هاجم سمك قرش سواحا بشرم الشيخ، بعد أول هجوم صوروا قرشا أسيرا علي أنه الجاني، وحنطوه وأقاموا أفراح النصر، بعد الهجوم الثاني بدأ التخريف والتضارب والهذيان، قالوا إن القرش جاع بسبب الصيد الجائر والجوع كما تعلمون كافر، فتغير سلوكه إلي مهاجمة الإنسان مع أن طعمه وحش، وقالوا إن سفينة أردنية ألقت خرافا بالقرب من شرم الشيخ فتجمع عندها القرش وتوحش بعد أن كان أليفا، وقالوا أيضا ان نسبة ملوحة البحر الأحمر قاربت نسبتها في البحر الأبيض مما أعجب القرش فجاء للاستمتاع في شرم الشيخ، ثم تقتق مخزون التبريرات إن الموساد الاسرائيلي أرسل عملاء من أسماك القرش المهجنة لضرب السياحة في مصر، طبعا مفيش مانع من كلمتين عن انتقام ربنا بالقرش من السياحة الحرام. الله أكبر علينا وعلي حوالينا، كشف حالنا سمك القرش، وفضحنا أمام الخلق، سمك القرش أصله حاصل علي أعلي الدرجات العلمية من جامعات ما تحت الماء، يتلاعب بنا كما يشاء وقتما يشاء، بوغتنا بذكاء القرش وألمعيته وكأنه كائن غريب لم نسمع عنه من قبل، وكأن العلم البشري لم يدرسه ولم يفهمه.. بعد أن أنهي وزير السياحة ومحافظ جنوبسيناء ما عندهما من مخزون التبريرات بدأوا في استقدام الخبراء الأجانب، واضح ان المصريين لا يفهمون في القرش، وأكيد في غيره، ولتكتمل صورة المواجهة، لم يفت أحد كبار المسئولين الغطس في المياه حتي يطمئن السواح الأجانب، وكله في حب مصر، لكن الحقيقة لم أفهم لماذا غفل عنه القرش. ومع هجوم الأعداء من القرش أكد بعض الخبراء المصريين بأن نقطة ضعف القرش في عينيه وخياشيمه، فإذا هاجمك قرش إديله بالجامد فيهم فيفر خائفا مذعورا مدحورا!! ماشي، لكن لمن هذا النصح؟ للمصريين، محلي يعني، أم للخواجات أيضا ومن الضروري ترجمته واعلانه لهم وربنا يستر؟! النشرات الإعلانية المشروخة، أقصد، المعتادة في مثل هذه الظروف تحتل وسائل الاعلام بتنويعاتها، السواح باقون باقون، شرم الشيخ في قلوبهم وعيونهم، وليسقط القرش، وما أمتع أحاديث أولي أمر السياحة عن تعويض كل سائح مضار بخمسين ألف دولار، ويا خسارتك يا مصري. حياتنا عبثية، لا علم فيها ولا تعليم ولا صراحة، أمورنا لا تعالج إلا بالتبريرات والتسطيحات والعشوائية والفهلوة والحذاقة، الله يجازي صفر المونديال وسمك القرش المجرم المفتري، وربنا علي الظالم يرينا فيه يوما ويصطاده لنا أو يسلط عليه من يأكله ويلتهمه إربا إربا، قادر يا كريم، واللي يفتري علي الغلابة عمره ما يكسب، وكلهم علينا ليه؟!