أقول للقرضاوي : لماذا الانحياز لفصيل معين .. لقد اجتهدت فأخطأت فُعد إلي الحق لا أري سببا للعدوان علي الجيش الباسل وجموع الشعب الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء من الشخصيات التي جمعت خصائص الإمامة في علم الحديث النبوي الشريف حيث ألف أكثر من مائة وعشرة كتب.. وقدم موسوعة كبري للسنة النبوية الشريفة.. وهو لا ينحاز إلي فصيل دون فصيل ولا إلي حزب دون آخر ويقوم بالإشراف علي الموسوعة الكبري للحديث النبوي التي يصدرها المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة، وستظهر هذه الموسوعة الي الوجود قريبا، وستكون أكبر عمل يقدمه المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة. لذلك أجرت ا»لأخبار« معه هذا الحوار حول الأحداث الجارية علي الساحة المصرية .. ما هو تقييمكم للمشهد السياسي بعد عزل مرسي بثورة شعبية؟ الموقف يحتاج الان الي تضامن وتضافر بين جميع الاطراف والاطياف والي الرجوع الي الحق والي احترام رأي الشعب والجماهير.. فاذا قامت ثورة سابقة غيرت الاوضاع ثم تبعتها ثورة اخري جددت الاوضاع فالرأي هنا هو رأي الشعب لان الشعب هو صاحب الكلمة الاولي والاخيرة.. لكن المهم هو ان يقبل الجميع ما يكون عليه الوضع مادام الهدف واحدا وهو استقرار الوطن واطمئنانه وامانه ويأخذ كل ذي حق حقه وان تأخذ العدالة مجراها الحقيقي.. اما ان يحدث في الوطن هذا التفرع، والتشرذم، والصراعات، التي لا نهاية لها إلا سقوط بعض الضحايا وتعطيل المصالح، هذا امر ما ينبغي ان يكون ولا يصح من انسان معه عقل ولا لو ان احدا ما له مطلب وهذا المطلب له وجاهته وهو حق وعدل فلدينا قضاء شامخ عادل يعطي لكل ذي حق حقه وحسبنا دلالة علي ذلك ان هذا القضاء حكم علي رؤساء سابقين وحكم علي مسئولين كبار سابقين ومازالوا امام القضاء حتي هذه اللحظة.. معني هذا ان القضاء لا يتعصب ولا يتحيز وانما يجري العدالة بما يرضي الله.. فلماذا لا يلجأ اصحاب المطالب الي القضاء؟ لماذا يلجأون الي العنف والي التشدد؟ أليس في هذا مخالفة لامر الله تعالي وامر رسوله »صلي الله عليه وسلم« الذي امرنا ان نكون علي قلب رجل واحد، حيث قال الله تعالي: »واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا« وقال ايضا: »وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الاثم والعدوان«. أليس فيما يفعلون مخالفة لما نراه ونسمع به ونشاهده عبر وسائل الاعلام المختلفة من سقوط ضحايا وقتلي بين وقت وآخر.. والنفس الانسانية لها حرمتها ولها مكانتها عند الله، فالله تعالي يقول: »ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما«.. وجعل للنفس الانسانية حرمتها فلا يحل دم امريء مسلم كما قال رسول الله »صلي الله عليه وسلم« الا باحدي ثلاث: »النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة«. وحذرنا الرسول »صلي الله عليه وسلم« من التشرذم والصراعات والعدوان علي النفس الانسانية حيث قال »صلي الله عليه وسلم«: »لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض«. الجيش حامي الحمي بماذا تبرر سلوكيات الاخوان وما يمارسونه من ارهاب ضد الشعب والجيش؟ نحن لا نري سببا وجيها للعدوان ضد الجيش لان الجيش هو الذي يحمي الوطن.. وهو الذي حمي الامة والامن القومي، وهذا الجيش هو الذي قاتل في حرب السادس من اكتوبر واسترد كرامة الامة كلها.. هذا الجيش كانت قواته المسلحة في خنادق الحرب وكنا ونحن دعاة ندعو الي تعبئة الروح المعنوية في حرب العبور ويقول احد الدعاة لقواتنا المسلحة: افطروا انتم في رمضان والجو حار والفطر اعون لكم علي عدوكم فكان افراد وقادة القوات المسلحة يقولون لا نريد ان نفطر الا في الجنة.. معني هذا ان هذه القوات التي اشاد بها الاسلام والقرآن واشاد بها الرسول »صلي الله عليه وسلم« وامر واوصي بأهل مصر خاصة الجنود والقوات المسلحة.. فهذا كله يستوجب علي الجميع ان يقفوا علي الجادة والا يخدشوا كرامة جيش قاتل وضحي في سبيل الله، شهداء هذا الجيش وهذه القوات هم الذين استردوا كرامة الامة وهيبتها.. وهم الذين يحمون الوطن الان.. فلا يصح العدوان علي الجيش او الشعب ولا ايذاء احد منهم لان هذا مخالف للاسلام. مصر كنانة الله هل قام الازهر الشريف متمثلا في هيئة كبار علمائه بدور ايجابي في هذه الظروف التي تمر بها مصر؟ مما لا شك فيه ان الازهر الشريف قدم عدة وثائق ووجه عدة نداءات عبر هيئة كبار العلماء وعبر مجمع البحوث الاسلامية وعبر الامام شيخ الازهر وعبر الدعاة والعلماء والوعاظ وادوا ومازالوا يؤدون رسالتهم في الدعوة الي استتباب الامن والي استقرار الوطن والي البعد عن التراشق حتي يعيش الناس في امان واطمئنان ولم يقصر الازهر يوما في دوره المنوط به تجاه اي حدث علي الساحة المصرية. ولكن ماذا تقول لكل من لا ينظر الي مصلحة الوطن لا نريد ان ننظر الي المصلحة الخاصة ولا الي المصلحة الشخصية ولكننا نريد ان ننظر الي المصلحة العامة وان نحكم العقل وان نتوجه الي ربنا سبحانه وتعالي بان تظل مصر حامية أمن وطنها.. فمصر كنانة الله في ارضه من ارادها بسوء قصمه الله. موقف القرضاوي بعد تطاولات الدكتور يوسف القرضاوي علي الازهر ورموزه ما موقف هيئة كبار العلماء منه وهو عضو فيها؟ نحن اخترنا الدكتور يوسف القرضاوي في هيئة كبار العلماء لاننا نحسن الظن فيه كواحد من ابناء مصر وكواحد من ابناء الازهر الشريف وكعلم نكن له كل حب وتقدير. اما الذي فاجأ به مصر وفاجأ به الازهر من هذا الموقف الذي ينحاز فيه لفصيل دون فصيل والذي اخذه عليه كثير من العلماء والدعاة والكتاب والمفكرين.. انا اري ان الرجل اجتهد ولكنه اخطأ، والخطأ جائز علي كل انسان والانسان اذا اجتهد فأصاب فله اجران وان اجتهد واخطأ فله أجر واحد، فأرجو ان يتوب الي القول الحق وان يعود الي كلمة الفصل في مثل هذه القضايا الشائكة المطروحة علي الساحة والا ينحاز لفصيل دون فصيل ولكن عليه ان ينحاز الي كتاب الله والي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم لان القرآن الكريم قال: »وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما علي الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء الي امر الله«.. وقال الله تعالي موضحا: »انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم« اذا كان القرآن قال ذلك وبين خطورة العدوان علي النفس الانسانية التي تم الاعتداء عليها فكيف ينحاز الانسان الي ما يخالف هذه التعاليم القرآنية. ليته يعود إلي رشده لماذا حتي الان لم تقم هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف باسقاط عضوية الدكتور القرضاوي منها؟ والله هذا الامر لم يحدث لانه لم تجتمع بعد الهيئة منذ حدث ذلك ولقد كنا علي موعد لنلتقي يوم الثلاثاء 6 أغسطس في اجتماع للهيئة ولكننا ابلغنا ان الاجتماع تم تأجيله ولاندري ما السبب ولعل المانع يكون خيرا ونحن ربما يكون في هذا الانتظار ان يعود الشيخ القرضاوي الي الحق والي عدم الانحياز الي فصيل دون فصيل آخر.. وان كان الكثير من الاعضاء قد تقدم بمطلب اسقاط العضوية عن الشيخ القرضاوي ولكن لم يتم الاجتماع حتي يتم البت في تلك الطلبات ونسأل الله تبارك وتعالي اني عود الشيخ القرضاوي عما قاله الي الصواب والحق وان يتوب الي الله عز وجل. أناشدكم الله ماذا تقولون للمعتصمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة حقنا للدماء المصرية الغالية؟ اقول لهم اناشدكم الله.. بحق الاسلام وبحق القرآن وبحق السنة وبحق الرحم عودوا الي منازلكم ولا تكثروا من هذه الاعتصامات التي لم تؤد الي اي نتيجة ايجابية بل ادت الي نتائج سلبية فيها ازهاق للارواح وضياع لحقوق الناس وفيها تعطيل للمصالح وفيها تعطيل للمصلحة العامة، فيها ازعاج واحداث قلاقل للسكان المجاورين لميداني رابعة العدوية الذين ضجوا وقالوا اننا لا نستطيع النوم ولا يعرف ابناؤنا ان يستذكروا دروسهم ولا نستطيع الذهاب الي اعمالنا حتي ان بعضنا تعرض للفصل من عمله لتغيبه بسبب المتواجدين برابعة العدوية.. واقول للمعتصمين برابعة والنهضة عودوا الي منازلكم واحتكموا الي كتاب الله تعالي وسنة رسوله »صلي الله عليه وسلم«.. احتكموا الي قضاء مصر العادل وطالبوا بحقوقكم دون ان تفعلوا ما تفعلونه بالميادين وتكون ثمرتها التعب وتعطيل المصالح بما يخالف الاسلام شكلا وموضوعا فالجأوا للقضاء وطالبوا بحقوقكم ان كانت لكم حقوق وستنعمون بهذا اللجوء. إن كان لهم حق اذا اصر المعتصمون في ميداني رابعة العدوية والنهضة علي مواقفهم الاجرامية فماذا تقولون لمؤسسة الرئاسة والمجلس العسكري؟ نقول لهم ان يطبقوا ما امر الله به وما امر به الرسول الكريم »صلي الله عليه وسلم« وما تقتضيه العدالة التي لا يظلم فيها احد المعتصمين.. هم ابناؤنا واخواننا ولا نريد لهم ان يظلموا او يُسحقوا ولكن نريد لهم ان يثوبوا الي الرشد والي الهداية والي المطالبة بالحق بالتي هي احسن اذا كان لهم حق لان الله تعالي قال: »ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن«.. فاذا كان هذا المطلب القرآني لغير المسلم فما بالك بالمسلم نفسه.