توقع دبلوماسيون مخضرمون ان تبدأ بشائر عودة مصر للاتحاد الافريقي قبل نهاية الشهر الجاري وقالوا إن ما يدعم ذلك الخطوات الناتجة التي نفذتها مصر في خطة خارطة الطريق وآخرها اجراء انتخابات الرئاسة التي تابعتها بعثة الاتحاد الافريقي وقالوا إن أولي هذه البشائر قد تكون توجيه غينيا الاستوائية الدعوة الي المشير عبدالفتاح السيسي للمشاركة في قمة الاتحاد التي تقوم باستضافتها ويأتي ذلك وسط حالة من الترقب. الاجتماع مجلس الأمن والسلم الافريقي في 25 يونيو الجاري لبحث عودة القاهرة للاتحاد الافريقي، وذلك قبل يوم من انعقاد القمة الافريقية في مالابو عاصمة غينيا وكان مفوض مجلس السلم والأمن الأفريقي، إسماعيل الشرقي، قد قال إن المجلس يبحث في الاجتماع إلغاء تعليق أنشطة مصر في الاتحاد الأفريقي، وذلك بعد أن أجرت انتخابات رئاسية الأسبوع الماضي، وسيتخذ القرار وفق تقرير تقدمه اللجنة المشكلة من الاتحاد الافريقي حول الأوضاع في مصر إلي مجلس السلم الافريقي يوم 7 يونيو الجاري، ويترأس هذه اللجنة، ألفا عمر كوناري، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السابق، رئيس مالي السابق، وعضوية كل من رئيس وزراء جيبوتي السابق، دليتا محمد دليتا، ورئيس بوتسوانا الأسبق، فوستوس موجاي، كما قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، في وقت سابق إنه «سيتم إلغاء تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي، عندما ينتخب المصريون برلمانهم ويتم تشكيل الحكومة التي تعبر عنهم وعزز من ذلك تكثيف الدبلوماسية المصرية من تحركاتها علي المستوي الافريقي، خاصة مع الدول ال15 الأعضاء بمجلس الأمن الافريقي، حيث زار رئيس الوزراء ابراهيم محلب تنزانيا وتشاد في أبريل الماضي كما زار غينيا الاستوائية في مايو الماضي. ومن جانبه قام وزير الخارجية نبيل فهمي منذ توليه منصبه بست جولات افريقية، زار خلالها عدد كبير من أعضاء مجلس الأمن والسلم الافريقي، مثل نيجيريا وأوغندا، وكان آخرها زيارته للجزائر منذ أيام، كما أجري مباحثات مع عدد من مسئولي تلك الدول مثل المباحثات الهاتفية التي أجراها أمس مع وزيرة خارجية جنوب افريقيا، ولقاءاته المتعددة بوزير خارجية اثيوبيا. ومن جانبه قال السفير روبير اسكندر سفير مصر الأسبق في إثيوبيا، إنه يعتقد أن عودة مصر للاتحاد الافريقي ستحسم خلال الشهر الحالي وإلا فانهم سيكونون متعنتين جدا تجاه مصر خاصة بعدما راقبت بعثة من الاتحاد الافريقي الانتخابات الرئاسية وشهدوا العملية الانتخابية بالكامل مما شكل إشارة إيجابية من جانبهم، مشيرا إلي أن زيارات محلب وفهمي الافريقية كان هدفها تشكيل لوبي مؤيد لمصر داخل الاتحاد الافريقي خاصة مع قرب جلسة التصويت علي مصير قرار تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي، ولفت إلي أن القمة الافريقية إذا وجهت دعوة رسمية لحضور الرئيس المصري الجديد سيكون ذلك علامة علي اتخاذ قرار عودة مصر، وأكد أن لجنة الحكماء الافريقية التي زارت مصر أكثر من مرة اقتنعت بصحة الموقف المصري مؤكدا ان قرار العودة تأخر كثيرا. وأكد السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هناك اتجاهين داخل الاتحاد الافريقي هما: الاول هو ضرورة انتظار اكتمال العملية الديمقراطية بانتخاب برلمان ووجود حكومة منتخبة، الاتجاه الثاني تتبناه الدول الصديقة التي زارها محلب وفهمي بالاكتفاء بانتخاب الرئيس خاصة أنه جار انتخاب البرلمان كما ان الحكومة الانتقالية موضع ثقة وأوفت بخريطة المستقبل عبر اجراء الاستفتاء علي الدستور والانتخابات البرلمانية، لافتا إلي أن الاتجاه الغالب داخل الاتحاد الافريقي هو الموافقة علي عودة مصر. وأشار حسن إلي أن غينيا الاستوائية الدولة المضيفة للقمة الافريقية ستدعو الرئيس المصري المنتخب عبدالفتاح السيسي لحضور القمة كضيف للدولة، وهذا سيعطي مؤشراً علي ضغط غينيا الاستوائية لصالح عودة مصر ووسيلة لاقناع دول كثيرة مازالت متحفظة علي القرار، مشيرا إلي أن حضور السيسي سيعطيه فرصة لتقديم نفسه للعالم الأفريقي ولتعزيز العلاقات الثنائية مع مختلف الدول، بالإضافة إلي اعطاء موقف مصر قوة رمزية كبيرة. ولفت إلي أنه مع نهاية الشهر الجاري سيكون قد صدر قانون مجلس النواب مما يضغط علي الدول التي تصر علي انتظار انتخاب البرلمان بوجود خطوات فعلية اتخذت في هذا الاتجاه.