كلما جاء شهر مارس تذكرت أستاذنا علي أمين. فقد كان هو وشقيقه مصطفي أمين أصحاب فكرة عيد الأم. فقد جاءتهما سيدة تشكو لهما جحود ابنها الذي أنفقت عليه كل ما تملك، حتي أصبح في منصب كبير، ولم يعد يسأل عنها، وباعت قرطها الذهبي، وذهبت إليه لتعطيه هدية عيد ميلاده، فلم تجده، وقالوا لها إنه في المصيف مع أسرته، وتركت الهدية مع البواب، وجاءت تحكي القصة للأستاذ علي أمين. فقال لها: أعطني رقم رئيسه في العمل لأن هذا الابن العاق مادام لم يخلص لأمه فلن يكون مخلصا لأي عمل في حياته فرفعت الأم صوتها وقالت: لا.. لا.. أرجوك لا تعرفه أنني حضرت إليك، ولا تعرف رئيسه في العمل حتي يظل يحترمه. فقال لها: لماذا جئت إليّ إذن؟. قالت لأني أقرأ لك، وأنت قلبك كبير، فتشاركني مأساتي، ولكن لا تضر ولدي، فقال لها علي أمين: إنك مليونيرة.. مليونيرة بعاطفة الأمومة التي عندك تساوي الملايين، فقالت له: إن كل الأمهات مثلي وأكثر أيضا، وأعلم أن والدتكما السيدة رتيبة زغلول باعت كل ما تملك من أجل تحقيق حلمكما في أخبار اليوم، فابتسم علي أمين وقال لها: كيف عرفت ذلك؟. قالت: قرأت قصة أخبار اليوم وعلمت كيف بدأتها المشروع بنقود مجوهرات الأم فابتسم علي أمين وحياها وقال: يبدو أن كل الأمهات يستحققن التكريم، ليس أمي وأنت فقط. فقالت له: أمي أنا باعت عشر نخلات مثمرات لكي يدخل أخي الجامعة، فشكرها وقال لها: لماذا جئت إلينا؟ قالت: لمجرد الفضفضة وأرجو ألا تأخذ فكرة سيئة عن ابني. إنه خدوم وعظيم جدا. ولكن يبدو أن الأبناء يعتمدون علي تسامح الأمهات. وكتب أستاذنا علي أمين: ودعتها علي الباب وقررت أن يكون يوم 21 مارس عيد الربيع حيث تتفتح الزهور، ويمتلأ الجو بالعطر وزهور الفواكه، قررنا أن يكون عيدا للأم. وهكذا ولد عيد الأم من أم كانت تشكو جحود ابنها. ولكنها سامحته مثل كل الأمهات. كل سنة وكل أم قادرة علي أن تسامح أولادها، وكل سنة وكل أم طيبة وبخير. أما أمنا العظيمة مصر التي تحتضننا جميعا فإن شاء الله «قادر يا كريم» يهديها الأمان ويخلصنا من الإخوان.