خرجت علينا في الآونة الأخيرة بعض وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية منها الرسمية أو الخاصة بهجوم شبه منظم علي العمود الفقري للجامعات المصرية متمثلا في الأستاذ الجامعي غير مدركة العواقب الوخيمة علي منظومة التعليم الجامعي من جراء الاستهانة بأصحاب الرسالات وورثة الأنبياء..ولعل شراسة الحملة بدأت بإحدي الصحف القومية الكبري بمقال ظالم ومتجن علي الأستاذ الجامعي في عموده الأسبوعي.. عن طابور العبيد.. والذي أتهم فيه الأستاذ صراحة ودون مواربة بالتجبر والاستبداد.. وأبنائه من المعيدين والمدرسين المساعدين.. بالخنوع والنفاق وانعدام الشخصية.. وبالتالي فأصبح لدينا جيل من شباب أعضاء هيئة التدريس العبيد الذين مارسوا بعض الأفعال والأعمال المهينة لهم مثل الخدمة في بيوت الأساتذة والعمل سائقين.. وحملة للشنط ومساحين جوخ... إلخ. وفي نفس الصحيفة كانت الطامة الكبري باختراع جديد... فيما عرف بغسل الشهادات علي نهج غسيل الأموال فقامت الدنيا ولم تقعد ثم اختتمت بتوابع زلزال حكم المحكمة الإدارية العليا بإلغاء الحرس الجامعي... وما حدث من إمتهان واعتداء علي الأساتذة في الحرم الجامعي وشرخ العلاقة بين الطالب والأستاذ... الذين يمثلون هرم المنظومة الجامعية. وفي هذا الإطار قلنا كلمة... ليست دفاعا عن الأساتذة... ولكن حرصا علي مستقبل هذه الأمة فالحقيقة إن العرض المستمر لهذه القضايا وبالأساليب المفزعة التي تم عرضها ونشرها علي الرأي العام... أضرت ضررا بالغا بالجامعات المصرية أستاذا وطالبا وخريجا... علي المستويين المحلي والدولي.. فقد نسي هؤلاء... أن الجامعات المصرية مستهدفة من قوي خارجية معادية اقليميا وعالميا... لادراكهم أن النهضة التعليمية والعلمية والتطور الذي شهدته المجتمعات العربية والاسلامية قامت عليه الجامعة المصرية.. فقد انتقلت بهذه المجتمعات من العصور الوسطي لعصر النهضة وأستيعاب لغة العصر ومواجهة التحديات... والغريب والمحزن أن بعض الكتاب بالصحف ومعدي ومقدمي البرامج الحوارية لم تأخذهم شفقة علي مستقبل أبنائهم خريجي الجامعات المصرية والعاملين في الدول العربية والأجنبية الآثار السلبية علي سمعتهم ومستقبلهم وتناسوا أيضا أن عددا غير قليل من زعماء ورؤساء الدول العربية والاسلامية تلقوا تعليمهم بالجامعة المصرية والأزهرية خلال القرن الماضي ومنهم علي سبيل المثال وليس الحصر الراحل هواري يومدين رئيس الجزائر والملك حسين ملك الأردن وأطال عمر حكام إمارات الشارقة وأبوظبي ودول إسلامية كالملاديف وجزر القمر ورؤساء وزراء كثيرين في باكستان وماليزيا واندونيسيا والسودان ليبيا والكويت والسعودية ودول أفريقية كثيرة وعديدة أما عن إعداد العلماء والوزراء بالدول الافريقية والآسيوية.. فحدث ولا حرج... إلخ..ولعل ما حدث في جامعة عين شمس من احتكاك للطلاب بأساتذتهم والاعتداء عليهم بصرف النظر عن أسبابها فهي جريمة كبري... علي الجميع أن يفيقوا من غفوتهم ويتداركوا أخطاءهم في حق الجامعة وأستاذها. وأنني اناشد الحكومة المصرية أن تقوم علي تنفيذ حكم الإدارية العليا... بتقديم البديل المناسب للحرس الجامعي الذي يحفظ ويعيد للجامعة المصرية استقلالها... وأن كان لي رأي شخصي في هذا انني لست مع إلغاء الحرس الجامعي... فقد عشت الأحداث المحزنة والمأساوية التي حدثت في الجامعات المصرية في الفترة من 9791-1891 كرئيس لاتحاد طلاب الدراسات العليا علي مستوي الجمهورية.. وشهدت علي الطبيعة الحوادث المأساوية بجامعات أسيوط والمنيا والقاهرة وعين شمس والمنوفية وغيرها... والتي وصلت ذروتها عام 1891... حينما قام فيها الطلاب المتشددون بمحاصرة جامعة أسيوط بميلشيات واحتجزوا مجلس الجامعة كرهائن وعطلوا الامتحانات بالجامعة لعدة أيام..... وكادت منظومة العمل الجامعي ان تنهار لولا تدخل رئيس الدولة الزعيم الراحل أنور السادات واصداره قراره الجمهوري باعادة الحرس الجامعي لحفظ النظام وحماية الأساتذة وطالبي العلم الحقيقيين من الطلاب وحماية المنشآت الجامعية.. إننا حقيقة بحاجة لوحدات أمنية متخصصة قادرة علي ملء فراغ الحرس الجامعي... بما لا يسمح... بالتدخل في شئون الجامعة الإدارية والفنية والتعليمية كما حدث خلال العشرين عاما الأخيرة... لعلي لا أكون مبالغا في أن قضية التدخل في شئون الجامعة مرده إلي تنازلات لبعض القيادات الجامعية... عن جزء كبير من مسئولياتها والقائها لملعب الجهات الأمنية للتعامل معها وكانت نتائجها هي لجوء الأساتذة للقضاء.. والذي قضي بإلغاء الحرس الجامعي وعشنا هذا المأزق الخطير. إنني حقيقة ممتن للدور الكبير الذي قام به الحرس الجامعي علي مدي ثلاثة قرون... تحمل فيها أعباء ورذالات الملايين من الطلاب وحماية الجامعة من التدخل الخارجي ومحاولات العبث واللعب بالنار مع أكبر وأخطر شريحة في المجتمع وهم ابناؤنا... الطلاب..وإن كان هناك بعض التجاوزات أو السلبيات فمرجعها حقيقة... لسوء الفهم .. وكل عام وأنتم بخير كاتب المقال: الأستاذ بجامعة المنوفية المشرف العام علي مركز الدراسات الوطنية