د. أحمد درة عندما يفجر الارهابيون الفجرة في قلب القاهرة، ومقر أمنها، لا أحد يحدثني عن ذلك النزع الاخير، فهناك وجهان حتما لما وقع، وجه الارهاب القبيح الذي لا يزال لديه ما يفعله بما يمده الخونة في الداخل والخارج من مال وعتاد وخطط مخابراتية علي مستوي عال من الكيد والتدبير، ووجه آخر يجب ألا نخفيه مع احتفاظنا بالتقدير والثناء علي رجال الشرطة الاوفياء الذين ضحوا بأرواحهم وتزهق أنفسهم في سبيل الوطن، وهم مستهدفون بجريرة ذلك، نعم هناك ثغرات كثيرة نفذت منها ضربات الارهاب، وللاسف انها متكررة ومنسوبة لنفس الفاعل، وهذا يحتاج منا الي تفكيك الفكرة التي أشك في عفويتها من ان الضربات التي وقعت متوالية في اماكن متفرقة وبذات الآلية هي دلالة قاطعة علي ان قوي الارهاب بدأت تخور وانه في النزع الاخير لوجوده علي أرض مصر. ولا اريد أن أفت في عضد شرطة بلادي وقد أرهقتها ثلاث سنوات من اضطرابات واهتزازات اعقبت ثورة 25 يناير وموجاتها الثورية الهادرة علي اصحاب المصالح والخونة، شيء كان فوق احتمال اعتي الاجهزة الامنية في العالم، لكن الحقيقة ومصلحة الوطن العليا تجعلنا نتصارح ونتكاشف من ان هناك ضرورة قصوي لضخ دماء جديدة بعشرات الآلاف من شبابنا الذي تخرج في الجامعات ولا يجد له عملا، هل يصعب علينا تدريبه ومنحه الثقة لكي يشارك في حماية وطنه من الداخل، وهل ستظل الامكانات المحدودة تكفي لزمن قادم يحتاج اضعافها وظروف مختلفة واساليب وتقنيات متطورة، هل يمكن لجهاز أمني لبلد كبير مثل مصر ان يستغني عنها؟! إننا بحق أمام واقع فرض علينا اليقظة بالمتاح الآن، ولكن التحديات تفرض علينا ايضا ان نتحرك بأسرع الخطوات لمواجهة ارهاب يريد أن يهدم الوطن ويمهد لاعادة اختطافه وكسر شوكته وهذا وحده كفيل بأن يفجر فينا طاقة التحديد المعروفة عند المصريين منذ فجر التاريخ واود أن أذكر من تسول له نفسه فصل القوي الثورية عن مؤسساتها الوطنية، فتاريخ الخامس والعشرين من يناير عام 52 كان عملا وطنيا رفيعا من أبناء الشرطة ضد المستعمر الدخيل وعام 2011 كان ثورة علي الفساد والاستبداد، كلاهما يصب في نهر الحرية في بلادي. تاريخ مصر من يكتبه يسطر التاريخ رجال لا تلهيهم تجارة او بيع او نفاق، ومن يعرض عن قول الحقيقة في هذه المرحلة الصعبة فان له من الخزي والعار ما سوف يجعله عبرة لكل من رأي وسمع، ان الذين تسرعوا وكتبوا عن ثورة يناير من اجل المال او الشهرة هؤلاء لا يؤخذ عنهم ولا هم يستعتبون، ولقد وجب علي شرفاء المؤرخين الذين نعرفهم بيننا بفضلهم وحسن رؤيتهم وحيادهم ان يتصدوا الآن لكل المحاولات التي تريد النيل من ثورة الشعب في يناير 2011 وتشويهها بسبب سلبيات دائما ما تصاحب كل الثورات، وبعض ضعاف النفوس الذين ركبوا موجاتها وارادوها لأنفسهم. إن آلاف الشهداء والمصابين لن يعدموا من ينصف ثورتهم ويضعهم في موضعهم الذي يستحقون. الحية الرقطاء الحية الرقطاء تسعي بمكرها ونعومة إهابها، لكنها دائما تنسي، ومن يسني فهو مهزوم حتما، ومكشوف امام القاصي والداني، كل همها ان تلدغ او تبتلع، تتسلل في الخفاء وتباغت والمباغتة من الخيانة، ولعلها الآن تفيق من شرها وضلالها بعد أن انكشفت حقيقتها لان القادم وبال عليها هذا مصير الخائن الذي يبيع عرضه ووطنه.