مصر تقف في مفترق الطرق وانه علي المرأة ان تقود معركة الانتصار ضد الحاقدين والمخربين والمغرضين وان يكون لها دور قوي وفعال في انتصار مصر في الاستفتاء علي الدستور مثلما سبق ان شاركت جنبا الي جنب مع الرجل خلال ثورتة 52 يناير للمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية ونزلت في 03 يونيو لاستعادة هذه الثورة من مختطفيها. اهمية صوت المرأة في الاستفتاء علي الدستور كان المحور الاساسي في كلمات ومناقشات مؤتمر »المرأة والدستور.. رؤية مستقبلية« والذي عقد خلال هذا الاسبوع وشرفت بالمشاركة فيه بدعوة من المجلس القومي للمرأة الذي اقام المؤتمر تحت رعاية رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور وشارك فيه عدد من الوزراء والسفراء وممثلي الاممالمتحدة ومنظمات العمل الاجتماعي ولفيف من الشخصيات العامة وتميز بحضور مكثف من النساء من مختلف محافظات مصر عضوات لجان المجلس القومي وفروعه وعضوات النقابات العمالية والعامة. لفت نظري قوة توصيات هذا المؤتمر خاصة تلك التي تتعلق بالمجال السياسي وهي المطالبة بتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية بحيث يتضمن ان تكون الدوائر الانتخابية صغيرة لتمكين المرأة من الترشح والتزام الاحزاب السياسية في قانون الانتخابات بتخصيص نسبة الثلث للنساء علي ان تضع في مقدمة القائمة ومن النواحي الاجتماعية تطوير المناهج الدراسية لتشمل تعزيز قيم المساواة وتوسيع مظلة التأمينات وتجريم زواج القاصرات ومرتكبي العنف ضد المرأة والاهتمام بالمسنين والارتقاء بمستوي الخدمات الصحية. جاء هذا المؤتمر في توقيت مهم للغاية، اذ يأتي بعد الانتهاء من صياغة دستور مصر الجديدة وطرحه للمواطنين للاطلاع عليه قرأته قراءة متأنية قبل الاستفتاء كبداية لتطبيق خارطة المستقبل، هذا الدستور الرائع يكفل المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ويتضمن ما يزيد عن عشرين مادة تخص المرأة مباشرة او تعود عليها بطرق غير مباشرة في جميع النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وانه يقع علي عاتق النساء والرجال ايضا ضرورة إقرار هذا الدستور لتشغل مصر المكانة التي تستحقها ويتثني للدولة وضع الخطط العاجلة وإصدار التشريعات وسن القوانين لرفع مستوي المواطن والمواطنة. اري ان الدستور الجديد نقطة مهمة جدا لبدء مناخ ديمقراطي حديث في بلدنا وانه يتعين علي المرأة المصرية تأكيد دورها في العصر الحديث كما كانت في الماضي رائدة بين الدول العربية في خروجها للمشاركة السياسية فهي التي خرجت للمشاركة في ثورة 9191 للمطالبة بجلاء الجيش البريطاني واستقلال مصر من الاحتلال وهي التي نالت من اكثر من خمسين عاما حق الترشيح والانتخاب وشغلت امرأتان مقعدين في برلمان عام 7591. تاريخ المرأة المصرية في الكفاح طويل وناصع البياض لذلك ادعو كل مصرية وكل مصري حريص علي استقرار البلد وبناء مستقبل زاهر للاجيال القادمة بالمشاركة في الاستفتاء علي الدستور بل بالتصويت »بنعم« حتي تستقر الاحوال ونتغلب علي مخططات تقسيم المصريين ونشر الكراهية بينهم وترويعهم وإرهابهم وتدمير المنشآت وقتل الابرياء لاستنزاف الثروة البشرية والمادية لبلدنا مما سيقف حائلا دون تمتع شعب مصر العظيم بما يستحقه من مكانة بين دول العالم المتقدم وخاصة اننا نمتلك حضارة وتاريخا ومقومات تؤهلنا لذلك. وأهمس في اذن الجميع ان كلمة »نعم« سوف تكتب مصير الوطن العزيز الغالي وان التصويت بنعم سيحقق حلم كل المصريين في الحفاظ علي حقوقنا وحريتنا التي قامت من اجلها ثورة 52 يناير وتؤكد ان ثورة 03 يونيو تأكيد قوي لها وليست انقلابا عسكريا كما يزعم الغرب .