المشغولات الذهبية اصبحت للفرجة فقط بعد الارتفاع الكبير فى اسعار الذهب أصبحت أسعار الذهب تمثل لغزا كبيرا للمواطنين فلا أحد يمكنه التنبؤ بها ولا تحديد أسباب ارتفاعها وانخفاضها بشكل مفاجئ دون مؤشرات مسبقة توضح حركة أسعار المعدن النفيس، كما أن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب جعلته حكرا علي الطبقة الغنية فلا الفقراء ولا متوسط الحال يمكنهم شرائه حتي في الأفراح والمناسبات .. "الأخبار" التقت بشيخ الجواهرجية حسين أبو السعود محمد الذي بدء العمل بمجال تجارة الذهب منذ عام 1938 وعاصر مراحل تطور صناعة الذهب في مصر والارتفاعات والانخفاضات التي شهدها سعر الذهب لمدة تصل إلي حوالي 70 عاماً ليفسر لنا لغز أسعار الذهب. بداية أكد الحاج حسين أن أسعار الذهب أصابها الجنون مؤخرا ولا أحد يعرف الأسباب الحقيقية وراء ذلك فقد تضاعفت أسعار الذهب خلال السنوات العشرة الأخيرة بنسبة وصلت إلي ألف في المائة في بعض المشغولات الذهبية فشراء طاقم ذهب مكون من كوليه وإسورة وحلق وخاتم من الذهب عيار 24 المرصع ببعض الفصوص والاحجار الكريمة يتطلب حوالي 5 آلاف جنيه أما الآن فالطاقم نفسه يصل سعره إلي 50 ألف جنيه الأمر الذي أدي إلي إحجام الكثير من المواطنين عن شرائه لتقل حركة البيع إلي مستويات غير مسبوقة بل إن بعض المواطنين اتجهوا إلي بيع مقتنياتهم من المشغولات الذهبية وبالتالي أصبحت حركة تجارة الذهب تسير في اتجاه واحد وهو البيع من الزبون إلي أصحاب محلات الذهب إلا القليل. وعن أسعار الذهب أكد أبو السعود أنها سجلت أمس250 جنيها للعيار 24 أما عيار 21 فسجل 218 جنيها وعيار 18 وصل إلي 192 جنيها مشيرا إلي أنها مرتبطة بالأسعار علي المستوي العالمي ولا يمكن التحكم فيها محليا إذ أنها تتحدد وفقا لنظام المضاربة والمزايدة المعروف بالبورصات والدليل علي ذلك أن سعر أوقية الذهب قبل عيد الأضحي المبارك سجل 1420 دولارا بينما سجل بعد العيد 1355 دولارا كما أن سعر جنيه الذهب يوم الجمعة الماضية سجل 1800 جنيه بينما تراجع يوم السبت الماضي إلي 1700 جنيه بانخفاض قدره 100 جنيه دون وجود أسباب واضحة وراء ارتفاعه أو انخفاضه وقال شيخ الجواهرجية إن سعر جنيه الذهب في عام 1983 لم يكن يتجاوز 121 قرشاً !! أما عن سرعة تغير أسعار الذهب يقول الحاج حسين إن الأسعار قديما كانت تتسم بالثبات النسبي فلم تكن تتغير إلا كل أسبوع علي أقل تقدير وبارتفاع أو انخفاض بسيط لا يثير مخاوف الناس ولا يربك حركة البيع والشراء ولكن الآن الوضع اختلف كثيرا فأصبحت الأسعار في تغير دائم بصفة يومية وترتفع أو تنخفض بنسب كبيرة أدت إلي خلق حالة من عدم الاستقرار بالسوق وإحجام الكثير من المواطنين عن الشراء أملا في انخفاض الأسعار كما أن التغير السريع والدائم في أسعار الذهب قضي علي نظام البيع بالقسط فالقطعة التي تباع اليوم بجنيه قد تباع غدا باثنين ولذا لا يمكن لتاجر أن يضحي بهذا المكسب الكبير .. ويشير شيخ الجواهرجية إلي بعد آخر نتج عن اضطراب أسعار الذهب وهو لجوء العديد من ورش تصنيع الذهب إلي إغلاق أبوابها وتسريح العمال وخاصة في ظل منافسة شرسة من الذهب المستورد من إيطاليا ودبي والذي يتميز برخص سعره مقارنة بالمصنوع في مصر رغم فارق جودة التصنيع وهو ما أدي إلي سحب البساط نسبيا من تحت الصناعة المحلية في منتجات الذهب.