الحكومة في الشارع.. عنوان احتل معظم الصحف المصرية في اليومين الماضيين بعد جولات الوزراء بالمحافظات وتفقد منشآت صحية وتموينية وأمنية.. وازالة تعديات علي الاراضي الزراعية ونهر النيل.. حلم ده واللا علم!! الوزراء الذين نشطوا خلال اليومين الماضيين هم أنفسهم الذين كنا نتهمهم بالأيدي المرتعشة والجلوس في المكاتب المكيفة وعدم اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.. سبحان مغير الأحوال.. هذا ما قلته في نفسي عندما شاهدت الجولات علي شاشات الفضائيات وقرأت تفاصيلها في الصحف.. حقا.. الناس علي دين ملوكهم.. فالمهندس ابراهيم محلب الذي تدرب في مدرسة «المعلم» عثمان احمد عثمان يعلم جيدا أنه ليس من رأي كمن سمع.. أو قرأ تقارير باردة في صفحات انيقة.. بل إن الأتربة التي تعلو حذاء المسئول وسام شرف يعلو جبينه.. لأن العامل المصري يبذل قصاري جهده اذا وجد المسئول «فوق رأسه يتابعه» ويوجهه.. ويثيب المجتهد ويعاقب المخطئ أو المتهاون.. وبالتالي فإن الروشتة التي كتبها رئيس الوزراء الجديد لوزارته تتضمن 3 جولات قبل الأكل.. وبعد الأكل في الجهات المسئولين عنها.. واذا ثابر الوزراء علي هذا الدواء فان الاقتصاد المصري سيتعافي بلاشك.. والمشكلات لن تتراكم حتي تستعصي علي الحل.. وسيشعر المواطن ان الحكومة «خدامته» بحق.. والموظف ليس سيده. وتاريخنا الاسلامي ذاخر بمثل هذه الجولات الليلية والنهارية.. ولنا في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أسوة حسنة حيث عسّ ليلا ليسمع بكاء صبية.. وأمهم توقد نارا.. وعندما سألها قالت انهم جوعي.. وانني اضع ماء علي النار لأوهمهم انني أعد لهم الطعام.. فما كان منه إلا أن اسرع إلي بيت المال ليحمل لهم الدقيق والسمن.. وينفخ النار حتي أنضج الطعام ولم يغادر المكان حتي اطمأن علي أن الأطفال الجوعي شبعوا وناموا.. ولو لم يتفقد أمير المؤمنين احوال رعيته لما عرف مثل هذه المشكلة التي تؤرق أما لا تملك قوت يومها ولاقسوة الجوع الذي اطارالنوم من عيون أطفالها.. ولذلك فانني متفائل حقا بما فعله المهندس محلب ووزراؤه.. واتمني ان تستمر هذه السنة الحسنة كل يوم.. وألا يفتر حماسهم.. حتي لايصدق عليهم المثل الشعبي عميق المغزي: «الغربال الجديد له شدة».. الضجة المثارة حول اختراع جهاز تشخيص وعلاج الايدز وفيروس سي الكبدي نعرف اسبابها.. فلايمكن ان تستسلم شركات الادوية العالمية والأطباء الذين يستفيدون منها بسهولة.. ولهذا بدأ الهجوم العنيف علي الاختراع.. ربما لأن البعض غير مصدق أن العقل المصري يمكن ان يخترع مثل هذا الاختراع العلمي الرائع.. وربما لأن طريقة عرض الاختراع شابها الكثير من القصور.. أو التسرع عن الاعلان عن الاختراع قبل تسجيله عالميا والحصول علي براءة الاختراع اللازمة.. واجراء التجارب علي الآلاف من المرضي.. ولهذا اطالب بعقد مناظرة بين فريق العمل الذي توصل إلي هذا الاختراع الرائع وبين المعارضين.. وتقديم المرضي الذين اجريت عليهم التجارب حتي الآن لشهاداتهم وتجربتهم مع هذا الجهاز ورحلتهم السابقة مع العلاج بالعقاقير حتي تخرس الالسنة التي تغلب مصلحتها الفردية علي مصلحة شعب 20٪ منه مصاب بفيروس سي ومثلهم مرشح للإصابة به. أيضا الضجة المثارة حول مشروع نقل مياه نهر الكونغو إلي مصر آن لها ان تهدأ وان تخمد تماما في هذه الأيام التي نخوض فيها حربا شرسة من اجل الحفاظ علي حصتنا الضئيلة من مياه النيل حتي ولو كان هذا المشروع قابلا للتنفيذ.. لأن إثارة هذا الموضوع الآن يصب في صالح أثيوبيا وحدها ويضعف موقف المفاوض المصري في هذا الملف.. أعزائي المسئولون عن هذا المشروع دقيقة سكوت لله من أجل مصر.