أعظم دليل علي أننا علي الطريق الصحيح.. هو رد فعل أمريكاوبريطانيا.. تجاه قرارنا باعتبار جماعة الإخوان.. جماعة إرهابية وهو الدليل علي أننا نقف مع تيار الصعود والتقدم.. ومع القوي العظمي الصاعدة في العالم.. وهي اليابانوالصين وروسيا. نحن مع المستقبل.. ولسنا مع البيت الأبيض والعياذ بالله! الولاياتالمتحدةالأمريكية.. فقدت الشرعية التي اعتمدت عليها طوال سنوات الحرب الباردة.. وأصبحت في صدام مع أغلب دول العالم ومع أقرب الحلفاء.. في أوروبا.. وفي آسيا وإفريقيا والعالم العربي. وبدأت تشهد ترنح الديموقراطية بتراجع أعداد المواطنين الذين يشاركون في الانتخابات.. ولم تعد قادرة علي تمويل دورها كقوة عظمي سواء بسبب ارتفاع نفقات وتكاليف هذا الدور.. أو بسبب الطابع الأخلاقي الذي تنتهجه في إطار سياستها الخارجية!.. لم تعد الولاياتالمتحدة.. قادرة علي تمويل قواعدها العسكرية في الخارج وبدأت تعتمد علي الجماعات الإرهابية وتنظيم القاعدة.. والتنظيم الدولي للإرهاب.. في الدفاع عن بقايا مصالحها في ربوع العالم.. واستدعت هذه الأموال لمساندة جماعات الإرهاب بشكل لم تكن تعرفه واشنطن في تاريخها كله.. واعتمادها علي جماعات 11 سبتمبر 1002 في القضاء علي القوي الصاعدة في العالم.. وهي علي وجه التحديد اليابان وروسيا والصين. وعلي الجانب الآخر بدأت الأمبراطورية البريطانية التي تواجه الأزمات ذاتها.. وتواجه مصير واشنطن.. وتتجه نحو الاعتماد علي الجماعات الإرهابية في مرحلة تقدم القوي الصاعدة التي باتت تشكل ملامح العالم الجديد.. بتوازناته الحديثة القائمة القوي الاقتصادية ونهضة الابداع.. والاكتشافات الحديثة ومواكبة عصر ما بعد سقوط القوي العظمي القديمة.. ومن هنا كان اتفاق واشنطنولندن علي توثيق العلاقات مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابيين.. لإعادة الخريطة السياسية في العديد من المناطق المؤثرة علي الأحداث.. وفي مقدمتها ما أطلق عليه دول الربيع العربي.. ولم يكن المثير للدهشة أن تكون لندن هي المقرر الرسمي لهذا التنظيم الإرهابي! بيد أن فشل هذا المخطط بعد ثورة 03 يونيو 3102 في مصر.. كشف النقاب.. عن طبيعة التأثير الأمريكي.. واسقط أوراق التوت عن الجماعات التي مولتها واشنطن.. وكشف الدور الذي قام به عملاء واشنطن في تزويد الوجوه الإخوانية الإجرامية.. بالأقنعة التي تخفي حقيقة الوجوه القبيحة.. علاوة علي الزيارات المتكررة التي قامت بها السيدة آشتون للقاهرة.. تحت الغطاء الأوروبي.. للتمويه علي الدور الذي تلعبه واشنطن من وراء الستار.. ولذلك نقول أن زيارة آشتون.. للرئيس المعزول مرسي لم تكن باسم الاتحاد الأوروبي.. وإنما كانت بتعليمات من واشنطن استجاب الدكتور محمد البرادعي.. من تلقاء نفسه.. وبعد اتصال جري معه من البيت الأبيض.. وفق مذهب.. اضرب يا سياف.. أمرك يا مولاي! يضاف إلي ذلك أن محمد مرسي.. هدد الفريق أول عبدالفتاح السيسي بجملة لها مغزاها.. عندما قال له: الأمريكان مش هايسبوكو! ورغم اعتقال مرسي.. فإن واشنطن اعتمدت علي حشود رابعة العدوية والنهضة في اثارة القلاقل.. وزعزعة الاستقرار وتكثيف الأعمال الإرهابية في سيناء.. لشغل القوات المسلحة المصرية عما يجري في الداخل من أنشطة تستهدف مرافق الدولة.. وتعطيل المصالح.. وافتعال الأزمات.. للضغط عليها من أجل.. تمرير »المصالحة«. وكان القضاء علي هذه التجمعات الإجرامية التي مولتها واشنطن من أموال دافع الضرائب الأمريكي.. والتصريحات التي أدلي بها سعد الشاطر.. التي أكد فيها أن لدي والده من المستندات التي لو قدمها فسوف تطيح بالرئيس أوباما.. ومحاكمته.. هي القشة التي قصمت ظهر البعير.. ولكنها لم تنقل البعير ذاته لمقبرة التاريخ.. وهكذا بدأت واشنطن ومعها تابعتها لندن.. تواجهان أزمة حقيقية.. خصوصا بعد انكشاف التآمر السري مع جماعات الإخوان.. وصدور الكتاب الخطير الذي صدر في أمريكا الذي تضمن العديد من الحقائق والمعلومات والمستندات التي تدين الرئيس أوباما.. بعنوان »عزل الرئيس«! ولذلك فقد جاء قرار الحكومة المصرية باعتبار جماعة الإخوان الإرهابية جماعة إرهابية.. بمثابة الضربة الحاسمة للبيت الأبيض.. استدعي ظهوره علي المسرح العالمي.. كداعم للإرهاب.. ومن الطبيعي أن يفقد صوابه.. ويضرب بكل القواعد الدولية وميثاق الأممالمتحدة عرض الحائط.. ويخرج علي العالم بوجهه السافر القبيح.. مستنكرا.. اعتبار الحكومة المصرية.. جماعة الإخوان الإرهابية.. جماعة إرهابية.. وكانت تلك هي المرة الأولي.. في تاريخ الولاياتالمتحدة.. التي يقف فيها البيت الأبيض.. مساندا للإرهاب.. ومهددا بتوقيع العقوبات علي دولة عريقة.. لأنها تحارب الإرهاب.. ومتجاهلا الحقائق التي يعيشها الشعب المصري.. علي الأرض. الطريف في الموضوع أن قرار البيت الأبيض وحده.. باستنكار الموقف المصري.. باعتبار جماعة الإخوان الإرهابية جماعة إرهابية.. كشف للرأي العام العالمي.. ربما للمرة الأولي بمثل هذا الموضوع.. عن عزلة الولاياتالمتحدة علي المستوي الدولي.. وأنها فقدت مكانتها الأخلاقية التي كانت تتذرع بها كقوة عظمي.. وقبل ذلك كله انها ستتحمل نفقات هذا القرار العجيب وحدها.. ومن سمعتها.. بلا مساهمة من أقرب الحلفاء علي النحو الذي جري عند حرب الخليج سنة 1991.. إذ حرص الرئيس بوش الصغير ان تبدو حرب ضد العراق بمثابة حرب كبري يشترك فيها المجتمع الدولي بأسره.. ونجح في ذلك إلي حد بعيد. الآن نحن أمام موقف جديد.. يدعونا.. أن نتأمله جيدا.. وهو أن الحرب التي يشنها البيت الأبيض.. ضدنا.. وضد ثورتنا المجيدة في 03 يونيو 3102.. هي حرب تكشف عن عزلة واشنطن وأنه لم يتبق لها من حلفاء سوي بريطانيا.. شريكتها في انهيار الأمبراطورية وزوال العز القديم.. وان العالم الجديد.. الصاعد.. عالم المستقبل يقف معنا.. ويقف ضد الإرهاب. يبقي بعد ذلك السؤال الأكثر خطورة: كيف سيقاوم البيت الأبيض.. القوي الصاعدة في العالم الجديد.. وفي مقدمتها الصينواليابان وروسيا؟ هل سيقاومها بالإرهاب.. وبجماعات التخريب والسيارات المفخخة؟ يبدو للأسف الشديد.. أن الرئيس أوباما قد اتخذ هذا القرار بالفعل وسوف تشهد الشهور القادمة العمليات الانتحارية وأعمال النسف والتخريب.. تجتاح مدن الصين وروسيا.. وبعدهما اليابان لوقف تيار التقدم والبناء.. لم تعد الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل قادرة علي الايثار علي أمريكا كقوي عظمي.. ولم يعد أمامها سوي استخدام فلول الإرهاب.. للبقاء علي قمة اطلال العالم القديم.. وان ينقل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة مركز ثقله.. إلي البيت الأبيض والعياذ بالله!