من أسس قياس مدي تحضر الدول ومواكبتها لكل تطورات العصر مع الحفاظ الوطني لكل ما هو مرتبط بتاريخها سواء الانساني أو الطبيعي أو السياسي أو العلمي أي كل ما حدث أو تواجد علي أرضها منذ فجر التاريخ، وهي كلها تؤكد وتثبت وتشير الي مدي ثقل وأهمية هذه الدولة امام العالم أجمع.. المتاحف.. فهي ذاكرة الشعب وهي سجل كنوزه ومصدر فخره وكبريائه امام العالم وهي ظاهرة تتزايد بشكل ملفت في معظم دول العالم المتحضر وجاذبة للباحثين والسياح من جميع ارجاء الارض لانها جزء من تاريخ العالم والانسانية كما انها تدر فوائد اقتصادية ضخمة للدول الواقع بها هذه المتاحف مثل الحادث بفرنسا وبريطانيا والمانيا والتي بها اكثر من ثلاثين متحفا جيولوجيا رائعا والولايات المتحدةالأمريكية. وقد اراد الله خيرا بمصر فأنعم علي المليون كيلو متر مربع والتي تمثل ارضها بكم هائل من الكنوز التاريخية والانسانية والطبيعية والتي لا مثل لمثل هذا التجمع الفريد داخل حدود اي دولة في العالم وهو ما دفع الدول المستعمرة الي سرقة كم هائل من تاريخنا لمئات السنين لعرضها بمتاحفهم بهدف الكسب غير المشروع وتثقيف اجيالهم لدرجة ان اكثر من ثلث الكنوز المعروضة باعظم متاحف العالم مصرية وهذا واقع يشاهده كل الزائرين لهذه المتاحف.. وهناك مؤسسات علمية دولية محترمة تطوعت بترميم هياكل حيتان مصر العملاقة بلا مقابل وهي التي تعدت الثلاثين مليون سنة منذ انقراضها ومنها الهيكل الوحيد الكامل في العالم وتنتظر اشارة منا لاعادتها لمصر لكن لا وجود لمتحف لاستقبالها وعرضها فهل نتنازل عن هذا الهيكل النادر وهنا اسجل تفاصيل مناشدتي للسيد وزير البترول فمنذ اكثر من مائة عام بدأ علماء العالم والباحثون يكتشفون علي ارض مصر حفريات وكنوزا معدنية وجيولوجية فريدة ونادرة تم تهريب كم ضخم منها للخارج لعرضها بمتاحف دولهم وعمل الدراسات والابحاث عليها وجزء تم الاحتفاظ به بمصر تبعه بناء متحف جيولوجي في نفس توقيت بناء المتحف المصري بميدان التحرير عام 2091 وعن طريق نفس المهندس وكان هذا المتحف يقع علي شارع الشيخ ريحان امام مسرح الجامعة الأمريكية بميدان التحرير راعي فيه المهندس الايطالي ابعاد القاعات حتي تستوعب هيكل ديناصور الفيوم الضخم والذي تم اكتشافه شمال بحيرة قارون بجبل قطراني وتم تجميعه بعناية فائقة وتركيبه وعرضه بالطابق الثاني بهذا المتحف امام مكتب عالم مصر الجليل الدكتور رشدي سعيد وكان هذال الحدث اول قطرة في سلسلة اكتشافات تاريخية مذهلة منها اكتشاف هيكل ثاني أكبر ديناصور في العالم مرتين مرة اوائل القرن الماضي ومرة عام الفين وواحد وذلك بواحة البحرية وهو الديناصور الذي كان يبلغ ارتفاعه ثمانية امتار وطوله ثمانية وعشرون مترا ووزنه سبعون طنا وانقرض من مصر منذ ثمانين مليون سنة وهياكل الحيتان العملاقة بوادي الحيتان بالفيوم وبجنوب واحة سيوة وعدد ضخم من الحفريات لكائنات عاشت علي ارض مصر منذ ملايين السنين لدرجة ان علماء العالم اطلقوا عليها اسماء مقترنة باسم مصر والبعثات العلمية الدولية نشطة في انحاء أرض مصر منذ أكثر من مائة عام ومتواجدون اليوم في عدة مواقع حيث اكتشفوا اكتشافات جديدة.. ومن المخجل بل من المؤسف حقا ان اشير باحباط شديد ان الدولة قامت منذ ثلاثون عاما بهدم المتحف الجيولوجي المصري الرائع من اجل مشروع مترو الانفاق وتم القاء كنوزه النادرة في مخزن مثير للشفقة علي اول طريق الكورنيش المؤدي للمعادي مع الاساءة البالغة لمصر بوضع لافتة علي الكورنيش مكتوب عليها المتحف الجيولوجي المصري وهي فضيحة وعار يمسنا جميعا فمن يتخيل ان مصر العظيمة بتاريخها المتكامل تلقي بكنوزها الجيولوجية في اكشاك سابقة التجهيز مهملة ومخجلة كنوز من هياكل الديناصورات المفككة المهملة ومنها مذنبات قادمة من كواكب الفضاء السحيق لامثيل لها علي وجه الارض ولاتقدر بثمن متاحف العالم مستعدة لنقلها وتركيبها وعرضها لديهم بشكل حضاري رائع مع طبع المطبوعات العلمية التعليمية المناسبة. من يتخيل ان هيكل ديناصور الفيوم الكامل يتم عرض رأسه فقط داخل صندوق زجاجي قذر لانه لا مساحة لعرض الهيكل بالكامل ولايوجد في مصر اليوم متحف جيولوجي واحد مناسب لاستقبال وعرض الهياكل العملاقة التي يتم اكتشافها وطبع الدراسات والكتب عنها ثم اعادتها لمصر لتلقي في صناديق الاهمال.. سيادة الوزير.. منذ اربع سنوات تم ضم ما يسمي بالمتحف الجيولوجي المصري الي وزارة البترول اغني وزارة في الحكومة المصرية.. ارجوك التكرم بالتدخل لانقاذ هذه الكنوز وهذا التاريخ وذلك ببناء متحف مناسب ومشرف لمصر وتاريخها الجيولوجي في أي مكان بالعاصمة أو بمدينة اكتوبر أو بواحة البحرية أو بالفيوم حيث معظم الاكتشافات المرتبطة بهذا الجانب من تاريخ مصر.. ولكم عظيم احترامي