في خطاب الرئيس مبارك امام الهيئة البرلمانية للحزب الوطني الديمقراطي امس حدد معالم المستقبل ورؤية مواجهة التحديات استعدادا لدورة برلمانية مهمة. فلقد قطع الرئيس الطريق امام التكهنات والتخمينات التي لاكتها الالسنة من احزاب المعارضة حول مستقبل الديموقراطية والاصلاح في شتي المجالات... جاءت كلمات الرئيس واضحة لتضع النقاط فوق الحروف و تجيب عن اسئلة مطروحة بقوة علي الساحة المصرية هذه الايام فيما يتعلق بالقضايا الخاصة بالاصلاح، التنمية ومواجهة الكثير من المشاكل التي تمس حياة المواطنين مع كافة المستويات.. وبهذا فاننا ندخل مع الرئيس مبارك مرحلة مهمة من مراحل التنمية بعد تجاوز عنق الزجاجة وتجنب التداعيات السلبية للازمة المالية العالمية والمضي قدما في تنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك بنجاح بشهادة الجميع. لقد استطاع الرئيس ان يدعم الانجازات التي تحققت في عدد من المحاور المهمة بشأن السياسات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. فلقد ترسخت دولة المؤسسات المرتكزة علي حكم القانون والشرعية والمساواة بين المواطنين. ترسخت الديموقراطية ثقافة وممارسة. وتسير مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي بخطي حثيثة حيث اضحي هذا الاصلاح خيارا لا رجعة فيه من اجل المواطنين البسطاء عماد التنمية واهدافها والعمل بكل قوة من اجل تحسين مستوي المعيشة وزيادة الدخول لانهاء المعاناة، الامر الذي يضمن مشاركة المواطنين في صنع القرارات والتحول من السلبية الي الايجابية بصورة تحقق للجميع فرص عمل مناسبة تواجه كابوس البطالة الذي يهدد مسيرة السلام الاجتماعي وتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية. مرة اخري حدد الرئيس مبارك ملامح الاجندة التشريعية في ضوء مطالب الجماهير بعد دخول الاقتصاد المصري مرحلة الانطلاق والمضي قدما نحو جذب الاستثمار وزيادة التعاون مع دول القارة الافريقية بوجه عام ودول حوض النيل بوجه خاص.. المهم ان الخطاب يشكل فصلا جديدا من فصول الحياة السياسية والدستورية ونبدأ مع توجهات مبارك محطة جديدة من محطات التقدم و التحديث.. ويعاهد النواب الشعب علي بذل الجهد والعطاء وتحمل الاعباء حتي تحتل مصر مكانتها اللائقة بالاضافة الي ذلك فلقد حدد الرئيس مبارك معالم سياستنا الخارجية علي المستوي العربي والعالمي. وليت الجميع يفهم مغزي كلام الرئيس جيدا فلقد رفع الخطاب سقف التوقعات والامال للمصلحة العامة.. فهل استوعب الجميع رؤية المستقبل التي حددها الرئيس ؟!