أحسب أن التوفيق قد خان أصحاب عربات النقل ذات المقطورات، وأن الصواب قد جانبهم، فيما يقومون به الآن من إضراب، يهدفون من ورائه إلي وقف عمل عربات النقل الثقيل، وتوقف العمل في نقل البضائع، احتجاجا علي ما يرددونه عن فرض ضرائب مجحفة عليهم من جانب وزارة المالية، وإجراءات أخري يتضررون منها، يقولون إن وزارة الداخلية بدأت في تطبيقها عليهم. التوفيق قد خانهم، لأنهم بذلك يثيرون قلاقل كثيرة ويؤثرون بالسلب علي مصالح عموم الناس وجميع المواطنين في مصر، ويتسببون في تعطيل أعمال وأنشطة كثيرة في المجتمع، بالاضافة الي أنهم بعملهم هذا يساهمون في رفع أسعار سلع كثيرة، وندرة سلع أخري، وهو ما يمكن أن يخلق حالة من حالات عدم الاستقرار. والصواب قد جانبهم لأنهم بذلك يساهمون بإرادتهم أو بدون قصد منهم في خلق حالة من حالات الأزمة، سواء في تكدس المواني، أو تعطل نقل بعض المواد والسلع المهمة، مثل الأسمنت والسلع الاستهلاكية الضرورية وغيرها،...، ولا أعتقد أن ذلك هدفهم، وإلا كان ذلك أمراً بالغ الخطورة. وقد يتصور البعض منهم أن ما يقومون به هو صورة من صور الاحتجاج السلمي، وانه أحد وسائل التعبير الديمقراطي عن مطلب، أو الاحتجاج علي ضرر، يتصورونه واقعا عليهم، ويطالبون برفعه، وأقول إن ذلك صحيح، ما لم يكن مؤديا إلي المساس بمصالح الجماهير، ومؤديا للإضرار بهذه المصالح بصورة واضحة ومؤثرة. وأقول ذلك في ظل ما أكدته وزارة المالية، أنه لا يوجد تغيير في المعاملة الضريبية الخاصة بسيارات النقل، والمقطورات، وأن مستوي هذه الضريبة باق علي وضعه الحالي،...، وهو ما أكده مجلس الوزراء أيضا. وأقول ذلك ايضا في ظل ما يطالب به هؤلاء الداعون للإضراب والمشاركون فيه، من تأجيل لمشروع استبدال المقطورات متجاهلين أو متناسين ما تسببه هذه المقطورات من حوادث جسيمة علي الطرق كل يوم وأعداد الضحايا الذين يسقطون بسببها، وهو ما استدعي ضرورة العلاج الناجع. واعتقد ان عليهم أن يتحلوا بالحكمة والوعي وتغليب المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة، التي يتصور البعض بسوء الفهم أنها اجدي لهم وأكثر نفعاً، في حين ان الأمر ليس كذلك علي الاطلاق،...، وعليهم أن يأخذوا العبرة مما حدث من استبدال لسيارات التاكسي القديمة بالقاهرة، والنفع الذي عاد علي أصحابها وعموم المواطنين من جراء ذلك رغم تصورهم غير ذلك في البداية.