اذا أشدنا بك.. لا تري انه نفاقا أو طلب حظوة وإذا انتقدناك.. لا تراه تجاوزا.. فكلا الموقفين كلمة حق أيام قلائل.. او ساعات ويجلس الرئيس الجديد علي كرسي حكم مصر.. فماذا نقول او نشكو له.. غير حال الصحافة القومية.. حديث طويل دار معه طوال الايام الماضية.. عن حرية الصحافة والاعلام.. ولكن لا كلمة عن الصحافة القومية.. وليست انانية ولا مطلبا فئويا ان اقدم الحديث اليوم عن انفسنا، قبل الحديث عن مصر الكبيرة.. بكل مشاكلها وآلامها وطموحات مستقبلها.. فامتلاك حريتنا واصلاح حالنا.. جزء من كل هذا.. نبدأ به لنكون قادرين علي القيام بدورنا في تلمس كل قضايا مصر وآمالها مع رئيس اعتقد انه شخصية استثنائية جاد بها الله علي مصر في ظروف استثنائية. السيد الرئيس.. لا أريد الخوض بك في دروب تاريخ الصحافة القومية في مصر.. حتي وصل بها الحال.. اما اننا منافقون.. او خدمة السلطان.. ولا نحن ولا انت ترضي بهذا.. ولا نوافق احدا الرأي فيه، لوضع اضطراري عاشت فيه الصحافة القومية لا تملك من امرها شيئا.. ولكن للتذكرة فقط.. وكأحد الامثلة الصارخة.. اعود بك قليلا.. إلي زمن قريب.. في احد اجتماعات الدكتور احمد فهمي رئيس مجلس الشوري الاخواني.. مع رؤساء مجالس ادارات الصحف القومية.. وهي الاجتماعات التي كان مفروضا مشاركة رؤساء التحرير فيها.. ولكنهم غابوا عنها لجهل بطبيعة العمل الصحفي والمسئوليات والاختصاصات داخل المؤسسات الصحفية.. قال الدكتور احمد فهمي.. لماذا لا تتعاملون مع حزب الحرية والعدالة مثلما كان الحال مع الحزب الوطني.. ولماذا لا تتعاملون معي مثلما كنتم تتعاملون مع صفوت الشريف.. مناسبة هذا الحديث.. كانت احتجاج منه علي تصريحات للفريق احمد شفيق في صحيفة قومية، ردا علي اتهامات احد ذيول الاخوان من حزب الوسط.. دكتور احمد فهمي- وهو حي يرزق وحر طليق- يستطيع ان يكذب او يوضح ما يشاء.. كان يري ان الصحيفة القومية يجب ان تنشر ما يقوله نظام الحكم او حزبه او من يرضون عنه او يتحالف معهم.. ولا تنشر لغيرهم. هكذا عانت أزمة الصحافة القومية منذ عام 1952.. علي مدي 62 عاما لم تتمتع فيها بحريتها الا 28 شهرا.. وهي فترة حكم المجلس العسكري.. وفترة حكم الرئيس عدلي منصور. ولم يكن هذا منهجا ورؤية تجاه الصحف القومية، بقدر ما كان تعففا عن السلطة بكل وجوهها، والتي فرضتها طبيعة المرحلة الانتقالية المؤقتة لكلا الفترتين.. وعدا هذه الشهور القليلة.. كانت دائما نظرة السلطة للصحافة القومية، انها بوق لنظام الحكم، وان العاملين بها مجرد موظفين تابعين لها.. او ان شئت.. وصل الامر احيانا إلي نظرية الاسياد والعبيد.. وفي المقابل كانت النظرة إلي الصحف الخاصة والحزبية انهم المتمردون.. يجب تدليلهم والتقرب اليهم ليتقوا شرهم.. يعني الامر في الحالتين.. لا ايمان ولا قناعة من نظام الحكم في مصر بحرية الصحافة حسب اي معني او تعريف.. ودون الدخول في نظريات جدلية. السيد الرئيس.. تحمل الصحفيون والكتاب بالصحف القومية علي مدار هذه السنوات الطويلة العديد من الصفات التي تصل إلي حد الاهانات.. قالوا عنهم.. صحفيو الحكومة.. المنافقون.. المتحولون.. وبلغ حال الصحافة القومية حد الانهيار.. ثقة القاريء المفقودة.. انخفاض التوزيع.. ديون متراكمة ثقيلة.. جيل فقد المباديء الاساسية للمهنية.. وتصور بعضهم ان دوره ان يحمل النشرة الاعلامية للوزارة او غيرها من الجهات والمؤسسات إلي النشرة الاكبر وهي صحيفته القومية.. واصبح مناقشة هموم الناس او ابداء الرأي في قرار شيئا من التجاوز، إلي حد العرف الذي اصبح سائدا برموز ثلاثة لا تقترب من نقدهم.. رئيس البرلمان.. رئيس الوزراء.. رئيس مجلس الشوري، والذي كان رئيسا للمجلس الاعلي للصحافة.. اما رئيس الجمهورية فهو الخط الاحمر، يتجاوزه من يريد ان يلقي بنفسه في الجحيم- اذا استطاع بالطبع- واذا حدث خطأ مطبعي في كلمة بخبر يخص الرئيس، لابد من اعدام النسخ فورا مهما كان الخطأ بسيطا.. ومهما كانت الخسارة المادية اكبر. السيد الرئيس.. في أروقة الصحف القومية الكثير من القصص والروايات لمظاهر هيمنة السلطة علي مقادير الصحف القومية.. رغم كلمات الاشادة بالصحافة ودورها من كل رئيس جديد.. ومن مفارقات القدر أن يصدر الرئيس انور السادات دستورا يضع فيه الصحافة سلطة رابعة للرقابة الشعبية.. وفي اليوم التالي يذهب لافتتاح مشروعات زراعة وتسمين ثروة حيوانية.. أحضر اليها المسئولون رؤوس الماشية والاشجار المثمرة من اماكن شتي لحين الافتتاح ولم تخط ممثلة السلطة الرابعة حرفا واحدا عن هذه الفضيحة.. وفي احدي رحلات حسني مبارك قادما من باريس.. سأله صحفي مصري سؤالا بالمطار.. فرد عليه مبارك.. «روحوا شوفوا الصحفيين الفرنساويين بيسألوا ازاي».. وكانت النتيجة ابعاد الزميل عن تغطية أخبار رئاسة الجمهورية.. ليس لانه سأل سؤالا لا يرقي لاسئلة الصحفيين الفرنسيين، ولكن لانه سأل من الاساس ولم يكن مطلوبا منهم ان يسألوا الرئيس عند عودته ولكن حضور المندوبين علي سبيل التشريف، ولم يجرؤ مسئول في صحيفته او نقابة الصحفيين ان يدافع عن الزميل.. بينما كان مطلوبا ان يطالبوا بحرية الصحفي المصري في الاسئلة الجريئة والجادة. السيد الرئيس.. اكتب شهادة ميلاد جديدة للصحافة القومية.. رد لها اعتبارها.. فك قيودها.. اعطها حريتها المسلوبة.. الاغلال في عقل الصحفي شابا او عجوزا تكسر قلمه.. لا يكتب الا غثاء لا ينفع الوطن.. ولا الشعب.. ولا حتي نظام الحكم مهما كان ثناء ومديحا.. ارفع يدك عنها، لتنير لك الطريق، لتري الاشواك والعقبات.. توج مكانتها في قلبك وعقلك، كصاحبة جلالة، وليست خادمة في بلاط صاحب الجلالة الحاكم.. اجعلها صوت المظلومين والغلابة والمقهورين، صوت الشعب الغائب في الزيارات المعلبة والتقارير الوردية.. احمها من بطش كل مسئول صغير او كبير لتكون صوتك في الحق وردك عن الباطل.. سجل تاريخا جديدا بارساء مباديء راسخة لحريتها وقوانين تحمي حريتها.. من العيب ان نطالب بذلك ونحن علي باب 2015 لنتمتع بقليل مما تمتعت به معارك السلطة مع صحيفة.. روزاليوسف عند صدورها من مائة عام 1925.. وانتصرت الصحيفة الوليدة للحرية في كل معاركها الصحفية.. فاذا اردت ان تحكم امة حرة.. ودولة متقدمة.. لا سبيل الا بصحافة حرة مسئولة.. صحافة تعلي صوت الحق والعدل.. تلتزم بالصدق والامانة.. وإعلاء مصلحة الوطن عن كل المصالح الشخصية والفئوية صحافة تكشف الحقيقة.. سيف باتر لكل ظلم وكذب وضلال. عاهدنا سيادة الرئيس علي محو عار يجلل ابناء الصحف القومية.. اذا اشادوا برأي او قرار، اعتبرته السلطة ان هذا ما يجب.. وغيره مدح اكثر.. ورآه القاريء منافقا وزمار سلطة.. واذا انتقد شيئا.. رأته السلطة تجاوزا لا يجب.. واعتبره القاريء غير صادق او صاحب مصلحة.. او فعلها «للتخديم علي واحد من اياهم أهل الحكم ضد نفوذ شخص اخر». السيد الرئيس.. اذا اشدنا بك.. لا تري انه نفاقا او تزلفا.. او طلب حظوة.. واذا انتقدناك.. لا تراه تجاوزا.. فكلا الموقفين.. كلمة حق.. ولكننا نريد رئيسا وبرلمانا وحكومة يؤمنون حقيقة بحرية الصحافة.. تحديدا الصحافة القومية، ذات الملكية الخاصة للشعب.. الدستور وفر جانبا.. ولكن الواقع تجسده التجربة والقوانين.. مثلث حريتنا يكتمل برفع السلطة يدها عن صحفنا.. واصلاح حالها الاقتصادي بحل لمشكلة ديون تثقل كاهلها.. واصلاح هيكلها الاداري.. وقبل كل ذلك قانون حرية المعلومات.. قالها استاذ الاجيال جلال الدين الحمامصي في محاضرته لطلاب كلية الاعلام السنة الثانية عام 1974، مطالبا بهذا القانون.. قائلا: «ان حرية الصحفي لا تكتمل الا اذا امتلك حق الحصول علي المعلومات».. من حقه ان يفتح درج مكتب المسئول ليحصل علي ما يريد من معلومات.. فالصحفي اكثر حرصا علي مصلحة البلد واكثر امانة في تقديم الحقيقة من هذا المسئول الذي يتخيل نفسه وصيا عليه». السيد الرئيس.. الغيرة تقتلنا من الحرية التي تتمتع بها الصحف الخاصة والفضائيات، وابناؤنا هم الذين صنعوا مجدها.. لا تضعوا خطوطا حمراء امام الصحف القومية لتستعيد عرشها الغائب من زمن طويل. السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي.. انت القادر علي ذلك، انت اول رئيس يترشح نزولا علي رغبة الشعب، أنت أول رئيس يفوز باكتساح صادق في اول انتخابات حرة نزيهة بمعني الكلمة. أم أشرف التي وضعت برنامج الرئيس هل تذكرون أم اشرف.. تلك المرأة المصرية النبيلة.. الاصيلة.. المرأة التي قدمت درسا في الوطنية للنخبة من رجال السياسة والاحزاب والاعلام.. أم أشرف التي استدانت اجرة الميكروباص وتحملت معاناة الانتقال من شبرا إلي اكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.. زهو التخلص من كابوس حكم الاخوان.. وفرحتها بنجاح ارادة الشعب في ازاحة محمد مرسي، ومنها للذهاب إلي مقر محاكمته في اول جلسة.. امام الاكاديمية تحمل صورة عبدالفتاح السيسي في يد وفي الاخري علم مصر.. استفزت فرحتها احد ارهابيي الاخوان فصفعها علي وجهها.. هذه المرأة الفقيرة البسيطة هي التي وضعت خطة العمل العاجلة للرئيس عبدالفتاح السيسي.. قال.. وقالوا عنه انه استمع إلي اراء الكثير من الخبراء.. لوضع برنامج مصر القوية القادرة المتقدمة.. عالية الهامة والكرامة في المنطقة والعالم.. قالوا ان العلماء حددوا المشاكل ووضعوا رؤية الحلول.. كيفية تنفيذها.. ومصادر تمويلها.. ولكن الحقيقة كما اتوقعها.. ان أم أشرف هي مفتاح السر لبرنامج الرئيس السيسي.. هي الخطة جرانيت التي حققنا بها انتصار اكتوبر 1973. أم أشرف الجرانيت.. تحملت مشاق الحياة.. وعبرت عن صلابتها وقوة ارادتها، ولم تهون وطنيتها وعشق بلدها.. أم أشرف كانت الملهمة لعبدالفتاح السيسي في برنامجه للغلابة.. هؤلاء هم من لمسوا قلبه بقوة.. وايقن انه لا طريق لنهضة مصر الحقيقية دون مشاركة ارادة المصريين القوية.. ودون النهوض بهذه الطبقة المهمشة في الحياة.. من هنا.. كانت اولويات الرئيس العاجلة.. لهذه الطبقة الفقيرة والمعدمة.. حقها في الامان في الحياة.. في طعام رخيص.. ورعاية صحية ومسكن لائق.. وفرص عمل.. وتعليم جيد.. وخدمات لائقة بآدميته.. لا نستطيع ان نتحدث عن بلد عصري قوي متقدم في بلد ينام فيه شخص جائع في العراء.. هؤلاء هم ارادة شعب مثل صلابة الجرانيت لم تكسرهم هموم الحياة.. والارتقاء بهم هم الدرجة الاولي في صعود مصر.. هؤلاء هم اول من سيجنون ثمار اختيار السيسي رئيسا.. عندما ينهض بهم.. سوف ينطلق بكل المصريين إلي آفاق التنمية والتحديث والامن والاستقرار. معركة البرلمان في مصر الجديدة الحرة.. اصبح لدينا دستور للحرية والتقدم لكل المصريين.. واصبح لنا رئيس اختاره الشعب قبل ان يخوض انتخابات حرة.. ولكن.. يتبقي المرحلة الاخيرة من خريطة طريق مستقبل مصر.. انتخاب البرلمان.. واه يا خوفي من برلمان اعطاه الدستور مع الحكومة كثير سلطات ادارة البلاد.. هذا البرلمان هو الذي سيشكل الحكومة الجديدة.. وبعيدا عن كل المواءمات السياسية.. وبعيدا عن اي تحالفات حزبية.. وبعيدا عن غطاء سياسي لتيارات بعينها شاركت في خريطة الطريق واعلنت دعمها في انتخابات الرئيس.. لابد من يقظة المواطن المصري من ادعياء الاسلام السياسي.. مهما كانت مشاركتهم فيما سبق.. ومهما كان من الاعتدال المخطط في لغة خطابهم.. لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.. ولن تنطلي علينا آلاعيب هؤلاء، فالطبع غالب التطبع.. لا نريد ساسة يتحدثون باسم الدين.. ولا نريد أحزابا ترتدي قناعا اسلاميا.. عضو البرلمان الجديد سيكون شريكا اساسيا في الحكم والتشريع.. لا نريد اعضاء يعودون بمصر إلي الجهل والتخلف باسم الدين.. لا نريد من لا يعاني من هموم سكان المقابر ومهموم بحديث المرأة والفتنة بين المصريين.. نتمني ان تستمر يقظة الشعب في اختيار عبدالفتاح السيسي، مع اختياراتهم لاعضاء برلمان قادرين علي ان يكونوا في مستوي قدرات الرئيس وفكره وسماحته لانقاذ مصر. ألاعيب إيران قلنا كثيرا لهواة الحج إلي ايران.. لا تنخدعوا.. قدموا المصلحة العامة علي غرض الطمع في العطايا والنزهة تحت ستار الدولة الاسلامية الشقيقة.. قلنا ايران تلعب سياسة «ومن حقها».. ولكن ليس علي حساب مصلحتنا.. ورغم ذلك تواصلت وفود سفر المصريين «المعزومين» بدون مناسبة بحجة انتهاز فرصة ثورة المصريين في 25 يناير.. ونجحت ايران بالفعل ان تكون جماعة ضغط من المصريين الذين زاروها منبهرين بما رأوه حسب البرنامج الذي وضع بحنكة من الايرانيين.. وتبنوا دعوة الرفض للسياسة المصرية مع ايران.. إلي كل هؤلاء ارجو ان يراجعوا انفسهم بعد ان انكشفت الاعيب ايران في الضجة التي اثارها قيام الشيخ الازهري فرج الله الشاذلي برفع الاذان الشيعي خلال زيارته لايران.. لم يكن الشيخ فرج الله الاول ولن يكون الاخير.. وزارة الاوقاف وضعت اجراءات بالتنسيق مع نقابة القراء لمعاقبة من يكرر المشاركة من رجال الازهر في اي شعائر دينية شيعية.. برضك عقوبات.. نحتاج إلي التنوير حتي لو كان لرجال الدين لحمايتهم من ألاعيب ايران.