في حوار خاص مع »الأخبار« تحدثت د. آمنة نصير استاذ العقيدة والفلسفة الاسلامية والعميدة السابقة لكلية الدراسات الاسلامية عن الاخطاء التي ارتكبها الاخوان خلال السنة التي حكموا فيها مصر ووصفتها بأنها كانت »سنة سوداء« واعلنت رفضها التصالح معهم شكلا وموضوعا. د. آمنة نصير وهي ايضا عضو احتياطي بلجنة »الخمسين« تري ان مصر في محنة وان وجود حكومة قوية هو السبيل للخروج من الازمة.. وتدعو المصريين لدعم الدستور الجديد وشددت علي انه ليس قولا جاء به الوحي بل هو عمل بشري لا يخلو من الهنات والنقص ولكنه خطوة للامام نستكمل بها خارطة المستقبل.. وهي تطالب الشعب ان ينخرط في العمل مؤكدة انه » يا ويل امة تترك العمل وتنشغل بالكلام «. المرأة كما تراها د. آمنة تحتاج الي قوانين تحفظ حقوقها ودورها في المجتمع لكنها ترفض ان تخصص لها »كوتة« في البرلمان وتدعوها الا تنتخب من يقف ضد قضاياها. يا ويل أمة تترك العمل وتنشغل بالكلام أدعم حقوق المواطنة.. وأرفض گوتة المرأة والمصالحة مع الإخوان والي تفاصيل الحوار: ما تقييمك للدور الذي تلعبه جماعة الاخوان الان؟ أخطأ الاخوان كثيرا وأساءوا للوطن واستباحوا دم المواطنين وما يقومون به من مؤامرات واعمال تخريبية وارهابية تشهدها كل ارجاء مصر غير مسبوق علي مدي العصور والازمنة ولم نر خلال السنة التي حكم الاخوان فيها مصر اي شيء جيد بل كانت »سنة سوداء«. نحن نعيش حالة من الثرثرة والجدل والتشكيك في كل شيء.. مصر في محنة ويجب ان نعلم ان هناك فرقا بين الغضب والتعبير عن الغضب. ما رأيك في استقواء الاخوان بالخارج علي مصر وشعبها؟ جماعة الاخوان وضعت نفسها امام دولة بأكملها فهم تعاملوا مع المجتمع المصري بكل قسوة وعناد من اجل كرسي الحكم واعتلوه بغباء وحماقة وكانت النتيجة ان الشعب لفظهم، وفشلوا فشلا ذريعا وها هم يستكملون استعداء الشعب لهم وهذا سيسقط عنهم كل الحقوق التي يتمتع بها اي مواطن ثم بعد ذلك يستعينون بالخارج علي الشعب المصري الذي لا يهتز للكلمات الاوروبية وسيصمد مطالبا القائمين علي الدولة بالتحرك بقوة تجاه هذا الارهاب.. فلو تخاذلنا في حماية الوطن سيحاسبنا الله ثم المجتمع الذي مكنهم من هذه المسئولية. خارطة الطريق ما رأيك في خارطة المستقبل؟ اتمني لها النجاح ولكن نجاحها مرتبط بعدة خطوات: ان يكف شعب مصر عن القيل والقال وكثرة الكلام والسؤال وعدم الرضا.. وان يتجه الي العمل الحقيقي الذي يدفع سفينة البلاد الي الامام لانه للاسف الشعب المصري انشغل بالكلام وانصرف عن العمل وهذه محنة حلت بالشعب المصري في عدم اتقانه للعمل واقباله عليه بحب وجدية.. وياويل امة تترك العمل وتنشغل بالكلام.. واتمني من كل مصري ان يقبل علي دعم الدستور الجديد مع التأكد انه ليس قولا جاء به الوحي بل هو عمل بشري فيه الهنات وفيه النقص ولكنه يستطيع ان يأخذنا الي الامام في هذه الايام.. فنجعلها خطوة الي الامام نستكمل بها خارطة المستقبل، وفيما بعد نستطيع ان نصنع الافضل عندما تستقر سفينة مصر التي تسير في هذا المحيط المتلاطم الامواج والانواء خصوصا هذه الانواء التي تأتي الينا عبر بلاد تحاربنا من اجل فصيل ضل الطريق ولم يعرف كيف يصون ما آل اليه من حكم مصر ففشل ثم يريد استدعاء الدول الخارجية لتدمير مصر فبئس هذا العمل وبئس ما يفعلون. ما رأيك في المصالحة مع الاخوان بعد كل ما فعلوه بشعب مصر؟ ارفضها شكلا وموضوعا.. كفانا نفاقا ومواربة.. من انتهك حرمة البلد ودماء اهلها؟.. ومن اغتال استقرار البلد واستدعي الغرب علينا لا يجوز التصالح معه.. هل اتصالح مع من افزع المواطن وافقد مصر امنها وتنميتها.. هل اتصالح مع من يريد ان يحملني فاتورة فشله في حمله امانة مصر؟ مع من اتصالح؟! حكومة قوية اذن كيف الخروج من الازمة؟ نخرج من الازمة بالعمل والكف عن مد اليد والتسول وبحكومة قوية تعرف كيف تستفيد بشباب هذا البلد وتغرقه في العمل حتي تجعل المجتمع يتوقف عن الكلام ويدمن العمل واذكر هنا بشباب اليابان عندما خرج من الحرب العالمية الثانية وهو خاوي الوفاض فأدمن العمل حتي انه رفض الاجازة الاسبوعية من اجل تقدم وازدهار بلاده، اتمني لهذه الاخلاق ان تسود شعب مصر.. واتمني الا ننعش الطباع الفاسدة في المجتمع والتي تريد ان تجعل اهل مصر دائما في مرحلة توتر وان ننشغل ببناء هذا البلد الذي امرضناه كثيرا. ما رأيك في المادة »912« التي اثارت كثيرا من اللغط؟ يصر حزب النور السلفي علي الابقاء علي المادة »912« التي استحدثها الدستور المعطل وهي مادة سياسية اكثر من كونها عقائدية ولا تثمر عن شيء وانما هي نوع من »الحذلقة« التي تثير »القلاقل« ويريد السلفيون منها دعم التوجه السني ضد التوجه الشيعي في الوقت الذي لا توجد في مصر عداوة للشيعة. والشعب المصري يعشق آل البيت ومع ذلك لم نر احدا منهم اتبع المنهج الشيعي لان الشعب بفطرته سني، ولذلك فإن المادة »912« سياسية اكثر من كونها شرعية وتعد نكاية في ايران من قبل السلفيين الذين يصورون اهمية وهمية للمادة حتي يكتسبوا مكسبا سياسيا الا وهو رغبتهم في ان يرثوا الاخوان في السلطة فبئس الوارث والموروث ونحذرهم من ان الشعب المصري امتلأ مرارة واحباطا فلا داعي للمتاجرة بالدين. ما الدور الذي يجب ان يلعبه المجتمع المدني الآن؟ اتوجه الي كل مؤسسات وهيئات ومنظمات المجتمع المدني من اي اتجاه واطالبهم بالتركيز علي قضايا المرأة ورسم مستقبلها الذي يليق بها وآلا يديروا ظهورهم لهذه القضايا الحساسة في المرحلة الانتقالية ومن هنا يأتي رجائي لهم جميعا بألا يفوتوا هذه الفرصة الزمنية الفاصلة. هل تعتقدين ان مناهج التعليم تقدم صورة ايجابية للمرأة وكفاحها؟ بكل اسف المناهج التعليمية التي تدرس بمراحل التعليم من الابتدائي الي الثانوي تحتاج الي تجديد وتغيير وبناء لتشكيل رعيل من شباب الغد حتي يكونوا رجال بناء مصر بحق من حيث قوة اللغة بالمناهج وقوة التعليم التأهيلي وليس التعليمي وشتان بين التعليم الذي يشكل شخصا عظيما وبين التعليم الذي يلقن مجموعة معارف. وهنا اتوجه بكل التقدير والرجاء للدكتور محود ابوالنصر وزير التربية والتعليم بأن يولي كل العناية باعادة تشكيل المناهج التي تصل بنا الي بناء جيل يتحمل مسئولية الزمن القادم. إنصاف المرأة هل تحتاج المرأة الي تعديلات بالقوانين لتحصل علي حقوقها؟ نعم تحتاج الي قوانين خاصة بحقوقها ودورها.. وتحتاج الي اعادة بناء جاد لانصاف المرأة وحقها في المشاركة في بناء المجتمع شأنها في ذلك شأن الرجل لان عدل الله سبحانه وتعالي لم يقدم الرجل علي المرأة عندما استخلف الانسان علي الارض فهذه العدالة للاسف قللت منها الاعراف الاجتماعية والموروثات والتفسيرات الخاطئة التي فسرها بعض رجال الدين خصوصا التيارات المتطرفة.. بالتأكيد المرأة تحتاج الي اعادة تصحيح كثير من الاخطاء التي لحقت بحقوق المرأة وخاصة الحق الادبي والمعنوي والاداري والبرلماني واقول بمنتهي الدقة والصدق لقد تم اغتيال حقوق المرأة في صنع الحياة البرلمانية بالذات كعضوة والاكتفاء بدورها كناخبة وهذا هو الظلم البين. وهل انت من مؤيديي كوتة المرأة؟ لا اوافق علي كوتة المرأة واقول لها انت انسان كامل الاهلية فلا تتركي اي حيلة او اي علاج مؤقت لكي ينصفك فانت قادرة علي انصاف نفسك واخذ حقوقك كاملة خارج البيت وداخله ولا تنتخبي اي رجل لا يقف مع قضاياك او تنخدعي بهذه العطايا السخيفة التي لا ترقي لقيمة صوتك او لدورك الذي استخدم وقودا دون اي طائل أوصلتهم فانت الي البرلمان وهم لم يعترفوا لك بأي حق!! احذري هذا الوضع ان يتكرر مرة اخري، واعلمي قدرك وقيمة صوتك ولا تقدميه تحت اي ثمن بخس او ذات قيمة ليس لها معني.. ان المرأة شاركت في الثورة وملأت الميادين وخاصة التحرير وكانت عونا ومذللة لكثير من الصعاب في هذه المرحلة ثم خرجت صفر اليدين. وماذا عن كوتة للاقباط؟ ارفض الكوتة البرلمانية للاقباط واي كوتة.. انا مع تدعيم حقوق المواطن لكي تطبق علي الجميع، وما احوج الشعب المصري الي السلام النفسي والداخلي الذي يؤمن هذا الوطن فعندما فتح »عمرو بن العاص« مصر اعطي البطريرك بنيامين الامان ليرعي كنيسته، هل يمكن لهذا الدين الذي أمن الكنائس ان يأتي علي اتباعه زمان يروعون فيه الاقباط؟ الانسان المصري يرفض ان يهينه احد او يستهين به ومن حقه ان يحيا حياة كريمة، ولذلك يجب ان يكون همنا المقبل تحقيق التنمية البشرية والاقتصادية فهي ليست قضية الحكومة وحدها بل قضيتنا جميعا.