نكون أو لا نكون.. غداً يوم حاسم في تاريخ مصر إما أن ينهي المرحلة الانتقالية وينقلنا إلي مرحلة البناء والتعمير، وإما - لاقدر الله - يقودنا إلي نفق مظلم حالك السواد.. وها قد دنت لنا الفرصة من جديد بعد ثلاثة اعوام من الانهيار الاقتصادي والامني والأخلاقي جعلتنا نستشعر الغربة في أوطاننا ونفتقد الأمن والامان في حياتنا ونعاني الهم والغم مما آلت إليه احوالنا.. غداً نتمناه يوماً مشرقاً بالأمل يؤكد قدرتنا علي مواجهة الصعاب والتغلب علي مشاكلنا والعبور إلي بر الأمان بمصرنا الحبيبة التي عانت كثيراً من ويلات الإرهاب وسفك الدماء ونهب الأموال وأطماع الاعادي الذين لا يريدون لها خيراً ولا أماناً.. نتمناه يوماً ترفرف فيه رايات الحب والسلام علي شعب واحد يؤمن بالتسامح لا يعرف الفرقة والإنقسام ولكنه يجتمع علي حب الوطن الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم وفر اليه السيد المسيح عليه السلام وأمه العذراء هرباً من بطش اليهود وبحثاً عن الامان.. نتمناه يوماً يتنافس فيه المتنافسون علي حب مصر وليس طمعاً فيها، وأن يكون المهزوم أول من يبادر بتهنئة الفائز ويشد علي يده داعياً له بالتوفيق في قيادة الوطن الذي ينتظر سواعد كل أبنائه حتي ينهض من كبوته.. نتمناه يوماً يبهر العالم بأن أم الدنيا قد تئن وتتوجع من المرض ولكنها أبداً لا تموت لأنها «آد الدنيا».