هو فقط. ولا أحد غيره يتحمل مسئولية الأزمة الحالية في عملية السلام. هو فقط المسئول الأول والأخير. عن توقف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. اتحدث عن الرئيس باراك أوباما الذي نجح في بيع الأوهام للعالم العربي والاسلامي منذ خطابه في القاهرة. لم يكن أحد قادرا علي فهم الحقيقة. هل الرجل يملك آمالا عريضة وينقصه فقط امكانات تنفيذها. ام انه جزء من اللعبة الشهيرة التي تمارسها تل أبيب منذ اتفاقية أوسلو في عام 3991 والتي تسمي المفاوضات وعقد الاتفاقيات. دون وجود أي ارادة سياسية لدي أي من حكومات اسرائيل علي التنفيذ سواء كان في الحكم الليكود أو حزب العمل او كاديما. أوباما قال كلاما جميلا حول اقامة الدولة الفلسطينية. واعتبرها مصلحة قومية لواشنطن. واكد ان الاستيطان غير شرعي. وصدقه العرب. واقتنع به الفلسطينيون. حارب من اجل تجميد الاستيطان. وقدم وعودا لاقناع الطرفين بالعودة الي طاولة المفاوضات وساهم ذلك كله في تمسك السلطة الفلسطينية بضرورة وقف بناء المستوطنات وهي علي حق. فلا معني لمفاوضات علي حدود دولة تتآكل كل يوم. وانطلي سيناريو نتنياهو علي الجميع بعد ان انحني امام العاصفة. ووافق علي التجميد لثلاثة اشهر وهو أفضل من يراوغ ويجيد لعبة استهلاك الوقت وانتهت المهلة دون تحقيق أي تقدم واعاد نتنياهو تنفيذ خطط البناء المؤجلة ووضع السلطة الفلسطينية في مأزق حقيقي واصبح عليها اما ان تتراجع عن كل مواقفها السابقة وتقبل بالمفاوضات علي وقع الاستيطان أو ان تتمسك بالحد الأدني من حقوقها ويتجمد الوضع. وكشفت الازمة الوجه القبيح لاوباما. قدم الرجل صفقة لا تقاوم لنتنياهو. معدات عسكرية متطورة ومواقف سياسية غير مسبوقة والتزامات بأن ذلك هو آخر تأجيل للاستيطان ووعد باستخدام الفيتو ضد أي محاولة عربية وفلسطينية لطرح الموضوع علي مجلس الأمن. ونتنياهو علي موقفه فالحفاظ علي حكومته أهم من الدخول في مفاوضات سلام لا يريدها اصلا. وتعلق الفلسطينيون بوعود أوباما الواهية. واعطو له اكثر من فرصة بعد ان طلبوا تأجيل اجتماع لجنة المبادرة العربية مرتين لعل وعسي ينجح الرئيس الامريكي في الوفاء بالتزاماته. وظهر الرجل ضعيفا. لا يقدر علي ممارسة أي ضغط علي المتغطرس نتنياهو. وظل محمود عباس علي الشجرة. لا يجد أي طريقة للنزول منها. وهو أول من يدرك انه حتي حديثه عن وجود سبعة أو ستة بدائل امام السلطة هي مجرد آمال وأحلام غير قابلة للتحقيق والفيتو الامريكي له بالمرصاد في مجلس الأمن اذا اراد اعترافا من المجلس بدولة فلسطينية علي حدود 76. المحزن في الموضوع ان عباس علي موقفه ولكن الاستيطان الاسرائيلي مستمر وعلي وتيرة أسرع. الرئيس عباس في موقف لا يحسد عليه، فهل يجد من يأخذ بيده. اتمني!!