د. أحمد درة نحن أمام لحظات فارقة، ربما تشرق شمس مصر العظيمة من جديد، هي إذن إرادة شعب وليست كما أراد أعداء الوطن أن يصوروا هذا الغليان المتصل والأمواج الهادرة تتجه إلي غاية، لعلها نفسها يوم أن انتهت ثورتا القاهرة الأولي والثانية إلي إرادة وطنية جاءت بشخصية قوية ومهيأة إلي سدة الحكم لكي تعبر مصر حالة الهبوط والتمزق والانحلال التي خلفها المماليك، كان محمد علي اختيارا شعبيا صميما وان نعتوه غريبا، جنديا مرتزقا جاء من ألبانيا، لكن البصيرة الشعبية الوطنية أدركت مواهبه وقدراته فكان الأمر المستغرب أن يتولي حكم مصر، وبضربة حاسمة أنهي أسباب الضعف والتشرذم، وخلص البلاد من المفسدين لتتحول مصر في غضون عقود قليلة إلي دولة قوية متقدمة تنافس القوي العظمي آنذاك. فهل كانت مصر لتتحمل استمرارا لحالة الفساد والتردي وقتها، وهل كان محمد علي مخطئا أن استعان بأبناء الوطن للنهوض بالتعليم والأوضاع الاجتماعية والري والزراعة والصناعات الاستراتيجية وعلي رأسها صناعة السفن التي مكنت له أن يكون أسطولا بحريا قويا وأقوي جيش في المنطقة، أما تلمحون وجه الشبه بين هذه الحالة وما نحن فيه الآن، وهل ترجو مصر الآن غير رجل قوي يقود البلاد إلي الخلاص من الفساد والتردي والانهيار الذي تعاني منه مصر، لقد أري فيما يجري الان مخاضا ينبغي أن يخرج لنا هذا القوي الأمين مهما كانت المحظورات التي يتم تضخيمها لتفويت الفرصة واهدار ما تبقي منها، ان أعداءنا في الداخل والخارج يلعبون علي الوقت، فلا يكفون عن المحاولات المتلاحقة لتشويه الرجل الذي انقذ الوطن وأبي أن يتحول إلي ساحة مستباحة لحروب واقتتال طائفي كان مرسوما ومخططا له أن ينتهي بتقسيم مصر، وانهاء جيشها الذي تبقي من آثار دولة محمد علي العظمي. ولعل وصول هذا الرجل إلي الحكم يكون بداية حقيقية لتجسيد إرادة الشعب، وتتحول مصر إلي خلايا نحل من العمل والانتاج الضامن الأكبر للارتقاء بمستوي الإنسان وتهيئة الأجواء لحياة ديمقراطية سليمة، وبذلك تنتهي الفوضي الضاربة بأطنابها فوق ربوع الوطن، نحن إذن أمام لحظة فارقة، نكون أو لا نكون، ولسوف يقضي الله أمرا كان مفعولا. بهاء الدين.. رسالة المستقبل آثرت أن يكون هذا الكتاب الفريد هورسالتي لكي يقرأه الرئيس القادم الذي يدرك حتما أهمية التعليم والتكنولوجيا الأحدث في الخروج مما نحن فيه الآن، ولعل الدكتور حسين كامل بهاء الدين الذي هو أحد أساطين العلوم الطبية في مصر والعالم لم يفته أن يوجه رسالته من الزمن القادم بتحدياته إلي المصريين وقادتهم بخبرة عميقة واخلاص الناصح الأمين، انها أفكار عالية جدا وحلول غير مسبوقة يمكن لنا أن نستلهمها في مشوارنا القادم ومعركتنا مع المستقبل، إنني أدعو كل مسئول عن الغد أن يقرأ هذا الكتاب معي "رسالة من الزمن القادم". ترنيمة لفؤادي آه من هواك.. ومن طول بعدك.. كان البحر يموج هناك.. وأنا أسمع ترنيمة صوتك بين الأفلاك.. ألمح عينيك الدامعتين وراء الشفق الغارب.. وفؤادي صار وحيدا حين رحلت.. يهذي بالشوق ويترنم ببقايا هواك.