إذا كانت الحكومة تزعم أنها حكومة المقاتلين وتستند في ذلك إلي «الشو الإعلامي» أكثر مما تستند إلي الواقع في حل المشكلات . فمن حقي أن أقول أن ذراع الحكومة في القاهرة والتي يستخدمها المحافظ جلال سعيد لمواجهة المخالفات ما هي إلا ذراع من جريد . لقد كتبت منذ أيام عن مهازل السبتية والترجمان وعن مساخر مداخل القاهرة الشمالية عند المظلات . لكن المحافظ والمحافظة . لا حياة لمن تنادي . وكما قال الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيا . . لكن لا حياة لمن تنادي . من يمر من شوارع منطقة السبتية يذهله المشهد العبثي الذي لو رآه صمويل بيكيت لانحني احتراما للعبث الذي لا يماثله عبث . إن التجار في السبتية يأتون بالسيارات لتقطيعها ويحضرون التريللات لتفكيكها ويجلبون الطائرات ! لبيعها في شوارع السبتية ولا رادع لهم . كما أنهم لا يهتمون بالحكومة أو الدولة أو يراعون مصالح الناس في حق المرور وحق النظافة . كل شيء في السبتية تحت رحمة تجارها . الدولة غير قادرة والحكومة ذراعها من جريد .. أما جراج الترجمان الذي يتبع المحافظة فحدث ولا حرج . القمامة تحيط به من كل جانب . العربجية يربطون الحمير وعربات الكارو بأسوار الجراج والمول العشوائي الذي يعد دليلا مجسدا للخيبة التي تتمتع بها الحكومة وشركاتها في علم الإدارة . ورغم أن القائمين علي إدارة الجراج من ضباط وزارة الداخلية السابقين ومن صلاحياتهم التعامل مع السيارات المخالفة المحيطة بسور الجراج . إلا أنهم تركوا المسألة «سداح مداح» . لقد صدعت الحكومة رءوسنا بأنها حكومة المقاتلين وحكومة الإنجازات وكل ما نريده من المقاتلين أن يقاتلوا في صف الشعب ويحققوا مصالح الشعب ويحرصوا علي ألا يزيدوا من معاناة الشعب . فالذين لا يخافون الحكومة يعرفون تماما أنها لا تضرب غير الغلبان بينما في الحقيقة أنها ذراع من جريد لا يمكنها أن تقترب من مراكز القوي وإلا كسروا جريدتها .