دراما رمضان فتحت الأبواب لتواصل الأجيال

بشير الديك
»تواصل الأجيال« هو الشعار الذي رفعته دراما رمضان بين المبدعين هذا العام، ففي الوقت الذي يتصدر فيه كبار المؤلفين المشهد الدرامي أمثال يسري الجندي ووحيد حامد ومصطفي محرم، نجد في المقابل عددا آخر من شباب المؤلفين الذين يخوضون التجربة الأولي، أو الثانية مع الدراما حيث يتواجد عمرو الدالي بمسلسل »فرح ليلي« ومحمد أمين راضي في »نيران صديقة« وزكريا السيلي في »خلف الله« وعمرو الشامي وياسر عبدالمجيد في مسلسل »فرعون« وحازم متولي في »فض اشتباك«.ومريم نعوم في »ذات« و» موجه جارة« ويس الضو وأحمد صبحي في »الزوجة الثانية« ومحمد سليمان عبدالمالك في »اسم مؤقت« وعباس ابوالحسن مع »اسيا« والمخرج جمال عبدالحميد الذي ظهو مؤلفا مع مسلسل »اكرمين«
الظاهرة ليست جديدة، وإن كانت عودتها بقوة هذا العام تطرح بعض التساؤلات، فهل الأمر له علاقة بثورة يناير وما نتج عنها من إتاحة الفرصة أمام الشباب أم أن هناك أسباباً أخري؟!
تقول الناقدة خيرية البشلاوي أن المناخ العام كله مهيأ لتربة جديدة وبذور جيدة تلقي بها وما نراه هو الثمار، وبالتأكيد هناك أسباب عامة وخاصة، فهناك حالة التمرد الشديدة جداً التي تعتبر جزءاً عضوياً في البيئة العقلية للشباب، فأصبح هناك عامل فكري محرك واستنفار عقلي مرتبط بحالة القمع العام، إضافة إلي الصورة الذهنية المشوهة لدي كثير من الشباب، وبالتالي فالحالة مرتبطة بتمرد ولا أقصد هنا حركة »تمرد« وإنما التمرد بشتي أنواعه الثقافي والفكري والفني والسياسي.
وأضاف المخرج عادل الأعصر أن ظهور المبدعين الجدد يعتبر تطوراً طبيعياً للحياة مؤكدا أن الشباب لابد أن يدخل وينتج ويؤثر إضافة إلي أن المناخ العام حاليا يحتاج إلي موضوعات تخص الشباب أكثر، وأنا شخصياً مؤمن بأن أفضل من يكتب في مشاكل الشباب هم الشباب أنفسهم بشكل أفضل من غيرهم.. وسعيد بوجود شباب جدد في التأليف والإخراج والتمثيل والديكور، حتي يكون هناك نوع من التواصل بين الخبرات والجيل الجديد.
ويري المؤلف بشير الديك أن أهم ما يميز الشباب عموماً التلقائية فهم يفعلون ما يؤمنون به، والشباب يجب أن يعمل مع الكبار جنباً إلي جنب وهو ما كنا ننادي به دائماً من ضرورة وجود البدائل، فالساحة الفنية تتسع للجميع، خاصة الدراما التليفزيونية التي تفسح المجال أمام طرح القضايا والأفكار الجديدة، إضافة إلي أن السينما كانت كل عام تقريباً تفرز مؤلفين جدد وبالتالي فإن تراجع الصناعة أدي إلي عملية الإحلال والنزوح من السينما إلي الدراما التليفزيونية سواء بالنسبة للمعروفين أو الجدد في كل المجالات وليس التأليف فقط.