في الأسبوع الماضي قلنا أن فاقد الشيء لايعطيه. وان آخر دور يناسب واشنطن "الناصح الأمين" فعليها أن تقدم النموذج في مجال حقوق الإنسان. قبل أن تتوالي مطالبها من دول بقيمة وقامة مصر كما حدث في الأيام الماضية. مايحدث ذكرني بلقاء تم منذ أسابيع في السفارة الأمريكية بين عدد من رؤساء ومديري التحرير في صحف قومية ومستقلة وكنت واحدا منهم مع جيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدني. ومع كثرة الملفات التي تناولها الحوار بحكم مهام الرجل إلا أن موقف واشنطن من قضايا حقوق الإنسان والانتخابات في مصر طغت علي الحوار الذي ازداد سخونة مع مرور الوقت. نقلنا للرجل انتقاداتنا حول اعتماد أجهزة الإدارة في واشنطن علي تقارير مغلوطة تصدرها جماعات وشخصيات من الداخل والخارج لها أجندات سياسية تفرض رؤاها وتخلط بين الواقع علي الأرض والحقائق المعاشة والمعروفة للجميع. وبين تمنيات أصحاب التقارير وقراءاتهم للإحداث .قلنا للرجل إن البيانات التي تصدرها الخارجية وجهات آخري هي" رسائل خاطئة " تعطي انطباعا غير صحيح عن حقيقة الأوضاع في مصر وتسيئ إلي مفهوم الشراكة الإستراتيجية التي تشكلت بين البلدين علي مر السنين. أعترف فيلتمان بأن بلاده لا تعرف عن مصر أكثر من المصريين ولن تتخذ قرارات بالنيابة عن الحكومة المصرية. نسج الرجل قصائد شعر في حق مصر ووصفها بانها الدولة القائد التي تلعب دورا محوريا في المنطقة. وقال انه سيأخذ كل ماقيل في الجلسة في الاعتبار. ولم تمر سوي أسابيع حتي عادت "ريما لعادتها القديمة" ومارست واشنطن نفس اللعبة وتوالت البيانات من الخارجية حول الانتخابات البرلمانية والحريات الدينية في مصر وردت مصر" الصاع صاعين".إلا أن الجديد هذه المرة أن إدارة اوباما أصبحت أسيرة للوبي جديد لايتجاوز عمره عاما واحدا ويطلق علي نفسه" مجموعة العمل في مصر" وهي تضم ست مجموعات بحثية مهتمة بالشأن المصري بقيادة بوب كاغان الباحث في مؤسسة كارنتغي للسلام في الشرق الأوسط ومشال دان الباحث في نفس المؤسسة بالإضافة إلي هيئة برلمانية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وهم من بقايا المحافظين الجدد الذين وجدوا في زمن جورج بوش السابق فرصة لتخريب العالم والعراق خير دليل علي جرائمهم. ويعتمدون في تقارير هم علي مجموعة من أنصارهم من ذوي الأجندات الخاصة والتي تهدف إلي إشاعة الفوضي دون الاكتراث بأي اعتبار. ويبدو أنهم سيستعيدون قوتهم من جديد بعد إخفاق الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأخيرة للكونجرس التي أضعفت إدارة اوباما والتي أصبحت عاجزة عن مقاومتهم أو رفض مطالبهم وأخيرا. مسكينة أيتها الديمقراطية كم من الجرائم ترتكب باسمك ..!