لا أدري لماذا تحاول حكومة الدكتور حازم د. الببلاوي منح الفرصة تلو الأخري لإعادتنا للوراء؟ ولماذا تخرج علينا بقوانين تبدو في ظاهرها بثا للفرقة والانقسام؟ ألا تعلم أن هناك طوائف في المجتمع وتيارات خارج الحكومة وداخلها مهمتها الأساسية هي العكننة علي المصريين، فلم تكد تمر أيام علي إلغاء حالة الطوارئ، الذي صدر للعالم صورة الثقة بالنفس والرضي الشعبي الذي تحظي به سلطات ما بعد العصر الإخواني الكئيب، والذي أثبت للعالم أيضا أن الإخوان ومظاهرات رابعة مجرد زوابع في فنجان، لم يكد العالم يتحقق من ذلك حتي خرجوا علينا بقانون التظاهر، وأنا لست ضد قانون ينظم التظاهر، ولكنني أيضا ضد قانون يقمع الحريات وضد ممارسات الشرطة التي شاهدناها أثناء فض المظاهرة التي لم نشاهد بها عنفا او اسلحة ولا حتي حجارة، كل ماشاهدناه شاب تمزقت ملابسه، ويتم تقييده ويصفعه احد الضباط، لا أدري هل نحن ضد أنفسانا أم اننا احببنا حالة الفوضي التي نمر بها حاليا؟ ولجنة الخمسين أوشكت علي إنهاء عملها، واقتربت المناقشات حول موادها من نقطة النهاية بالتصويت النهائي، الا انه يبدو أن هناك من يبث سمومه وبدلا من تهيئة الشعب لهذا الاستفتاء، الذي نعلق عليه الآمال في تصدير صورة محترمة عن مصر ما بعد ثورة 30 يونيو، خرج علينا القانون ليبث الفرقة ويشيع حالة من الانقسام داخل الجبهة الوطنية، حتي أن بعض أعضاء الخمسين اعلنوا تجميد عضويتهم، بعد أن جفت حلوقهم في محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه، ولا أعفي بعضهم وخاصة هواة الشهرة والاستعراض من الصيد في مياه الفضائيات العكرة والحنين للصعلكة وتسجيل المواقف العنترية الانتخابية، لكن هناك من أخلصوا النية وطالبوا المسئولين بإنقاذ مايمكن إنقاذه واطلاق سراح المقبوض عليهم وأن يلموا الدور، لكنهم فوجئوا بعدم الاستجابة، وكل مانجح فيه القانون غير المحسوب عواقبه انه حشد الجميع ضده بمن فيهم من ثاروا علي الاخوان وظلمهم يبدو أننا لم نتعلم الدرس ولم نتعلم ان الشعب المصري تخطي مرحلة الصمت ولن يترك حقه في التظاهر والاحتجاج والثورة علي أي سلطة أو نظام مرتبك ومهزوز وغير قادر علي المواجهة، . ويبقي السؤال في أذن بعض أعضاء الخمسين الذين علقوا عضويتهم في اللجنة المسئولة عن إعداد الدستور الذي يمنح الاستقرار للبلد، أيهما أفضل لمصر الحرية أن تضع عبقريتك في السرعة بإنجاز مواد الدستور التي تضمن الحرية وتطفئ النار أم تسارع بإشعال النار وتترك مهمتك الأساسية للمشاركة مع الربعاويين حالة الفوضي ؟