د. مزهر نعمان الدورى التقطت روسيا هذه المسألة لتحصر القضية في السلاح الكيماوي ولتستوعب المخاوف الامريكية بانها (روسيا) ستتولي اعداد برنامج عملي لحصر كمية ومواقع هذا السلاح فعلي مايبدو انه في الغالب روسي الصنع وخبراؤه روس. وقد اقرت الحكومة السورية رسميا بوجوده واعلنت رسميا استعدادها لتسليمه او تدميره كما جاء في الاتفاق الروسي الامريكي وبضمان روسي بل وطلبت سوريا الانضمام رسميا الي منظمة حظر السلاح الكيمياوي وهذا بحد ذاته سيكون حلقة اساسية ومهمة للولايات المتحدةالامريكية لاستخدام المنظمة الدولية ومجلس الامن لتثبيت اعتراف رسمي سوري بوجود السلاح الكيمياوي والذي كان وسيبقي محور النشاط الاعلامي والدعائي كما جري مع العراق كما اشار نائب الرئيس بايدن ان ما في سوريا هو سلاح كيمياوي حقيقي لذا ستحاول الدبلوماسية الروسية الاسراع في اسقاط هذه الذريعة من الازمة بانهاء وتدمير السلاح الكيماوي من خلال المنظمة الدولية بالمقابل ستحاول واشنطن التركيز علي المدة المحددة وهذه بحد ذاتها لها تعقيداتها ومصاعبها سواء في الحصر الوثائقي او المسح الميداني مما يبقي خطر قيام الضربة العسكرية قائما لان الزمن ستحاول واشنطن استخدامه وكما تريد هي ومن خلال المفتشين الذين ستتعامل معهم ليس بالمهنية المطلوبة كما هو عهدهم . بل بقيت تصر علي ضرورة استخدام (الفصل السابع) بقرار اممي تصر عليه واشنطن لكي يبرر لها شن عدوان علي سوريا مما سيجعل الجدل طويلا في مجلس الامن بين امريكا وحلفائها من جهة وروسيا والصين لحد ما . وقد يتم التوصل الي حل وسط ليس في صياغته نص في استخدام البند السابع ولكن يمكن ان يفتح له نافذة لتبرير استخدام القوة ونحن نعرف ان كثيرا ممن يعملون في فرق التفتيش ليسوا بنظيفي الضمير كما جري في العراق فهم عندما قدموا تقريرهم للامين العام بشأن السلاح النووي رجحوا استخدامه من قبل النظام السوري (رغم اننا لا ننزه النظام المذكور) واشاروا الي استخدام محدود له من الطرف المقابل فهل سيتمكن المفتشون من ايجاد القرائن التي تثبت جهة الاستخدام وهذه قضية ستبقي مفتوحة الي ما لا نهاية. عليه فان المعركة القادمة بين روسيا من جهة والولاياتالمتحدةالامريكية من جهة اخري ميدانه مجلس الامن بل ستعمل علي استخدامها لتجريم اركان النظام السوري تمهيدا لتوجيه تهمة الابادة الجماعية واستخدام اسلحة محرمة دوليا للنظام السوري ورموزه وقد مهدت لجان التفتيش لذلك في تقديمها تقريرا لمجلس الامن وهذا كاف ان تحال القضية الي محكمة العدل الدولية او ربما محكمة جرائم الحرب الدولية في روما بل ربما ستستخدم هذه اللجان من قبل الولاياتالمتحدةالامريكية لاغراض واهداف استفزازية للنظام السوري . وتبقي قضية الشعب السوري الاساسية بدون حل حقيقي وسيبقي يدفع المزيد من التضحيات والدماء والدمار والتشريد صحيح ان المبادرة الروسية تضمنت الدعوة لعقد مؤتمر جنيف 2 ولكن لاتفوتنا الاشارة الي ان روسيا لا تمتلك اليات التأثير علي اطراف المعارضة المتناحرة الا بشيء محدود جدا وقد جربت ذلك سابقا عندما دعت اطراف المعارضة للحضور الي موسكو لاكثر من مرة ولكن دون جدوي حيث ان جزءا مهما من هذه المعارضة يتبع اطرافا ومصالح خارجية اضافة الي تشتتها وعدم توحدها بشكل جدي والصراع القائم بين اطرافها لاختلاف منطلقاتها كما قلنا ولا يمكن لمعارضة تستدعي الاجنبي لغرض وطنها وشعبها الا ان تكون مشبوهة في اقل وصف كما جري بالعراق ومناطق اخرة . اذا ولدت المباردة الروسية وهي تحمل في ثنايها عوائق وحواجز كثيرة ربما تؤدي الي تعطيلها واخفاقها من جانب اخر ستعمل روسيا بتنسيق مع النظام السوري وحليفه النظام الايراني واطراف اخري تجمعها مصالح هي بالتأكيد ليست مصالح الشعب السوري ولا تعبر عن تطلعاته ولا ننسي ان روسيا تدفعها مسألة انبوب الغاز المزمع مده من قطر الي اوربا عبر الاراضي السورية ومايشكله هذا من خطر علي انبوب الغاز الروسي الذي يمول اوربا الغربية اضف الي الخدمات التي تقدم الي البحرية الروسية من موانيء سورية لذا فإن روسيا ستبقي ضاغطة سواء من خلال تحالف روسي سوري ايراني او استعراض لقوة عسكرية لتأثير علي مجريات التوافق بشأن القضية السورية ومحاولة الاستمرار في مبادرتها المذكورة حتي اخر لحظة ممكنة .