تلك الأيام ولت ولن تعود، ولكنها حُفرت في الذاكرة، وستظل تعيش داخلي وأعيش داخلها، حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا. هي أيام الزمن الجميل التي عشتها أنا ومجموعة من الزملاء.. كنا جميعا في السنوات الاولي من دراستنا الجامعية، عندما التقينا للمرة الاولي في حياتنا مع عملاق الصحافة الاستاذ مصطفي أمين.. وكان اللقاء أشبه بالحلم الذي تحقق بالجلوس مع العملاق. لم نكن نصدق ان يكون الاستاذ مصطفي أمين هو معلمنا الذي نستقي منه مهارات وفنون العمل الصحفي ولم يكن العملاق يبخل علينا بخبراته اللا محدودة، كانت كل كلمة تخرج منه درسا نتعلمه وفي كل مرة نتعلم ماهو جديد. وكان اللقاء مع العملاق حدث مقدس لدينا جميعا.. ننتظره ونفخر به.. ونعتبره دراسة متخصصة حصلنا عليها من أعتي وأرقي الجامعات في العالم. وكثيرا ما كنا نندهش من ملاحظات يبديها العملاق واكتشفنا أنها أسس ومبادئ رسخها فينا فجعلتنا نتميز جميعا عمن سوانا، فقد علمنا استاذ الصحافة ما لم ولن نتعلمه من أحد سواه. اليوم مئوية الاستاذين مصطفي وعلي أمين.. صاحبي مدرسة أخبار اليوم.. رحم الله العملاقين.