتوفر له عناصر الإنتاج القوي خاصة الأعمال التاريخية ، وأقول في هذا الصدد إن أمريكا أحضرت ميل جيبسون للمشاركة في أفلامها رغم أنه استرالي الجنسية ، وتم إحضار عمر الشريف للمشاركة في فيلم لورانس العرب وهو مصري عربي ، وبالتالي كان طبيعيا جدا في سقوط الخلافة أن يأتي مخرج أردني ليشارك كاتبا مصريا ومنتجا عراقيا ، بالإضافة إلى هذه الكوكبة المتميزة من الممثلين من مختلف الأقطار العربية. وأحب أن أؤكد على حقيقة مهمة وهى إننا كعرب يجب أن نتحد جميعا سواء فنيا أو سياسيا ، ولعل الفن بما يمثله من قوة ناعمة هو كفيل بإحداث الوحدة واللخمة التي نطمح إليها ، فلقد سادت روح الأخوة والتعاون فيما بين فريق العمل الذي سعدت في أثناء التصوير بادائهم الخرافي الذي اختصر المسافات وتجاوز كل الصعاب ليصبح في النهاية كما رأيتموه ملحمة عربية تعني بالماضي العريق في تاريخ العرب ، والذي بدوره لاينفصل عن الواقع الحالي بل يلتحم به ويؤكد أن حلول أعقد مشاكلنا لا يأتي إلا على جناح الوحدة انتاجا وإبداعا فنيا عربيا واحدا. الأهرام : المنتج المصري محمد زعزع .. بما لديك من خبرة عريضة في الإنتاج الدرامي ماهى ملاحظات حول مسلسل تاريخي تعددت فيه أوجه الإنتاج ؟ المسلسل محترم حقيقة وملاحظاتي الأساسية هنا لاتتعلق بالإنتاج خاصة أن كثيرون قد تحدثوا قبلي ، ولكن الملاحظات جائتني من قلب الشارع ، من جانب الجمهور الذي أصبح واعيا فالمسلسل يتابعه عدد كبير من المشاهدين من كافة الشرائح الاجتماعية ، خاصة الشباب ومن هنا فسعادتي كبيرة لأننا وصلنا لهذا الجيل الذي نستهدفه في معرفة تاريخ بلاده وما لحق بها من نكبات وأمجاد تستحق تسليط الضوء عليها عبر سلسل شامل وهادف ويقدم معلومة عن شخصية لا يعرف كثير من الناس عنها إلا القليل ، كما أنه يصحح معلومة خاطئة لدي البعض عن شخصية مهمة في التاريخ ، وقبل أن أشكر المنتج والمؤلف والمخرج لابد أن أشيد بدور الموسيقي التصويرية للفنان رعد خلف ، والديكور للمهندس عادل المغربي والملابس للدكتورة سامية عبد العزيز وكل ذلك من خلال منظومة محسوبة من أول الورق والتعاون المثمر بين عزيزية والعلي والجندي. الأهرام : الأستاذ إبراهيم أمين عام اتحاد المنتجين العرب .. بصفتك مراقب لما حدث في هذه الليلة ، هل ترى في هذه التجربة فرصة مواتية لبداية مرحلة جديدة في عملية الإنتاج العربي المشترك ؟ أهم شيء نجح المسلسل في تحقيقه من خلال محسن العلي وباقي فريق هذا العمل ما كانت تسعي إليه جامعة الدول العربية منذ سنوات ، وهو إنشاء سوق عربية مشتركة دون عقد مبرم بين الدول العربية ، وأتخيل أن سقوط الخلافة هو انتصار للعرب من الناحية الاقتصادية ، ولو درسنا المسلسل من الناحية الاقتصادية ومن ناحية الإبداع والصناعة فهذا المسلسل حقق السوق العربية المشتركة دون توقيع عقد ، وأظن أن هذا نموذج جيد جدا وسنبحثه مع اتحاد المنتجين العراقيين لأن محسن العلي هو أمين عام اتحاد المنتجين العراقيين وسوف يتم الدراسة لتنصيب هذا المسلسل كنموذج للإنتاج العربي المشترك.