د. محبات أبو عمىرة أود في البداية أن أعبر لكم عن ثقة كل من يعرفكم عن قرب عن جهودكم للتغلب علي تراكمات وتحمل مسئولية التعليم التي تعتبر رسالة وأمانة قبل أن تكون منصبا.. من هذا المنطلق أتقدم إليكم بصفتي استاذة جامعية تربوية متخصصة في المناهج برسائل تلغرافية لأهم ست قضايا في التعليم المصري تتمثل في الآتي: القضية الأولي: أماكن التعليم: وهنا أقصد المباني التعليمية يعني الفصول والمقاعد والمرافق في المدارس الرسمية، هل فكرتم سيادة الوزير في زيارة بعض المدارس التي مبانيها غير صالحة؟ .. هل قدم لك مستشاروك معلومات واحصاءات ومالها من دلالات عن عدد المدارس التي تحتاج إلي ترميم واصلاح؟ هل ت لم سيادتك أن هناك بعض المدارس غير مزودة بمياه للشرب؟ وأخري تخلو من الصرف الصحي، هل توجد خطة تعالج أزمة المباني المدرسية؟.. وفي هذا السياق طرحت الحكومة السابقة مشروع بناء ال 0001 مدرسة بمساهمة من رجال الأعمال علي أن تمنح الحكومة الأرض وهي فكرة جيدة وليست جديدة فهي شبيهة بمشروع ال 001 مدرسة في عهد مبارك، ولكنني اتحفظ اذا استمر هذا المشروع علي اطلاق المدارس علي المساهمين من رجال الأعمال، لأن خير مصر علي الجميع وهذا واجب عليهم ووفاء بمسئوليتهم تجاه مجتمعهم. القضية الثانية: مناهج التعليم: وقد علمنا نحن التربويين بتشكيل لجنة لتنقيح المناهج التي تم تسييسها في نظام الحكم السابق عن طريق عمداء كليات التربية وهنا تحتم علي الأمانة المهنية يا سيادة الوزير عرض الآتي: 1 ان بعض عمداء كليات التربية غير متفرغين لعملية المراجعة والتنقيح للمناهج المدرسية والدليل أنهم طوال خدمتهم لا يمثلون في اللجان العلمية الدائمة لترقية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات. 2 انه لا توجد معايير لاختيار أعضاء اللجان المصغرة والمشكلة علي مستوي كل كلية من كليات التربية، والمفترض أن أقسام المناهج هي التي ترشح الأعضاء وفقا للكفاءة والتخصص. 3 هل يعقل أن بعض من قاموا بتسييس المناهج في النظام السابق يكونون أنفسهم أعضاء في اللجنة المشكلة مؤخرا ومعروف أيدولوجياتهم وأفكارهم مما يفقد اللجنة مصداقيتها يعني باختصار بعض اللي سيسوا المناهج هم أنفسهم إلي هينقحوا المناهج!! 4 بعض المناهج المدرسية خلال العام الدراسي السابق ركزت علي الحدث وأهملت وهمشت الشخصيات التاريخية مثل الزعيم جمال عبدالناصر بوصفه القائد الأعلي للقوات المسلحة في نكسة 76 في اشارة إلي تحمله والجيش المصري مسئولية النكسة. 5 بعض الكتب ورد بها القضية الفلسطينية، وبدلا من ابراز دور مصر وجيشها العظيم في الدفاع عن القضية وتعريف الطالب بالمصريين وجنود القوات المسلحة ممن حاربوا وممن استشهدوا من أجل فلسطين، يكتب زعيم حركة المقاومة »حماس« عز الدين القسام في كتاب الدراسات الاجتماعية!! 6 مناهج التعليم في المرحلة الابتدائية معظمها عقيمة مكثفة، مليئة بمعارف ومعلومات أكاديمية يزدحم بها عقل التلميذ الصغير فلا يستطيع أن يفهمها أو يهضمها ويتلقاها عنوة مما ينتج مواطنا سلبيا، غير فاعل معتمد علي التعليم البنكي الذي اشار إليه المفكر البرازيلي باولو فريري. القضية الثالثة: الثانوية العامة: أصبحت عاما واحدا وفق التشريع الذي أصدره برلمان 1102 المنحل والذي قيل آنذاك أن هذا طلب الشعب اذن باسم الشعب ستكون الثانوية عاما واحدا وهنا سؤال: في أي نظام عالمي يدرس الطالب 21 أو 31 مادة في سنة واحدة ويؤدي فيها الامتحان؟ المطلوب مناقشة مجتمعية حول القانون قبل تنفيذه خاصة انني اتحفظ علي اختبارات القدرات التي لن تكون بديلا عن نتائج الثانوية العامة، والضرورات الاقتصادية لا تبيح المحظورات التربوية، وأذكرك ياسيادة الوزير بقضية السنة السادسة التي سحبت من رصيد التعليم الابتدائي بحجة توفير الأموال وعادت مرة اخري. القضية الرابعة: المدارس الأجنبية: تؤدي رباعية منظومة التعليم المتمثلة في التعليم الرسمي أو الحكومي، والخاص، والأزهري والأجنبي إلي تباين في اللغة والتعليم ونوعيته وتكلفته والسؤال: هل للوزارة رقابة علي المدارس الأمريكية مثلا التي يتعلم فيها أبناء المصريين والمفروض أن تنمي فيهم الهوية المصرية؟ القضية الخامسة: الدروس الخصوصية: نحن في حاجة إلي تقنين المجموعات الدراسية داخل المدارس، وآن الأوان يا سيادة الوزير وبعد عودة هيبة الدولة أن يتم تجريم الدروس الخصوصية من خلال تشريع لابد أن يعد الآن من قبل المستشار القانوني للوزارة شريطة تطبيق القواعد المالية لكادر المعلمين. القضية السادسة: الانفاق علي التعليم: أعلم أن هناك فجوة تمويلية رغم ما تتحمله الدولة في الأنفاق علي التعليم قبل الجامعي وتشير بيانات البنك الدولي ان تكلفة الطالب في مصر حوالي 051 دولارا تقريبا في السنة وفق احصاءات 0102 مقارنة بالطالب في اليابان 7 الاف دولار، والطالب في اسرائيل 0072 دولار، وفي أمريكا 0074 دولار، والمغرب 291، وتونس 092، وتركيا 552 ورغم صعوبة المقارنة لكن لابد أن نقنن المجانية علي فئات معينة دون المساس بها لأنها حق دستوري. أريدك يا سيادة الوزير أن تدخل تاريخ التعليم وتتناول القضايا السابقة بجدية وفق خارطة طريق لسياسة التعليم، في هذه الحالة سيكون لك علامة وبصمة متميزة ايجابية أسوة بسعد زغلول الذي اعتمد اللغة العربية لغة التعليم، وطه حسين الذي عمم التعليم وجعله كالماء والهواء، وعليك مسئولية كبيرة خلال المرحلة القادمة وهي مواجهة الفكر المتطرف الذي أحد ملامحه اهمال تحية العلم المصري والنشيد الوطني داخل بعض المدارس.