لا يوجد في الحياة أجمل من الوفاء لانه صفة نبيلة علينا أن نتذكرها علي الدوام .. وأن نعمل بها لانها من مكارم الاخلاق .. لقد سعدت بيوم الوفاء الذي اقامته فرقة المسرح الحديث يوم الخميس الماضي لجميع مديريها الراحلين وكذلك الذين مازالوا علي قيد الحياة أطال الله في أعمارهم فالحدث في حد ذاته يستحق الاهتمام والشكر للذين اقاموه وبذلوا جهدا كبيرا من اجل نجاحه .. كان مسرح السلام يعج بكبار المسرحيين الذين جاءوا لحضور الحفل الذي دعا اليه المخرج هشام جمعة مدير عام الفرقة ودعا اليه أبناء مديري الفرقة الراحلين ليتسلموا درع التكريم وأيضا الفنانين الذين تولوا ادارة الفرقة منذ انشائها وحتي الان .. كانت لحظة الوفاء مثل التتويج في المهرجانات الكبري فقد صعدت الي المسرح مني ابنة المخرج الكبيرعبد الرحيم الزرقاني والطبيب علاء نجل الفنان الراحل محمود مرسي وكذلك تكريم المخرج الكبير كمال ياسين والقدير محمود عزمي ثم يأتي الدور علي الفنان الكبير أطال الله في عمره حسن عبد السلام الذي مايزال يعمل من فوق الكرسي المتحرك لانه صاحب رسالة عظيمة والفنانة الكبيرة سميحة أيوب والمخرج الكبير سمير العصفوري والفنان الكبير محمود الحديني والمخرج الكبير فهمي الخولي والمخرج الكبير شاكر عبد اللطيف الذي لم يحضر لظروفه الخاصة والمخرج الكبير محمود الالفي والدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين الذي تغيب أيضا لظروفه والفنان محمد محمود والفنان شريف عبد اللطيف .. المهم تلك الروح الجميلة التي سادت هذا الاحتفال وتلك الفرحة التي كانت تبدو علي الوجوه .. ونحن بالفعل نحتاج لا ليوم وفاء واحد بل لعدة أيام فمثل هذه الاحتفالات جزء من الاهتمام بمن قدموا لهذا البلد الذي نفخر جميعا بالانتماء اليه. قام مهرجان دمشق الدولي للمسرح بتكريم الدكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون عن مجمل أعماله وابداعاته خلال الدورة الاخيرة للمهرجان .. واستقبله نقاد المسرح والجمهور السوري بحفاوة شديدة .. سامح مهران قيمة فنية وثقافية كبيرة ونموذج مشرف لمفكر مصري يسبق عصره ويؤمن بالتواصل الثقافي مع الأخر والحوار من أجل أن تسود ثقافة بين الحضارات .. رأيته في اسبانيا يصول ويجول ويتحاور مع المفكرين الاوربيين والعرب المقيمين هناك وأدركت سر نجاحه وطموحه قبل أن يتولي منصبه الحالي الذي من خلاله جاء بصفوة المثقفين من كل بقاع الارض في أول مؤتمر علمي بالاكاديمية .. مبروك . وفي نفس الاسبوع كان صديقنا الدكتور هناء عبد الفتاح الاستاذ بالاكاديمية يتلقي تكريما خاصا من المسرح البولندي اذ منحته بولندا جائزتها الكبري التي تمنحها لأشهر المهتمين البارزين في تعزيز الثقافة البولندية وتشجيعها بمختلف مجالاتها وميادينها في العالم.. وقد حصل هناء عبد الفتاح هذه الجائزة عن عام 2010 في الأدب والمسرح وعن إسهاماته في الترجمة من اللغة البولندية إلي العربية لأهم التيارات المسرحية الجديدة في بولندا التي تمثل رافدا أساسيا في تشكيل مفردات اللغة المسرحية الجديدة في المسرح البولندي والأوروبي.. مبروك لهذا العالم المهذب المتواضع . أتمني أن يضع الفنان رياض الخولي مسألة تشغيل أبناء فرق مسرح الدولة علي أولوية اهتماماته لانهم الاحق بالعمل وبعضهم لا يعمل لانهم ليسوا من شلة المدير.. العدل يتطلب قسمة الحق والعدل لن يأتي الا بتحكيم الضمير وبعض المديرين ضميرهم ب »عافية شوية« ! ليس مطلوبا أن تتحول فرق البيت الفني للمسرح الي شئون أجتماعية .. هذا مرفوض تماما لكن في المقابل من حق أعضاء الفرق أن يعملوا وأن تتم الاستعانة بفنانين من الخارج في حدود معقولة وأن يعلم المدير أن اللامركزية لا تعني الانفراد بالقرار ولا تعني أيضا أن يتحول الي ناظر عزبة في الوسية أو الابعدية .