اليوم سيدي المسيح تعيش مصر.. يوم عيد قيامتك.. بينما هي تعيش فرحتها بابنها البار.. ولي أمرها وحكيمها.. صمام أمنها.. ومناط استقرارها وأمانها. بعد أن عاد إلي حضنها سالماً غانماً مشمولاً بعناية رحيم السماء ورحمانها.. وبعد أسابيع ثلاثة نعيش عيد تحرير سيناء.. عيد اكتمال العزة والكرامة والإباء. وكأنما جاء تتابع الأعياد في هذه الآونة بالذات.. ليذكر الناسين ويعلِّم الجاهلين.. أن شعب مصر الكنانة الذي بهر الدنيا منذ فجر التاريخ بحضارته.. وأثار إعجاب العالمين بتماسكه وترابطه ووحدته.. هو شعب رسخت فيه فضائل الوفاء والصفاء والنقاء.. واعتنقت روحه قيم المودة والمحبة والإخاء.. مع قوة الإيمان بالإله الواحد.. فاطر الأرض والسماء.. تلك الفضائل السامية.. والقيم الراقية.. التي قرعت أسماع الدنيا.. ساعة ميلادك المجيد سيدي المسيح.. حين انطلقت الترنيمة الملائكية.. »المجد لله في الأعالي، وعلي الأرض السلام، وبالناس المسرة«. وقبل انقضاء ستة قرون علي مولدك سيدي المسيح كان مولد أخيك - سيدنا محمد - عليكما السلام.. جاء ليتمم ما بدأت من مكارم الأخلاق.. ويشيع كما فعلت بين الناس المحبة والسلام.. سيدي المسيح لا تقلق علي مصر.. فإنها محروسة بعناية السماء.. وبقوة نسيج أبنائها الأبرار الشرفاء.. مؤمنة آمنة.. منذ باركت شعبها.. ومن قبلك أخوك يوسف دعا لها: »ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين«.. ومن بعد أخوك محمد.. وصفها وأرسي لها استقرارها وأمنها بقوله: »مصر كنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قصمه الله«.