هل يجوز ان يصر أي انسان علي رأيه الاوحد؟ بالطبع لا.. فمن المؤكد انه سيقع في خطأ كبير.. فالحوار.. والمجادلة.. والنقاش يتولد عنها وبشكل مؤكد رأي صحيح.. وايجابي.. وحقيقي.. وموضوعي لانه نتاج أخذ ورد بيننا.. وبين الاخرين. وهذا ما يدعوني هنا.. الي اثارة تلك القضية استعراضا لشكل مجلس الشعب القادم.. هل سيكون مجلسا ايجابيا فعالا.. أم العكس؟. فمن واقع ما وصلت اليه نتائج انتخابات مجلس الشعب لهذا العام وهذه الدورة اعتقد من واقع ما حدث من انسحاب ممثلي الاحزاب من الانتخابات كنوع من الاعتراض.. وبقاء عدد قليل لا يعد علي اصابع اليد الواحدة.. كممثلين لكل احزاب مصر السياسية؟!. والسؤال كيف سيكون شكل المجلس القادم من حيث استخدام النواب للادوات الرقابية التشريعية.. كالاستجوابات وطلبات الاحاطة.. وطرح الاسئلة.. خاصة بعد اختفاء رموز برلمانية من علي الساحة السياسية والتي تركت بصمات واضحة علي مستوي الاداء البرلماني بمجلس الشعب خلال دورات سابقة؟. فهل سيتحول بعض من حزب الاغلبية الي معارضين ضد انفسهم؟! وهل سيعارض نائب الحكومة حكومته؟؟ ام ماذا؟. وعلي الجانب الآخر.. لن اعفي الاحزاب السياسية وقادتها وممثليها.. لما وصل اليه حال الاحزاب في مصر؟ لماذا تقاعست في التمسك في اصرار.. لاداء دورها البرلماني؟. ولماذا لم تحسب المسألة.. كما ينبغي.. والاستعداد بشكل مناسب في حملاتها الانتخابية.. لتمثل من آمن بها من جموع الشعب المصري.. ولماذا وصلت الي هذه النتيجة المتدنية من غياب واضح عن الساحة السياسية بمصر.. وكأنها في واد.. والاخرون في واد آخر؟!!. حتي حزب الوفد.. وهو من أكبر الاحزاب السياسية.. ذلك الحزب صاحب التاريخ العريق في كفاح مصر علي مر العصور.. وقع في نفس الخطأ الجسيم.. ووصل الي تلك النتيجة الهزلية في انتخابات مجلس الشعب الحالية؟!!. يجب أن تواجه الاحزاب السياسية بمصر نفسها بشجاعة وصراحة وتطرح التساؤل كيف أصيبت بهذا التلاشي والتبعثر والاندثار؟. فنتيجة الانتخابات الحالية لمجلس الشعب.. يجب أن تدرس بجدية وصدق ومواجهة.. كيف وصل الحال بالاحزاب السياسية بمصر لهذا المستوي غير اللائق؟.. فلا يكفي أن نشتكي.. بل يجب أن نواجه الموقف بصراحة.