في الذكري ال 93 ل»ثومة« أنت الآن مع انة مكتومة تصرخ بالألم، وأمة مكلومة تنتزع الشجن، وفرحة هادرة غير مكظومة تقتلع القلب من جذوره لتنظفها من طينة آسنة تعلقت بأهدابها كل آيات الحزن علي فن جميل ازاء ثغاء ومواء ورفاء وعويل وفن رذيل! ثومة درة تاج فريدة في تاج الغناء العربي، شبهوها بالكوكب وهي لؤلؤة حرة طليقة في صدفة من النور تسبح في بحار الخيال، لا تحتاج الي الغوص في المحيطات لاصطيادها، بل الذوبان في اعماق العقل والقلب لاستدرار بهائها. تصحو من نومك لتقول لك »يا صباح الخير ياللي معانا« وترسم لك روشتة ليوم جميل وهي تقول »يا هناه اللي يفوق من نومه.. قاصد ربه وناسي همومه.. يفرح قلبه.. يسعد يومه.. فرحة طول عمره ما ينساها ولا يسلاها«.. تتريض معها في حدائق الحياة وهي تشدو »الورد جميل« وتنصحك »شوف الزهور واتعلم بين الحبايب تعرف تتكلم«. هل جربت بكارة الاحساس معها وهي تغني »الحب كده« وتشرح »وصال ودلال ورضا وخصام«؟ وهل ذهبت مع صوتها وقت »شمس الاصيل« الي حيث ترسم صورة ناطقة للنيل والمحبين »والناي علي الشط غني.. والقدود بتميل« وتسترضيه »انا واللي احبه نشبهك في صفاك.. لانت ورقت قلوبنا لما رق هواك«! يا خوف فؤادي واذا سألك من تحب»اغدا ألقاك« فكيف تكون نفسك ونوازعك وهي تترنم »يا خوف فؤادي من غدي.. يالشوقي واحتراقي في انتظار الموعد.. آه كم اخشي غدي هذا وارجوه اقترابا« فإذا »رق الحبيب« كان ليلك انتظارا وخيالا واوهاما تجسدها كلماتها »فضلت افكر في ميعاده واحسب لقربه الف حساب«، حتي اذا حان اللقاء كانت »ليلة حب« من »ألف ليلة وليلة« وكانت المفاجأة لليل والحبيب »يا حبيبي ياللا نعيش في عيون الليل.. ونقول للشمس تعالي تعالي بعد سنة.. مش قبل سنة.. دي ليلة حب حلوة بألف ليلة وليلة.. بكل العمر هو العمر ايه غير ليلة زي الليلة«! واذا استمرت تلك الليلة وهتفت روحك »هذه ليلتي« طرت مع قمة الروح والجسد، وانت تردد معها »هل في ليلتي خيال الندامي.. والنواسي عانق الخياما.. وتساقوا من خاطري الاحلاما.. فأحبوا واسكروا الاياما«.. واذا ما اخذتك نخوة الفارس القديم وكنت »عصي الدمع« ترنمت معها »اراك عصي الدمع شيمتك الصبر.. اما للهوي نهي عليك ولا امر«، فاذا »فات الميعاد« سلمت معها بالامر الواقع ورددت معها »وعايزنا نرجع زي زمان.. قول للزمان ارجع يا زمان.. وهات لي قلب لا داب ولا حب ولا انجرح ولا شاف حرمان«. وقد تجد نفسك تغني علي »الاطلال« وتبكي حبا رائعا وهي تقول »كم بنينا من خيال حولنا ومشينا في طريق مقمر.. تثب الفرحة فيه قبلنا.. وضحكنا ضحك طفلين معا وعدونا فسبقنا ظلنا« وتسلم معها في النهاية »يا حبيبي كل شيء بقضاء.. ما بأيدينا خلقنا تعساء«! عزيزي القاريء.. انها من افلحت وحدها في كسر كل حدود الاستعمار ووحدت العرب تحت شموخ فنها وعظمته.. واسمها »ثومة« وصدقني لو وضعت بعضا من ترياق فنها الباذخ في أمبول »تتعاطاه« ذاكرتك واذنك وينفتح له قلبك فالمؤكد انك ستحصل علي مهديء طبيعي بعيدا عن العقارات الكيماوية وستترك ادعياء الوطنية والوصاية علي الاخرين لتهدأ روحك وتنام هادئا قرير العين!