بعض القوي السياسية من احزاب وتيارات معارضة تصر أن تستمر في اللعبة الخطأ.. تعالج اخطاءها بأخطاء افدح من السابقة.. كنت اتوقع أن تعكف هذه الاحزاب والتيارات علي دراسة أسباب الفشل الذريع لها في انتخابات مجلس الشعب، وهو الفشل الذي كان يتوقعه عامة الناس، بل وبعض قيادات هذه الاحزاب والتيارات كانوا يتوقعون هذا الفشل، ولذا سبقوا الانتخابات بموجة من الصخب عن ادعاءات التزوير وطلب الرقابة الدولية، حتي يجدوا المبرر أمام الشعب عندما تنكشف حقيقة غيابهم عن الشارع وعدم وجودهم الحقيقي بين الناس. ولما حطت المعركة الانتخابية أوزارها واحتكم الجميع لروح الوطنية الحقة وحكم القانون والدستور. لم يستوعب هؤلاء الدرس، لم يبدأوا في تعديل مسارهم السياسي والحزبي وتحقيق تواجدهم الحقيقي في الشارع حتي يحوزوا علي ثقة الناس بناء علي افكار جادة، وبرامج واقعية ومعايشة لهموم المواطنين، بدلا من التواجد فقط علي صفحات الصحف وشاشات الفضائيات والصراخ ليل نهار دون عائد حقيقي للحياة السياسية والبرلمانية ولا لتطور عملهم الحزبي. واصل هؤلاء توجيه الاتهامات والدعوة للفوضي وتحدي القانون، بل واللعب بالنار، وهو ما يجب التصدي له بقوة وحسم وخاصة ما يردده هؤلاء من الاستقواء بالخارج. والشكوي لبعض المنظمات الدولية والاتحاد الاوروبي والكونجرس الامريكي.. أي وطنية يتحدث عنها وهؤلاء مرضي النفس ومعدومو الفكر والغيرة علي بلدهم.. أي باب يفتحون به نار التدخل الخارجي في شئون مصر، بادعاءات باطلة. والدولة اكثر حرصا منهم علي تصحيح المسيرة بإحالة أي تجاوزات حدثت الي القضاء. الي متي يستمر هؤلاء في الممارسات الخاطئة باسم الديمقراطية والوطنية، وتبرير خطأهم بالقاء التهم واللوم علي الحكومة والحزب الوطني. أي منطق هذا هل يشارك الحزب الوطني أو أي حزب آخر في الانتخابات سواء في مصر أو أي بلد في العالم ليخسر، أم ان يخطط للفوز بأكبر عدد من المقاعد؟. فهل اخطأ الحزب الوطني لانه ادار معركة انتخابية شرسة بحنكة مشهودة، وخطة علمية لواقع المجتمع بكل فئاته واحتياجاته.. واجراءات علمية محكمة حسب قواعد العمل الحزبي المؤسسي من هياكل تنظيمية واختيارات مرشحين من القواعد الشعبية؟ هل اخطأ الحزب عندما أوفي بالوعد بانجازات واقعية ملموسة وقدم للناخب رؤية مستقبلية تلبي الاحتياجات علي مستوي القرية والدائرة والوطن؟.. هل اخطأ عندما ابدع في المعركة بتجربة جديدة في قيادة العملية الانتخابية، قادها باقتدار أمينه العام صفوت الشريف وجهد شاق في جولات امينه المساعد جمال مبارك بالتعريف ببرنامج الحزب في الانتخابات وتكتيك مبتكر هندسه أمين التنظيم أحمد عز. صراخ دعاة الفوضي، لن يشغلنا عن الاشادة بجهد الحزب الوطني في تطوير مسيرة حياتنا السياسية والبرلمانية.. ونجاح تكتيك الانتخابات، ووعي الناخبين بآلاعيب وأكاذيب جماعة الاخوان المحظورة.