تختتم اليوم مباحثات شاقة حول المناخ استمرت لنحو أسبوعين في منتجع كانكون المكسيكي بمشاركة وفود 091 دولة، بهدف التوصل إلي اتفاق بشأن قضايا علي رأسها تمويل »الصندوق الأخضر« ومستقبل بروتوكول »كيوتو«. وأمضي وزراء البيئة في الدول المشاركة ليلتهم قبل الأخيرة من المؤتمر في مفاوضات مكوكية بهدف حسم مسألة التمويل الذي ستقدمه الدول الصناعية لمساعدة النامية علي مكافحة الاحتباس الحراري والتصدي لآثار الظاهرة المناخية علي ان يتراوح بين مائة وستمائة مليار دولار سنويا فيما يعرف ب»الصندوق الاخضر«. ورغم اجواء الفشل التي يتوقعها الخبرا للمؤتمر مازالت جميع الاطراف المشاركة تترقب مفاجآت اللحظات الأخيرة وخاصة مدي امكانية مد العمل بفترة التزام جديدة لبروتوكول كيوتو بعد ان فجرت المفوضية الأوروبية مفاجأة باستعدادها للموافقة علي التمديد في حالة التزام الاقتصادات الصاعدة وعلي رأسها الهند والصين بخفض انبعاثاتها من الكربون في حين تمسكت اليابان وكندا واستراليا بمواقفها الرافضة للاتفاق علي فترة عمل جديدة لكيوتو. وفي كلمة مصر الرسمية التي ألقاها المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة ورئيس الوفد المصري امام الاجتماع الوزاري بالمؤتمر اجري جورج تعديلا علي الكلمة المعدة مسبقا استهل خلاله كلمته بانه يتحدث باسم المجموعة العربية و»دولة فلسطينالمحتلة«- تأكيدا لموقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية - وهو ما لاقي استحسانا كبيرا من جانب جميع الوفود العربية المشاركة في الاجتماعات. واكد في كلمته ضرورة مساعدة الاجيال القادمة في مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية علي العالم والمنطقة العربية ومنها مصر وانشاء صندوق جديد لتمويل اتفاقية التغيرات المناخية، بضمانات من الدول الكبري لتوفير مصادر حكومية لهذا التمويل بما يسمح بتنفيذ برامج وخطط للحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية. وقال جورج اننا نستشعر خطرا محققا علي المواطنين في بلادنا العربية واصبحت حياتهم وارزاقهم ومستقبل اولادهم تحت تهديد التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية. وطالب جورج بضرورة استعادة الثقة في المسار التفاوضي متعدد الاطراف من خلال التوصل الي صفقة عادلة ومتوازنة ترتكز علي مبادئ اتفاقية التغيرات المناخية والاعتراف بمبدأ المسئولية المشتركة والتاريخية لدول العالم مطالبا الدول المتقدمة بالالتزام باهداف محددة لتخفيض الانبعاثات الحرارية لحماية كوكب الارض ومن جانبه اكد الدكتور عادل البلتاجي رئيس مجلس البحوث والتنمية ان مصر وضعت خطة للتأقلم مع التغيرات المناخية في المجال الزراعي تقوم علي تقسيم مصر الي 5 مناطق يتم من خلالها تحديد التركيب المحصولي الامثل لها ويراعي درجات الحرارة المختلفة في كل منطقة من هذه المناطق مشيرا الي ان الجهود البحثية تركز علي استنباط اصناف وسلالات من مختلف المحاصيل تتحمل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وارتفاع ملوحة التربة. وعلي جانب آخر اعلن البنك الدولي في بيان رسمي مساء أمس الاول انه يجري حاليا التباحث حول الاتفاق لانشاء صندوق جديد لمساعدة الدول الناشئة علي اقامة أسواق الكربون الخاصة بها وذلك بهدف تشديد التعهدات القائمة من الدول الصناعية بخفض انبعاثات الكربون ، في الوقت الذي اكد فيه محللون مشاركون في الاجتماعات ان الصندوق الجديد في حالة اقراره في الجلسة الختامية للمؤتمر سيوفر دعما فنيا للدول النامية لكي تقيم اسواقا للكربون الخاصة بها باعتمادات تصل الي 100 مليون دولار.