هناك أمثال شعبية علي قدر كبير من الذكاء والبلاغة.. برع مبدعوها المجهولون في تلخيص حالة أو موقف في عدد قليل من الكلمات ظلت تتناقلها الأجيال وتجري مجري الحكمة في المواقف المماثلة.. ولكم يلح علي الآن في محنتي المثل الشعبي القائل ( تسلمي يا شدة ). ففي الشدائد تظهر معادن الناس الحقيقية تماما مثلما تختبر المعادن النفيسة بالنار فلا يصمد أمام لهيبها الا المعدن الأصيل.. بينما يلين الرخيص منها وتظهر حقيقته. وهكذا البشر قد يصمدون للمحن أو يضعفون ويفرون فرار الجبناء.. متعللين بأعذار مختلفة يقنعون بها أنفسهم وغيرهم وهم يعلمون أنها حجج واهية. أما أصحاب الهمم العالية فيصمدون ويحيطون أعزاءهم بالاهتمام الحقيقي بكلمات صادقة يربتون بها علي أكتافهم ويشجعونهم ويشدون أزرهم.. أخوة وأصدقاء هم كالجدار المتين تستند اليه دون أن تخشي السقوط.. وكالسقف الذي تحتمي به من لهيب الأزمات وصقيعها.. تستشعر نبرات الوفاء في دعائهم لأجلك.. يدعمونك ويرفعون روحك المعنوية فتزداد قوة بهم فتصمد وتشعر أنك لست وحيدا ما دامت حولك القلوب النقية.. حتي عروضهم الكريمة للمساعدة بجميع أشكالها تخجلك لشدة صدقها.. فتعتبرهم زادا احتياطيا وخطا دفاعيا منيعا يمكن أن تلجأ اليه في الأزمات.. هولاءالصادقون هم الكنز الحقيقي والمكسب الباقي الذي ندخره للأيام الصعبة.. أرواحهم تتصل بنا علي البعد ولو حالت الظروف دون اللقاء ولأنني ممن ينظرون دائما لنصف الكوب الممتليء حتي في أحلك الأوقات لهذا أومن وأعجب بالمثل الشعبي (تسلمي يا شِدَّة ).