حاليا يتعاظم اللدد في الخصومة السياسية، وهذا مما يزيد من الفرقة في المجتمع، ولا يمهد السبيل الي الاستقرار والتوافق الذي نحن في اشد الحاجة إليه من أجل رفاهية الشعب وتقدم مصر، اقول هذا في صدد ما نسب الي السيد وزير التموين بالقول ان »تحويل الدعم الي نقدي شائعة اخوانية« واعتقد ان السيد الوزير كاقتصادي قدير يعلم ان الدعم النقدي افضل كثيرا من الدعم العيني او السلعي. وتعود هذه الافضلية لجوانب اقتصادية ومالية واجتماعية اهمها: 1- إقلال هدر الموارد الاقتصادية، حيث ان خفض السعر عن الندرة الحقيقية يؤدي الي ضياع السلع، انظر مثلا الي الرغيف المدعم الذي يلقي في القمامة، او المكرونة التي تُكسّر من اجل تقديمها كعلف رخيص للماشية وغيرها. 2- الدعم النقدي يعطي افراد المجتمع الحرية في اختيار السلع الاكثر تفضيلا لديهم. 3- اقلال العبء المالي عن الموازنة العامة للدولة، حيث ان الدعم النقدي يحقق اغراض الدعم ذاتها بتكلفة تقل كثيرا عن الدعم العيني. وتزداد اهمية هذا الاعتبار في ظل ارتفاع عجز الموازنة العامة للدولة وما يسببه من ضغوط تضخمية، وارتفاع في المستوي العام للاسعار مما يضر بالمجتمع كله، واصحاب الدخول المحدودة علي وجه الخصوص. 4- ان الدعم النقدي يزيد من الرفاهية العامة للمجتمع. وكان من المفروض ان تتخذ خطوات جادة علي هذا الطريق منذ سنوات عديدة، وأعلم- من وسائل الاعلام- ان وزارة المالية تتخذ حاليا خطوات عملية في اتجاه تطبيق الدعم النقدي وهي علي الدرب الصحيح، فلماذا يحدث هذا التضارب بين وزارات الدولة؟ ولماذا تصعب الحكومة علي نفسها قبول المجتمع لتصحيح المسار الاقتصادي، خاصة انه قد آن الاوان ان نوقف نزيف الاقتصاد المصري، وضعفه المالي؟ ان ما سبق قوله ليس هجوما علي السيد وزير التموين وليس دفاعا عن الاخوان ان كانوا قد روجوا لتطبيق الدعم النقدي- وهو ما اشك فيه كثيرا- أيها الناس، إن اتباع الحقائق اقصر الطرق للاقناع، اما غير ذلك ففيه ضرر كبير لقائله وللمجتمع. شجب وتساؤلات إن تفجيرات المنصورة الأخيرة عمل دنيء خسيس بجميع المعايير، ندينه ونرفضه، ويجب إنزال أشد العقاب علي مرتكبيه، وتقوم سلطات التحقيق المختلفة بالبحث عمن ارتكب هذا الفعل الشنيع، والذين حرضوا عليه، وأعلنت جماعة بيت المقدس مسئوليتها عن هذا الحادث الأسود. غير أن ما يواجه مصر حاليا من عداوات ومؤامرات يشير إلي احتمال اشتراك جهات ومنظمات أخري في هذا الحادث، في الداخل والخارج. وتتهم جماعة الإخوان التي تمارس الصراع السياسي منذ فترة بطريقة متطرفة وشديدة الضرر بنفسها وبالمجتمع. كما أن الانفلات الأمني والسياسي قد يدفع فئات أخري إلي الاعتداء علي المصريين الأبرياء وإلي ترويع المجتمع وتهديد سلامته، خاصة في ظل زيادة الفقر والبطالة. ومن القوي الخارجية التي تحاول العبث بأمن مصر منظمات وجماعات فلسطينية مختلفة خاصة تلك التي تضررت من جهود جيشنا الباسل في تحطيم الانفاق ووقف تهريب الوقود والسلع الاستراتيجية إلي خارج مصر. كما أن يد الموساد ليست بعيدة عن محاولات العبث بالأمن المصري.. وكذلك فإن الموقف الأخير من عدم قبول الفشل السياسي لجماعة الإخوان في مصر، ومحاولتها حل المشكلة الفلسطينية علي حساب أرض سيناء ومصر، لا تستبعد أن يكون لها دور في هذا الحادث الاثيم. وتندرج تركيا تحت هذه الفئة ايضا، في ظل موقفها المعادي لمصر حاليا. وعلي الرغم من بشاعة هذا الحدث، فبكل اسف لا نتوقع أن يكون الأخير، إلا بالمواجهة الشاملة لجميع أسبابه والمشاركين فيه، وعلينا أن ننتبه جميعا إلي مصلحة مصر، وأن نشجب أعمال الإرهاب والتدمير، ونعمل علي مقاومتها بجميع السبل، وألا تلفتنا هذه الأحداث عن أهدافنا الأساسية وهي بناء مجتمع ديمقراطي قومي يتمتع بالنمو والعدالة الاجتماعية والاستقرار. لشهداء هذا الحادث الأليم الرحمة، وندعو بالشفاء العاجل للمصابين، وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان والعمل علي اعلاء شأن مصر.