راغب عجاج تصاعدت وتيرة الأحداث في مصر وتسارعت بدرجة ترهق كثيرا المتابعين لها، سواء في مصر أو الخارج، الأمر الذي يعكس تداخل وتشابك وتعقد الواقع السياسي والأمني المصري من ناحية، وكثرة تفاعلاته وتداعياته من ناحية أخري، وتأثير ذلك كله علي الاداء الاقتصادي ومجمل الاوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية. ولما كنت واحدا من المهتمين بالشأن العام، فإنه من الطبيعي ان يشغلني التفكير في كيفية إطفاء الحرائق المشتعلة في عدد من بقاع الوطن، وعدم الاكتفاء بالفرجة او المشاهدة عن بعد . إن اعتماد الحل الأمني وحده لمواجهة فصيل أو جماعة خارجة حاليا علي الاجماع الوطني وترك الاجهزة الأمنية وحدها في ساحة المواجهة، في ظل غياب كامل للاحزاب والقوي السياسية والتيارات والائتلافات الشبابية والثورية. ومع ضخامة ما تنشره الصحف والفضائيات من سواد وسموم، تتواري كل الاصوات الوطنية المستقلة والعاقلة إما بإرادتها خوفا من الاتهامات الجاهزة بالتبعية لذلك الفصيل أو تلك الجماعة، ناهيك عن دعاوي التخوين وادعاءات التمويل وخلافها. فلا نجد أو لانكاد نري مقالا أو نسمع صوتا يدعو للحوار الوطني تمهيدا لمصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحدا مادام لم يتورط في جريمة دماء!! الخروج العاجل.. لماذا؟ لم يعد لدينا ترف بذل مزيد من الوقت أو إضاعته للبكاء علي اللبن المسكوب او الاستمرار في مواجهات عنيفة ودموية، حيث ان الفترة الماضية أصبحت كافية تماما للتعبير عن الرفض والرفض المضاد!!. ومن ثم، يتعين العمل من الآن بكل ما أوتي الجميع من طاقة وليس من قوة للخروج من المأزق الراهن، واستئناف مسيرة العمل والانتاج، ومواجهات الفعل الحضاري الذي تنتظره منا الأمم المتحضرة!! الخروج العادل.. كيف؟ كلنا بحاجة ماسة الآن الي تشابك الأيدي بعد التشابك بالأيدي من أجل المصافحة، بعد شهور طويلة من الدماء التي سالت من جميع اطراف المواجهات، وأود أن أوضح ان المصافحة التي أعنيها ليست هدفا في حد ذاته، بل هي تعبير عن بداية مرحلة المصارحة عبر حوار وطني يمهد لمصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحدا مسالما!! وفي هذا السياق، اقترح الآتي: إطلاق سراح جميع المحتجزين وكل من لم يثبت بحقه اتهام ومازال مقيد الحرية. سرعة إعداد وتفعيل ميثاق الشرف الصحفي والاعلامي، وتغريم الخارجين عليه من إعلاميين وملاك الوسيلة الاعلامية مبالغ ضخمة لا تقل عن مليون جنيه في حالة العود، وبعد التنبيه والانذار بالطبع أو البداهة!! حتي تهدأ الاجواء. تشكيل لجنة محايدة برئاسة شخص مستقل تكون مهمتها الاعداد للحوار الوطني، ووضع أجندته بموضوعاته المحددة وقضاياه المتعددة، حتي ننطلق في عملية سياسية تستهدف التوصل لمصالحة وطنية شاملة، تحقق الأمن والاستقرار للمجتمع بكل فئاته وفصائله، وتريح أجهزة الأمن من مواجهات طالت كثيرا وتتحمل أعباءها وحدها منذ شهور عدة!! مع توفير كل الوسائل والسبل الضرورية واللازمة لانجاح هذه اللجنة في أداء مهمتها، بما في ذلك ايقاف جميع المظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية، فضلا عن وقف العنف والمواجهات بطبيعة الحال.