سفير مصر ببوروندي يشارك في افتتاح مكتبة كلية الألسن الجديدة ببني سويف    وزير العمل يلتقى مدير إدارة "المعايير" ورئيس الحريات النقابية بجنيف    جامعة حلوان تحتفل بحصول كلية التربية الفنية على الاعتماد الأكاديمي    البنوك تلجأ لخفض سعر الدولار اليوم 4-6-2024.. اعرف حجم التخفيض    ما موقف مخالفات البناء حال عدم ظهورها في التصوير الجوي؟    كيف نجذب الاستثمارات إلى مصر خلال الفترة القادمة؟ رئيس الضرائب تجيب    وزير الصناعة: مصر أكبر منتج للصلب في إفريقيا بإنتاج 9.8 مليون طن خلال 2023    ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية بمستهل تعاملات منتصف الأسبوع    انطلاق أعمال القمة الكورية الأفريقية الأولى بمشاركة وزيرة التعاون الدولي    اندلاع حرائق في شمال إسرائيل بعد قصف من جنوب لبنان | صور وفيديو    تعليم فلسطين: 15 ألف طفل بين ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة    شوبير يكشف حقيقة اتجاه الأهلي لبيع أفشة    تشكيل ريال مدريد في الموسم المقبل بعد التعاقد مع مبابي.. هجوم لا يرحم    ردا على مبابي.. برشلونة يقترب من حسم صفقة الأحلام    روابط سريعة.. نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2024 برقم الجلوس في 14 محافظة    الثانوية الأزهرية 2024.. محافظ مطروح يتفقد عددًا من لجان الامتحانات    "حملات المخابز السياحية".. الأمن العام يضبط 14 طن دقيق مدعم    إصابة 12 شخصًا في انقلاب ميكروباص أعلى محور 26 يوليو    القبض على مسجل خطر بحوزته كمية من المخدرات أثناء محاولة ترويجها في بنها    لمواليد برج الميزان.. ما تأثير الحالة الفلكية في شهر يونيو 2024 على حياتكم؟    9 أفلام مجانية بقصر ثقافة السينما ضمن برنامج شهر يونيو.. تنطلق اليوم    «ظاهرة خطيرة تلفّها الشبهات».. الإفتاء تحذر من دعوات توجيه الأضاحي إلى الدول الأفريقية    إعلامي يكشف مفاجآة الأهلي ل عبد القادر ومروان عطية    بعد استقالة الحكومة.. مصدر: وزير الأوقاف يمارس مهام عمله بشكل طبيعي    "فريق كايروكي" على موعد مع الجمهور في لبنان.. 19 يونيو المقبل    غدًا.. «صيد الذئاب» في نقابة الصحفيين    إدارة الغردقة التعليمية تعلن عن فتح باب التظلمات لمراحل النقل    إجلاء نحو 800 شخص في الفلبين بسبب ثوران بركان جبل "كانلاون"    بسبب الحرب الأوكرانية.. واشنطن تفرض عقوبات على شخص و4 كيانات إيرانية    الأمم المتحدة: الظروف المعيشية الصعبة في غزة تؤدي إلى تآكل النسيج الاجتماعي    سيف جعفر: أتمنى تعاقد الزمالك مع الشيبي.. وشيكابالا من أفضل 3 أساطير في تاريخ النادي    أخبار الأهلي: كولر يفاجئ نجم الأهلي ويرفض عودته    باحثة سياسية: مصر تحشد الآن المواقف المؤيدة لوقف إطلاق النار في غزة    نائب المستشار الألماني يدافع عن تغيير المسار في السياسة بشأن أوكرانيا    هل أضر «الكيف» محمود عبدالعزيز؟.. شهادة يوسف إدريس في أشهر أدوار «الساحر»    قصواء الخلالي: لا للوزراء المتعالين على الإعلام والصحافة في الحكومة الجديدة    الضرائب: نسعى لجذب الاستثمارات بتسهيل الإجراءات الضريبية.. وتشكيل لجنة لحل المشكلات    بالفيديو.. عضو "الفتوى الإلكترونية" توضح افضل أنواع الحج    وصفة مبتكرة لوجبة الغداء.. طريقة عمل دجاج بصوص العنب بخطوات بسيطة    حياة كريمة.. قافلة طبية مجانية بمركز شباب الهيش بالإسماعيلية    بخلاف الماء.. 6 مشروبات صحية ينصح بتناولها على الريق    بدء فرز الأصوات فى الانتخابات العامة الهندية    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 4 يونيو 2024 والقنوات الناقلة    أعمال لها ثواب الحج والعمرة.. «الأزهر للفتوى» يوضح    بالأسماء.. مصرع طالب وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم بقنا    نشرة مرور "الفجر ".. انتظام حركة السيارات بالقاهرة والجيزة    أسعار الدواجن اليوم 4 يونيو 2024    تفشي نوع جديد من إنفلونزا الطيور في أستراليا    حيل ذكية لخفض فاتورة الكهرباء الشهرية في الصيف.. تعرف عليها    زوجى ماله حرام وعاوزة اطلق.. ورد صادم من أمين الفتوى    متى ينتهي وقت ذبح الأضحية؟.. الأزهر للفتوى يوضح    أمير هشام: جنش يرغب في العودة للزمالك والأبيض لا يفكر في الأمر    قصواء الخلالي: الدكتور مصطفى مدبولي قدم خدمات جليلة.. وكان يجب الاكتفاء بهذا    بمرتبات مجزية.. توفير 211 فرصة عمل بالقطاع الخاص بالقليوبية    أستاذ اقتصاد ل قصواء: الموازنة العامة للدولة أهم وثيقة تصدرها الحكومة    «كلمة السر للمرحلة القادمة رضا المواطن».. لميس الحديدي عن استقالة الحكومة    وصلة ضحك بين تامر أمين وكريم حسن شحاتة على حلاقة محمد صلاح.. ما القصة؟ (فيديو)    النائب العام يلتقي وفدًا رفيع المستوى من أعضاء هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار
الدكتور محسن سلامة الأستاذ بمعهد الكبد القومي ل " الجمهورية ":

لايوجد شعب في العالم عاني من وطأة مرض جثم علي صدره مئات بل آلاف السنين كالشعب المصري.. ولايوجد مرض هد أمة وحصد مئات الآلاف من أرواح أبنائها كمرض فيروس "سي" الذي ينخر في عظام الامة المصرية منذ عهود الفراعنة وحتي الآن ليصل رقم من يعيشون كابوس "سي" إلي ربع الشعب المصري.. 20 مليون مصري يعيشون الالم وينتظرون النهاية المحتومة لمرض لايرحم.. لكن وبعد حقب طويلة من الزمن وصلت البشرية وعلي يد عالم امريكي من اصل مصري إلي علاج ناجح لفيروس "سي" بنسبة نجاح 97% بكل انواعه الجينية وبلا اعراض جانبية ومدة علاج لاتزيد علي 3 شهور.. وبدأت شركة امريكية طرح الدواء الجديد في الاسواق الامريكية بسعر 80 الف دولار للبرنامج العلاجي..التقت "الجمهورية" بالدكتور محسن سلامة استاذ ورئيس قسم طب الكبد بمعهد الكبد القومي الذي شارك بمؤتمر عالمي لأمراض الكبد بأمريكا.. اكد ان وصول العلاج الجديد إلي مصر امر حتمي خلال الشهور القليلة القادمة وبسعر مخفض قد يصل إلي 5 آلاف دولار فقط وان المفاوضات بين مصر والشركة الامريكية بدأت بالفعل.
* مصر كلها الآن تتحدث عن العلاج الجديد لفيروس "سي" ما تاريخ هذا المرض في مصر آفاق القضاء عليه وفق العلاج الجديد؟
** نسبة الاصابة بمرض فيروس "سي" في مصر تتراوح بين 18 و20% من سكان الشعب المصري وهذه النسبة تعد الاعلي علي مستوي العالم وهذا واقع مؤلم جدا لا شك اثر سلبا علي نهوض الامة المصرية التي يرزح ربعها تحت وطأة مرض لايعرف الرحمة.
ونحن الآن بعد الاعلان عن الدواء الجديد دخلنا عصر جديد في دنيا الطب يشابه إلي حد كبير عصر اكتشاف البنسلين فالبشرية بعد اكتشاف البنسلين اختلفت بشكل كبير جدا قبل هذا الاكتشاف.. نحن ندخل مرحلة القضاء علي المرض الاول الذي يهد كيان الشعب المصري منذ بدايات الخليقة فابن بطوطة يقول في كتبه عن مصر "وجدت بها عجيبة من عجائب الدنيا لم ارها في شعوب العالم.. وجدت رجالها يحيضون كما تحيض النساء" في اشارة إلي فيروس "سي" مع البلهاريسيا فهذا المرض اللعين مستوطن في مصر منذ آلاف السنين كما انهم واثناء الحرب العالمية الاولي اخذوا عينات من عدد كبير من الجنود المصابين بامراض لم تكن معروفة وقتها واحتفظوا بهذه العينات في المعامل حتي التسعينات وعندما قاموا بتحليلها في هذا التوقيت اكتشفوا المفاجأة ان هذا الاصابات كانت فيروس "سي" ما يدل علي ان فيروس "سي" يهد في حال البشرية منذ مئات بل آلاف السنين.
ومعروف علميا ان فيروس "سي" هو المكون الرئيسي لامراض الكبد وان زراعات الكبد في العالم سببها الرئيسي الاصابة بهذا الفيروس وعندما نقضي الآن علي هذا الفيروس فنحن بلا مبالغة نغير وجه البشرية تماما ونغير وجه خريطة الطب في العالم كله رغم اننا نستطيع ان نؤكد علي سبيل المثال ان الاصابة بفيروس "سي" ليست السبب الرئيسي في اصابات الامراض الكبدية في منطقة جنوب شرق آسيا او اوروبا غير ان فيروس "سي" هو السبب الرئيسي لزراعات الكبد في منطقة جنوب شرق آسيا واوروبا ومصر وهو المسئول عن الفشل الكبدي في اغلب دول العالم فعندما تتمكن البشرية من القضاء علي هذا المرض لاشك يعد انجازا طبيا ضخما قد يحصل صاحبه علي جائزة نوبل في الطب وهو بالمناسبة شخص يهودي مصري يدعي ريمون اشكنازي وهاجر من مصر عام 1956 مع والده وهو من العاشقين لمصر جدا ويقول انه يوم وفاة جمال عبدالناصر كان يبكي بالدموع حزنا علي هذا الزعيم كما انه هو من اخترع علاجات فيروس "بي" حيث اكتشف سرا جديدا في علاجات فيروس "بي" فقد ظل الطب لعقود طويلة يعتمد في علاج هذا المرض علي المثبطات غير ان اشكنازي اكتشف الشفرة الجينية لهذا الفيروس ومن ثم فتح الباب واسعا للقضاء علي هذا الفيروس الذي يعد هو المسبب الرئيسي لسرطان الكبد طاقة امل.
* ما وضع فيروس "سي" في مصر طرق علاجه الحالية؟
** وزارة الصحة المصرية تقول ان نسبة الاصابة بفيروس "سي" تصل إلي 8.14% وهذه النسبة اعتمادا علي عدد المتقدمين للعلاج بالخارج هذا بالطبع بخلاف من لم يتم تسجيلهم والذين لايعانون من الاعراض المتقدمة للمرض ولذلك اتوقع ان تصل نسبة المصابين بهذا الفيروس إلي 25% من الشعب المصري والوضع الحالي يشير إلي ان جزءا من مصابي فيروس "سي" يعالجون بحقن الانترفيرون سواء في اطار المشروع القومي لعلاج فيروس "سي" او خارجه ومن المعلوم ان الذين يعالجون بالانترفيون يتعرضون لاعراض جانبية شديدة الوطأة لمدة عام كامل لايستطيع معها عدد كبير من المرضي من مواصلة البرنامج العلاجي هذا علاوة علي ان نسبة النجاج التي يحققها هذا العقار في القضاء علي فيروس "سي" لاتتجاوز في احسن الاحوال عن 50% بينما العقار الجديد الذي تم الاعلان عنه في الولايات المتحدة الامريكية منذ ايام تحت الاسم الدوائي "سوفوسبوفير" والاسم التجاري "سوفالدي" تصل نسبة النجاح إلي 97% ومن المتوقع ان ترتفع بعد ذلك لتصبح 100% ومدة العلاج لاتزيد علي 12 اسبوعا فقد بدلا من 48 اسبوع في العلاج بالانترفيون والاهم عدم وجود اثار جانبية للدواء الجديد وقد اعلنت منظمة الاغذية والدواء الامريكية ان نسبة نجاح هذا العقار الجديد في القضاء علي النوع الوراثي الرابع الذي يعاني منه اغلب المرضي المصريين تصل إلي 96% وهذا العقار يعالج كل انواع فيروس "سي" من الاول حتي السادس.
النوع الوراثي الرابع طالبوا في امريكا ان يتم وصف الدواء الجديد له مع الانترفيرون واعتقد ان هذا الرأي هو وسيلة لاتاحة الفرصة للشركات الامريكية المنتجة للانترفيرون لتصريف ما لديها من منتج من الانترفيرون والدليل علي ذلك ان الابحاث العلمية اكدت نجاح الدواء الجديد وحده بدون الانترفيرون بنسبة 96% وهناك بحث منشور في امريكا الاسبوع الماضي يقول ان هذا الدواء الجديد تم تجربته علي 80 مصري مولودين في مصر مصابين بفيروس "سي" تناولوا هذا الدواء بدون الانترفيرون وحقق نسبة نجاح 97% غير ان هذا الدواء يستخدم بالتوازي مع دواء اقراص الريبافيرين الذي يتم تناوله مع الانترفيرون حاليا.
وحتي نعرف الفارق الكبير بين الدواء الجديد والعلاج القائم بالانترفيرون هو ان فكرة الانترفيون تقوم علي ضخ كميات اضافية من مادة الانترفيون الموجودة اصلا في جسم الانسان التي تحفز كرات الدم البيضاء للقضاء علي فيروس "سي" والانترفيرون يعد علميا عبارة عن محفز مناعي وليس قاتلا للفيروس انما الذي يقضي علي الفيروس نوع من انواع كرات الدم البيضاء تسمي كرات الدم البيضاء القاتلة حيث تجري رحي الحرب بينها وبين فيروس "سي" تكون نتيجتها القضاء علي فيروس "سي" وكذلك موت الخلية الكبدية التي يعيش عليها هذا الفيروس علي امل ان يتم بعد القضاء علي الفيروس قيام الخلية الكبدية السليمة المجاورة للخلية التي تم تدميرها في هذه الحرب بالنمو والتكاثر وتغطية الجزء المدمر.
اما العلاج الجديد فليس له علاقة بكرات الدم البيضاء من الاساس وبالتالي لايؤثر سلبا علي الخلايا الكبدية التي تحمل الفيروس.
الحقيقة الثانية انه لايتم وصف الانترفيون سوي لبعض مرضي الكبد الذين تنطبق عليهم شروط العلاج به ومنها ان يكون كبدهم في حالة جيدة ليتمكن هذا الكبد من تعويض الخلايا التي ماتت في حرب القضاء علي فيروس "سي" وكذلك ان تكون الحالة العامة للجسم جيدة حتي يستطيع تحمل الاعراض الجانبية العنيفة للانترفيون اما العلاج الجديد فلا يحتاج تناوله كل هذه الشروط حتي ان مرضي التليف الكبدي المتقدم يمكنهم العلاج به كما أن مؤتمر الرابطة الأمريكية لأمراض الكبد رقم 64 الذي يعقد سنوياً بأمريكا وانتهي منذ أيام معدودة جري الحديث فيه حول أبحاث علمية في مراحل متقدمة ستطرح من خلالها علاجات يمكنها تنشيط وإعادة إحياء الخلايا الكبدية التالفة والميتة جراء التليف وغيره. حيث يشبه الأمر لحد بعيد كأنك قمت بزراعة كبد جديد. حيث تجعل هذه العلاجات الخلايات الحية حتي ولو كان عددها قليل جداً تتكاثر لتحل محل الخلايا الميتة حتي يتكون كبد جديد.
الدلائل تشير بوضوح إلي أن آفاق علاج أمراض الكبد الآن وخلال السنوات القليلة القادمة ستصبح واسعة وغير محدودة. وأن فيروس "سي" الذي قتل مئات الآلاف من المصريين لن يكون له وجود علي أرض الكنانة بعد 10 سنوات.
هناك كثير من الأبحاث العلمية المتقدمة في مجال علاج فيروس "سي" التي بدأت منذ سنوات تزيد علي الثلاثين بحثاً غير أن العلاج الذي أعلن عنه منذ أيام يعد هو باكورة هذه الأبحاث التي انتقلت إلي الانتاج التجاري المعتمد والمجاز عالمياً وسعر البرنامج العلاجي به الذي يمتد إلي 3 أشهر يصل إلي 80 ألف دولار وهذا الدواء قامت الشركة المنتجة له حالياً بشراءه بمبلغ 11 مليار دولار حصل منها صاحب الاختراع "أشكنازي" علي مليار و250 مليون دولار كحق اختراع والباقي مقابل الأبحاث التي أجريت عليه.
ولمعرفة العائد المتوقع للشركة المنتجة علينا أن نعلم أن مرضي فيروس "سي" في أمريكا يصل عددهم إلي 3 ملايين تقريباً لو تم علاج 800 ألف أمريكي فقط من هؤلاء بهذا العلاج الجديد تجني الشركة جراء ذلك 65 مليار دولار ومثل هذا الرقم في أوروبا. وإذا تم تداول هذا العقار في مصر بسعر 5 آلاف دولار وهو السعر المتوقع بعد التفاوض الذي بدأ بالفعل مع الشركة المنتجة وإذا افترضنا أن عدد 5 ملايين مصاب سيستطيعون العلاج بهذا العقار من بين 18 إلي 20 مليون مصاب في مصر فإن الشركة ستجني من وراء العلاج بمصر ما يقرب من 25 مليار دولار وهو الرقم المطلوب تدبيره من الدولة لعلاج ما يقرب من ربع الشعب المصري الذي يرزح تحت نار هذا الكابوس الجاثم علي صدر أغلب بيوت مصر. أما إذا تداول العقار بالسعر المعلن الآن في أمريكا وهو 80 ألف دولار فإنه في هذه الحالة مطلوب توفير 400 مليار دولار وهو الذي يعد مستحيلاً.
* ما السبيل لوصول هذا الدواء للمريض المصري الذي يتجرع الألم والموت من هذا الفيروس منذ آلاف السنين؟
** السبيل الوحيد هو أن تطرح الشركة المنتجة لهذا الدواء في مصر بعشر سعره الحالي أي ما يوازي 5 آلاف دولار للبرنامج العلاجي الواحد.. والسؤال الذي أطرحه علي الجميع هل ما تشهده مصر الآن من احتراب ونزاع سياسي يستحق أمام هذه الطاقة من الأمل التي فتحت أمام ملايين المصريين؟!. والطريق الذي أصبح ممهداً للقضاء علي أكبر مشكلة تواجه الأمن القومي المصري علي الاطلاق.
هل تعلم أن مرضي الالتهاب الكبدي الفيروسي في مصر ينفقون سنوياً 5 مليارات جنيه علي علاجات وأدوية لا تسمن ولا تغني من جوع. ولا تنتهي الحلقة المفرغة لهذه الأدوية التي لا فائدة منها إلي أن يصل المريض للنهاية المحتومة.. أنظر كم مريض وصل ويصل إلي مرحلة الورم السرطاني. كم مريض وصل لمرحلة زرع كبد وتمكن منه بتكلفته الباهظة. كم أسرة تفقد ذويها جراء هذا المرض. كم زوجة تترمل وأبناء تيتموا. ولك أن تتخيل حجم القدرة الانتاجية لهذا الشعب بعد علاج مرض ينهش أجساد ربع هذا الشعب. ألا يستحق الأمر أن نتوقف عن هذا التناحر ونلتف حول هذه القضية التي تمثل قلب الأمن القومي لهذا الوطن.
* هل هناك حديث مع الشركة المنتجة لطرح هذا الدواء في مصر؟
** نعم هناك تفاوض بدأ مع الشركة المنتجة التي تدعي "جلياد" منذ أسبوعين تقريباً يقوده الدكتور وحيد دوس عميد المعهد القومي للأمراض المتوطنة والكبد ومسئول مراكز علاج فيروس "سي" في مصر والشركة ليس لديها مانع من طرح الدواء بسعر مخفض قد يصل الرقم إلي 5 آلاف دولار. حيث ان الشركة لم تعترض وإنما هناك بعض الضمانات التي طلبتها لعدم تسرب هذا العقار خارج الدولة المصرية. وقد طرحنا عليهم عددا من الحلول لضمان ذلك منها ألا يتم تداول هذا الدواء بهذا السعر المنخفض إلا من خلال مراكز علاج فيروس "سي" وتحت إشراف وزارة الصحة. وكذلك أن يتم صرف الدواء لكل مريض بجرعات بسيطة أسبوعياً علي أن يتم تسليم العبوات الفارغة من المريض ليتم منحه الجرعة التالية والزملاء الذين كانوا يتقاوضون عرضوا كل الضمانات في هذا الاطار للشركةالمنتجة حتي لا يتسرب الدواء للخارج. كما أن لدينا سابقة فيما يتعلق بطرح العلاج بأقل من قيمته الخارجية داخل مصر فالانترفيرون يصل سعر الحقنة الواحدة إلي 1400 جنيه والحكومة المصرية تفاوضت مع الشركة المنتجة واستطاعت الحصول علي الحقنة بسعر 300 جنيه فقط مع توافر ضمانات مشابهة لعدم تسرب العلاج المخفض للخارج وكان يعالج به سنوياً 100 ألف مريض.
* ما مراحل التفاوض مع الشركة المنتجة التي تجري من خلال الدكتور وحيد دوس وإلي أين وصلنا؟
** مازلنا في المراحل الأولية للتفاوض ولكن الشركة حريصة تماماً علي أن تسوق الدواء في مصر لأنهم في أمريكا يمكن أن يعالجوا نصف مليون أو مليون مريض وأوروبا يمكن أن يكون نفس هذا الرقم. ولكن في مصر سيعالجون 5 ملايين فما أكثر ولذلك فإن الشركة حريصة تماماً علي السوق المصري الذي يعد الأكبر علي الاطلاق في العالم.
* ولكن السعر المتوقع أن تصلوا إليه مع الشركة لن يزيد علي 5 آلاف دولار فقط عكس أوروبا وأمريكا التي يصل السعر فيها إلي 80 ألف دولار.. فما الذي سيغري الشركة علي اقتحام السوق المصري بهذا السعر المنخفض؟
** الأمور لا يتم حسابها هكذا.. فالعدد الكبير الذي سيعالج في مصر الذي لن يقل عن 5 ملايين وقد يصل إلي 10 ملايين مريض سيمثل رقماً كبيراً بالنسبة للشركة. حيث يتراوح بين 25 و50 مليار دولار هذا من ناحية. ومن ناحية أخري فإن الأرباح التي ستجنيها الشركة من تسويق العقار في أوروبا وأمريكا ستصل إلي 130 مليار دولار وبعد خصم ما دفعته لشراء حق انتاج وتسويق العقار وسعر الأبحاث التي أجريت عليه الذي يصل إلي 11 مليار دولار ستكون الشركة تقريباً قد حققت مكسباً صافياً لا يقل عن 100 مليار دولار والسوق المصري المتوقع استيعابه لكميات دواء تقدر مبدئياً ب 25 مليار دولار يمثل اضافي ستحرص الشركة عليه لا جدال.
أود أن أشير هنا إلي نقطة مهمة وهي أن نفس هذه الشركة لها تعامل مع مصر وتطرح أدوية بأسعار مخفضة فهي تطرح دواء لعلاج الفيروس الكبدي "بي" بمبلغ 400 جنيه فقط شهرياً في حين أنها تبيعه خارج مصر بمبلغ 4 آلاف دولار في الشهر.
* ماذا سيحدث لمخزون الانترفيرون الموجود في مصر لعلاج فيروس "سي" الآن بعد دخول هذا العقار مصر؟
** حتي يصل هذا الدواء مصر وبعد انتهاء المفاوضات التي تجري حالياً بالتأكيد سيكون قد تم الانتهاء من هذا المخزون وهو ليس كبيراً. ومن المتوقع أن يظهر هذا الدواء خلال شهور قليلة وقد أعلنت الشركة انها ستطرح هذا الدواء في السوق المصري من خلال الشركات المستوردة وبعيداً عن الخط الرسمي في شهر فبراير القادم ولكنهم سيبدأون الدعاية له علي نطاق واسع كمنتج في مصر في شهر يونيو القادم والحقيقة المؤكدة أن الشركة في شهر يونيو لن تستطيع تسويق الدواء في مصر في هذا التوقيت بالسعر الحالي ومن المؤكد تخفيض السعر الذي نأمل أن يصل إلي 5 آلاف دولار ولدينا سوابق تشير إلي نجاحنا في ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.